حـضـن دافـئ

> صفاء سليمان حنش

>
صفاء 
سليمان
حنش
صفاء سليمان حنش
عدت إلى منزلنا مستاءة فدفعت الباب بقوة حتى كاد أن ينخلع من مكانه، وأسرعت باتجاه غرفتي، وألقيت ما بيدي من أشياء على الأرض ورميت بنفسي على السرير.
وبدأت بالبكاء بحرقة ومرارة شديدة لأن عالمي أصبح حالك الظلمة منذ تركني لحقت بي والدتي محاولة أن تعرف ما الذي يجعلني أبكي؟ ولماذا هذا الحزن في عيني؟.
نظرت في وجهها الجميل بتعبيراته التي تعطيك شعوراً بالراحة والأمان بعينين دامعتين.. فقلبي كان ينفطر من مكانه في تلك اللحظة.
وألقيت بنفسي بحضنها ولم أستطع أن أخبرها ما أخفيه عنها منذ شهرين أو ثلاثة ربما لم أعد أذكر.. ماذا أخبرها؟ هل أخبرها بأنني مغرمة برجل وهو تركني ورحل، نعم رحل؟.
لا لم يرحل بل آثر الانسحاب، ولذلك كنت دائما أفضل الصمت على الكلام، وما بكائي اليوم إلا لأني شعرت بالندم لعدم مصارحتك كل شيء وقتها.
وبينما أنا غارقة في حزني وصمتي كانت أمي تقول لي هوني عليك يا ابنتي فليس هناك ما يستحق أن تذرفي عليه الدموع، إنها غالية علي جدا..
وضعتني في فراشي ولم تذهب حتى غفوت.
وفي الصباح لم أذهب إلى الجامعة وقصدت غرفتها، ودخلت بكل هدوء أقدم رجل وأؤخر الثانية حتى صرت قريبة منها.. وقلت أمي الحبيبة أريد إخبارك بأمر مهم، أجابت أنا أسمعك يا ابنتي العزيزة تكلمي..أماه أنا مغرمة برجل؟
قالت الأم: وما المحزن في الأمر فليأت ويتكلم معي؟.
لا يستطيع الحضور لأنه خرج من حياتي ولن يعود، فلم أعد أتذكر متى أو كيف أحببته يا أمي؟.
كل ما أذكره أنه يشبهني كثيرا جدا جدا جدا وهناك أشياء كثيرة مشتركة بيننا إلى ذلك الحد الذي أردته.
أمي إنه حقا شخصية جميلة وذات روح نقية غزت حياة ابنتك الصغيرة ورحلت.
المهم أن تكوني استفدت من هذه التجربة وتعلمت أن لا تخفي عني شيئاً، وإذا كان لك نصيب به سيعود إليك وهذا ماقالته الأم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى