أكتوبر شهر التوعية بالمرض الخبيث عالميا.. سرطان الثدي .. قاتل صامت يهدد النساء والرجال

> استطلاع / فردوس العلمي

> سمي شهر أكتوبر بالشهر الوردي، بالإنجليزية (Pink for October)، وخصص للتوعية حول سرطان الثدي، وهي مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع كثيرة حول العالم باتخاذ اللون الزهري أوالوردي كشعار لها بهدف التوعية من مخاطر هذا المرض، وذلك من خلال تنفيذ حملة خيرية دولية ترمي إلى رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.
«الأيام» وبمبادرة إعلامية منها للمشاركة في هذه الحملة الخاصة بالتوعية التقت عددا من المختصين لتسليط الضوء على هذا المرض لمعرفة المزيد عن هذه الحملة وأهدافها.
عرّفت الدكتورة هدى باسليم مديرة مركز تسجيل وأبحاث السرطان، ورئيسة قسم طب المجتمع والصحة العامة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن، مرض سرطان الثدي بأنه “أحد أنماط الأورام الخبيثة الشائعة، وهو نمو غير طبيعي للخلايا المبطنة لقنوات الحليب أو لفصوص الثدي، وغالباً ما يتكون الورم السرطاني في قنوات نقل الحليب، وأحياناً في الفصوص وجزء بسيط جداً في بقية الأنسجة”.
وبحسب الدكتورة باسليم فإن “هذه الخلايا السرطانية تستطيع الدخول إلى القنوات اللمفاوية والانتشار من خلال هذه القنوات إلى العقد الليمفاوية ومن ثم إلى أعضاء الجسم الأخرى وذلك عن طريق الأوعية الليمفاوية أو الأوردة الدموية”.
**أنواع سرطان الثدي**

توضح الدكتورة هدى بأن “مرض سرطان الثدي له أنواع عديدة، وذلك استناداً إلى مكان المنشأ، كالقنوات أو الفصوص أو الأنسجة الضامة، ومدى انتشارها إلى الأنسجة المجاورة في الثدي (الغازي) أو عدم انتشاره (في موقعه)، بالإضافة إلى شكل الخلايا تحت المجهر وهو أكثر الأنواع شيوعاً بين النساء في العالم وفي اليمن”.
**سرطان الثدي يحتل المركز الأول**
وعن إحصائيات هذا المرض توضح الدكتورة هدى بأن “إحصائيات مركز تسجيل وأبحاث السرطان في كلية الطب والعلوم الصحية، جامعة عدن للأعوام 2007 - 2011م، أشارت إلى أن سرطان الثدي يحتل المركز الأول (16.8 %) بين إجمالي الحالات المرصودة بين الذكور والإناث، تحتل الإناث النصيب الأكبر بنسبة تشكل حوالي ثلث حالات السرطان بين النساء (31.6 %)”، كما تلفت بأن سرطان الثدي يُعد أحد أبرز مسببات الوفيات في العالم بحوالي 1.1 مليون امرأة يتم تشخيصهن سنوياً بسرطان الثدي، يتوفى منهن 410.000”، ووفقاً للدكتورة هدى فإن هذا المرض “يمكن أن ينشأ عند الرجال أيضاً”، معتبرة أن الكشف المبكر مهم جداً للنجاة من هذا المرض، وكذا للحصول على العلاج الفعال.
**أسباب المرض**
سلطان الثدي
سلطان الثدي

وعن اسباب سرطان الثدي أوضحت الدكتورة هدى أن “أسباب الإصابة بهذا المرض غير معروفة تماماً”، غير أنها أكدت بأن “هناك عوامل قد تزيد من فرص الإصابة به، وهي ما تسمى (عوامل الخطر)، وهذه العوامل أيضاً ليست بالضرورة أن تكون سبباً لسرطان الثدي، ولكنها ترتبط بزيادة فرصة الإصابة به”، كما أوضحت أن “الإصابة قد تكون ناتجة عن عامل وراثي، لا سيما إذا أصيبت الأم، والأخت، والجدة، وحتى الابنة، الأمر الذي يزيد فرصة إلاصابة به”، وتضيف “ومع هذا، فإن 5 - 10 % فقط من هذه الحالات هي وراثية”.
وتواصل الدكتورة هدى توضيح العوامل التي من شأنها أن تساعد على الإصابة بهذا المرض بالقول: “عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان عديده منها: التقدم في العمر، بالإضافة إلى وجود طفرة في جينات سرطان الثدي الموروثة (BRCA1) أو (BRCA2) و(فحص أنسجة) سابقة تبيّن التضخم الكمي أو السرطان في الموقع، تاريخ عائلي، كثافة عالية في الثدي، والتعرض لكميات كبيرة من الإشعاع، إصابة شخصية بسرطان الثدي أو سرطان المبيض أو الرحم، عدم الإنجاب أو الإنجاب بعد عمر 35 سنة، ارتفاع كثافة العظام، وزيادة الوزن، وتناول الكحول، الجمع بين استخدام الاستروجين والبروجسترون والعلاج بالهرمونات البديلة، البلوغ المبكر، استخدام حبوب منع الحمل (دون استشارة الطبيب المختص)، الطعام الغني بالدهون وعدم وجود أي نشاط بدني، التلوث البيئي بواسطة بعض الأدوية القاتلة للحشرات والملوثات الأخرى مثل (Polychlorinated biphenyls).
**أعراض سرطان الثدي**
  د. هدى باسليم
د. هدى باسليم
أوضحت الدكتورة هدى باسليم مديرة مركز تسجيل وأبحاث السرطان أن سرطان الثدي له عدد من الأعراض: أبرزها وجود كتلة غالباً غير مؤلمة في الثدي أو الإبط، ونزول افرازات من الحلمة غالبا دموية ومن الممكن أن تكون صفراء أوخضراء أو بيضاء تشبه الصديد، بالاضافة إلى تغير في شكل أو حجم الثدي، أو في جلد الثدي أو الحلمة كتعرج الجلد أو انكماشه، وارتداد الحلمة للداخل، وظهور قشور على الجلد أو الحلمة، تسطح أو تسنن الجلد الذي يغطي الثدي أو تحول الجلد إلى شكل كقشر البرتقال.
واعتبرت هدى بأن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي والعلاج المبكر له هو أفضل الطرق المتاحة لتقليل عدد الوفيات، وزيادة عدد الناجيات من المصابات بالمرض وكذا تجنب العلاج القاسي، كما أشارت إلى أن التطور الطبي قد ساعد على زيادة معدلات الشفاء من المرض واحتمالات البقاء على قيد الحياة.
وأكدت في الوقت ذاته بأن الوقاية من المرض لن تاتي إلا من خلال الفحص الذاتي الدوري، والكشف بالأشعة، وكذا ممارسة بعض التمارين الرياضية، وتناول الخضروات خاصة الورقية وكذا الأغذية المشتقة من الصويا، وتخفيض الاستهلاك للجبن وجميع منتجات الألبان، مع تجنب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة، والأغذية الغنية بالدهون، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة طبيب متخصص لإجراء فحوص دورية سنوية، والحفاظ على وزن ضمن الحدود الطبيعية، بالإضافة إلى تجنب كبت المشاعر، والتعبير عنها، مع تناول الوجبات الغنية بفيتامين E و فيتامين C.
وتواصل سرد حديثها عن العوامل التي تتسبب في الإصابة بالمرض بالقول: “العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض ليست بالضرورة أن تكون سبباً للإصابة بسرطان الثدي، ولكنها ترتبط بزيادة فرصة الإصابة به”.
**الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي**
اشعة تبين الورم
اشعة تبين الورم

وعما إذا كان للعلاج الإشعاعي آثار جانبية على المريض، أوضحت الدكتورة هدى بالقول: “تختلف هذه الآثار من مريض لآخر، حسب كم العلاج ودرجته”، موضحة أن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً تتمثل في: الشعور بالإرهاق، المشاكل الجلدية، فقدان الشهية، الغثيان (التقيؤ)، الصداع، تقرح الفم، فقدان الشعر، نقصان في عدد كريات الدم.
وأوصت بأنه يجب على المريض أثناء تناوله للعلاج أن يرعى نفسه بشكل خاص وذلك ليحمي صحته، بالإضافة إلى العمل بالمشورة التي يقدمها الأطباء.
**نصائح للمرضى**
قدمت الدكتورة هدى عددا من المقترحات يجب على المريض اتباعها ليحصل على صحة جيدة، هي: الحصول على الراحة، بالاضافة إلى تناول طعام متوازن ومفيد، مع ضرورة مراعاة المريض للمنطقة الجلدية التي يوجه الإشعاع منها إلى الورم، واجتناب فرك منطقة الجلد التي تعرضت للإشعاع أو العلاج مع تجنب وضع أشرطة لاصقة عليها أو أي شيء حار أو بارد (كمخدة دافئة أو أكياس ثلج) مع اجتناب اتستخدام مستحضرات ما بعد أو قبل الحلاقة أومنتجات إزالة الشعر.
كما أوصت المرضى بضرورة حماية المنطقة المعالجة من الشمس، مع إطلاع الطبيب على الأدوية التي يتم تناولها قبل العلاج.
كما وجهت نصيحة أخرى للسيدات، حثتهن فيها على ضرورة اعتماد نمط حياة صحي مبني على تناول وجبات متوازنة، مع ممارسة انشطة بدنية مختلفة، بالاضافة إلى الفحص الدوري واستشارة الطبيب المختص عند الشعور بأي تغييرات غير طبيعية أو مثيرة للقلق في الثدي، كتغيّر في الشكل الخارجي، وإفرازات، وغيرها من الأعراض التي يستطيع الطبيب أن يكتشفها إن كانت أوراما سرطانية أم لا.
**معظم الحالات تكتشف متأخرة**
د. جمال عبدالحميد
د. جمال عبدالحميد
بدوره أوضح الدكتور جمال عبدالحميد مدير مركز الأورام بعدن وأمين عام جمعية مكافحة السرطان جانبا من مهام المركز التي قام بها خلال الفترة الماضية في سبيل الإسهام بمعالجة هذا المرض بالقول: “من يوم افتتاح المركز الوطني لعلاج الأورام في أبريل 2013 حتى شهر سبتمبر 2014م، سجل المركز أكثر من 335 حالة سرطان ثدي في محافظة عدن والمحافظات المجاورة، منها 328 عند الإناث و7 حالات عند الذكور”.
واستطرد قائلاً: “ولكن مع الأسف فإن معظم الحالات المسجلة تصل إلينا في مراحل متأخرة من المرض نتيجة تدني المستوى الثقافي وعدم المعرفة بالمرض وضعف الدور الحكومي في الوقاية من المرض”.
ويواصل “انطلاقا من المسؤولية الانسانية قام المركز الوطني لعلاج الأورام بعدن ووحدة رعاية سرطان الثدي بتنظيم عدد من الانشطة تحت شعار (بكلفة أقل تنقذ حياتك)، يهدف من خلالها نشر ثقافة الفحص المبكر لسرطان الثدي في المجتمع، والريادة في رعاية سرطان الثدي من خلال انشاء وحدة متكاملة فنيا وبشريا تعمل على تقديم خدمات رعاية مرضى سرطان الثدي وفق المعايير الدولية، بالاضافة إلى تدريب الطلبة والعاملين في المجال الصحي على آلية الفحص، وإجراء البحوث التي تخدم أهداف المركز وتعكس واقع سرطان الثدي في اليمن، وكذا العمل مع جامعة عدن لتطوير مجالات البحث العلمي في مجال سرطان الثدي وتكثيف جهود المكافحة لإنقاص عدد حالات سرطان الثدي في اليمن.
ويضيف الدكتور جمال “تدشن فعالية يوم 30 أكتوبر بتقديم المحاضرات التوعوية في المركز والمدارس وتنظيم طبق خيري لصالح مرضى سرطان الثدي وعمل لقاء مع المرضى وتعزيز روح العمل المشترك بين وحدة رعاية سرطان الثدي وجمعية مكافحة السرطان اليمنية ومركز المرأة بجامعة عدن لتعزيز العمل في مجال مكافحة سرطانات المرأة والنهوض بالمرأة والأسرة.
**أساسيات نجاح البرنامج**
وأوضح الكتور جمال عبدالحميد أن “توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرضى السرطان وسرطان الثدي بصورة خاصه واستمرارية وصول هذه الرعاية الصحية بشكل أفضل لكافة أفراد المجتمع والأسرة، مع اتباع نهج صحي ووقائي وعلاجي وتأهيلي هو ما سيؤدي إلى نجاح برامج مكافحة السرطان، ولهذا فإن الجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان والوقاية منه لابد أن ترتكز على مقارنات متكاملة ومدروسة تندرج تحت لوائها التدابير الوقائية والعلاجية في آن واحد لمعالجة هذه القضية الصحية المتشعبة والمعقدة، والعمل على تطبيق طرق المكافحة والوقائية في ظل التركيز على الحد من الأعباء الاقتصادية المترتبة عن مكافحة السرطان والوقاية منه والعمل على استنباط أفكار مفيدة للمستقبل.
واختتم الدكتور جمال عبدالحميد حديثه حول مرض سرطان الثدي بتوجيه الشكر إلى “كل من ساهم في افتتاح مشروع وحدة رعاية مرضى سرطان الثدي، والذي أتى برعاية كريمة من مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة، بالإضافة إلى كل الطبيبات المثابرات اللاتي كان لهن مساهمة كبيرة في إنجاح المشروع، كالدكتورة شذى ياسين والدكتورة فاتن الأهدل، وكل أطباء وطاقم تمريض وعمال مركز الأورام بعدن العاملين ليل نهار لتقديم الخدمات الإنسانية لمرضى السرطان في عدن والمحافظات المجاورة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى