إلـى الـمـتـبـاكـيـن عـلـى الـوحـدة

> علي محمد قيسان

>
علي
 محمد قيسان
علي محمد قيسان
لا يسعني ومن خلال كلماتي المتواضعة هذه إلا أن أوجه رسائلي هذه إلى المتباكين على الوحدة الذين يذرفون دموع التماسيح عليها دون أن يعيروا أي اهتمام لمعانيها النبيلة، وقيمها السامية، ولم يحركوا ساكناً تجاه الطغاة الذين نهبوا ثروات الجنوب واحتلوا واستولوا على أصول وممتلكات بلدنا، ودمروا كل مقوماته، وإنجازات دولة الجنوب التي كانت تزخر بكل ما هو جميل، وتنعم بالدولة المدنية الحديثة التي كان يسودها الأمن والاستقرار المادي والمعيشي، فقضوا على كل ما هو جميل ورائع ليستبدلوه بكل ماهو رديء وسيء من خلال نظامهم القبلي والعسكري، فشعارهم (لا صوت يعلو فوق صوت القبيلة المتغلغلة في كل مفاصل الدولة، الباسطة نفوذها على أجهزتها الحكومية المسيطرة على قراراتها).
رسالتي الأولى أوجهها إلى بعض علماء الدفع المسبق وكذا أصحاب الأقلام المأجورة المتباكون على الوحدة، نقول لهم أين كانت ألسنتكم وأقلامكم عندما غدر بالوحدة؟ أليس ذلك يتنافى مع ديننا الإسلامي.. أين كانت ألسنتكم وأقلامكم عندما تقاسموا مؤسسات ومصانع دولة الجنوب باسم الخصخصة، وجعلوا كثيرا من كوادر وعمال الجنوب في منازلهم تحت مسمى حزب (خليك بالبيت).. أين كانت ألسنتكم وأقلامكم عندما رموا مئات الآلاف من العسكريين والمدنيين من الكوادر الجنوبية إلى قارعة الطريق دون أي مسوغ قانوني، وشاهدنا بأم أعيننا ذاك العقيد والطيار الجنوبي يقود سيارة تاكسي بعد أن تم إجباره الجلوس في منزله، وكذا منهم من أصبح في قارعة الطريق يعمل بائعا في سوق القات.. أليس هذا الإجراء يجرمه ديننا الإسلامي الحنيف؟.. كما نقول، أين كانت ألسنتكم وأقلامكم عندما تقاسمت تلك القوة المهمينة بقبائلها وعساكرها على ثروات الجنوب وقاموا ببيع البلوكات والغاز بأبخس الأثمان بصفقات مشبوهة إلى جيوب عتاولة الفساد من النافذين الكبار.. حتى أفقروا شعب الجنوب بكامله باسم الفيد والغنيمة التي لم يأت بها أي دين من الديانات السماوية.
رسالتي الثانية أوجهها إلى الرئيس السابق صالح وحلفائه السابقين من التكفيريين الذين شاركوا معه في حرب 1994م على أبناء شعب الجنوب دون أي وازع ديني أو ضمير إنساني حي، وكيف كان مصيرهم بعد ذلك، فمنهم الآن من هو مشرد ومختبئ في الجحور كالفئران.
كما نقول لزعيمهم الذي ما يزال يعيش تحت وهم السلطة الحالم بالعودة إليها كفى غطرسة فمهما أنفقت من المليارات لتلميع صورتك لكي تخدع الخارج بشعبيتك المزيفة أما الداخل فيعرفك تمام المعرفة مهما أطلقت على نفسك من الألقاب فلتتعظ وتأخذ عبرة ممن سبقوك من الزعماء الكرتونيين الذين رمى بهم شعبهم إلى مزبلة التاريخ.
وفي رسالتنا الثالثة نوجهها إلى قيادات وقواعد مكونات الحراك الجنوبي لنقول لهم عليكم أن توحدوا صفوفكم ورؤاكم لنيل الهدف المنشود ألا وهو الحرية والاستقلال، وليكن هدفكم واحدا موحد، فالاتحاد قوة والتفرقة ضعف وتشرذم، من خلاله يستطيع الأعداء اختراقكم وإحداث الوقيعة فيما بينكم، ولابد أن تكون رؤاكم متوافقة مع طبيعة المرحلة التي نحن فيها، وألا تفكروا بعقلية الستينيات والسبعينات والثمانينات لأن ما أوصلنا إلى هذه الحالة إلا تلك العقلية، ضيقة الأفق، والتي سمحت للمتسلقين أن يحدثوا الفرقة والوقيعة فيما بيننا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى