شـكـراً سـيـدة جـيـن

> بدر عبده شيباني

>
بدر
 عبده شيباني
بدر عبده شيباني
شكراً لصاحبة السعادة السيدة جين ماريوت سفيرة بريطانيا العظمى لدى بلادنا، شكراً على كل ما تضمنه مقالك المنشور في هذه الصحيفة يوم الأربعاء 15 أكتوبر الجاري بعنوان (حان الوقت للتخلص من الفساد)، الذي حمل لمواطنينا معلومات وأفكارا لم تقدمها كل حكوماتنا التي المتعاقبة، ولا إعلامنا الرسمي أو الأهلي، ولا في يوم سمعنا واحدا من حكومتنا قال بأن هناك فسادا ومفسدين، وأنهم عملوا حملة لمحاربته وتجفيف منابعة، ووضعوا إستراتيجية لأربع سنوات من 2010 إلى 2014م لمكافحة الفساد، ولم ينفذ منها غير 25 %، نحارب الفساد بنفس الأدوات التي أنتجته.
من قال يا سعادة السفيرة بأن في بلادنا فسادا ومفسدين، وإلا كان المواطنون قد سمعوا من وزير أو حزبي أو من قبيلي أو متنفذ كبير قال بأنه يوجد في بلادنا فساد ومفسدون، ولا سمعوا يوما مجلس الوزراء يناقش قضية فساد أو تبنى حملة لتجفيف الفساد، ولا حتى من نوابهم المنتخبين في مجلسي النواب والمحلي تبنى إصدار بيان إدانة للفساد، وكذلك مجلس الشورى.
من قال يا سعادة السفيرة إن في بلادنا فسادا ومفسدين، وحكوماتنا عملت للفساد (قاع وقرنباع)، من جهاز مركزي للرقابة والمحاسبة مع مكاتب في مؤسسات الدولة إضافة إلى إدارات للرقابة والمحاسبة، وهيئة عليا للفساد بدون فروع ومحكمة. ونفذنا 25 % من إستراتيجية مكافحة الفساد، وأصدرنا قانون الحصانة والحماية القانونية لأي واحد يتهمونه بالفساد، والحقيقة أنه دخل (هكبة) وبنى قصورا وشركات صغيرة وكبيرة من الهكبة لرواتبه الشهرية، ولا زال لا يعرف كم بلغ سعر الكيلو الطماط أو قصعة لبن الأطفال اليوم، وكل ما في الأمر أن أموال المنح والقروض تسلم وتصرف بالفعل خارج مشاريع التنمية، ونصف المواطنين يعيشون تحت خط الفقر والبطالة، بالملايين.
من قال يا سعادة السفيرة بأن في بلادنا فسادا، وان المواطن الغلبان سيرى هذه الأموال الضخمة تستثمر في مشاريع خدمية تنتشله من الوضع الخدمي المتردي.
من قال يا سعادة السفيرة بأن في بلادنا فسادا، وحكوماتنا ملتزمة بتنفيذ التزاماتها للمانحين بإجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية لمكافحة الفساد، بتحويل الإصلاحات إلى جرعات تحملها المواطنون ليدفعوا ثمن الفساد، ففي 2011م حملتهم بنسبة 35 % وإلغاء الدعم عن 70 سلعة غذائية، وأدت إلى خروجهم إلى الشوارع وتحمل القتل وسفك دمائهم، (ولم تنفذ الوعود التي بشر بها إطار المسئوليات والشراكة الموقعة مع المانحين عام 2012م).
وفي هذا العام لمكافحة فساد تهريب المشتقات النفطية، حملوا المواطنين جرعة أخرجتهم إلى الشوارع، ولم تتغير العقلية القديمة التي تسيطر على إدارة قضايانا داخل الورش والندوات والمؤتمرات والدورات التي لا تخرج عن إطار الغرف المغلقة بالمركز وفي اختيار المندوبين، وتغيب عنها المحافظات.
من قال يا سعادة السفيرة بأن في بلادنا فسادا ومفسدين، وجوهر القضية برمتها، أنه لا يمكن للموالين الذين لا حول لهم ولا قوة أن يلعبوا دوراً هاما للغاية من دون إشاعة الديمقراطية في الحياة العامة، لتمكينهم من الفوز بمقاعد في برلمان الإقليم والبرلمان الاتحادي، ومن دون ذلك لن يتحقق حق الشراكة الوطنية في صنع القرار، أو تحقيق التغيير المنشود لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، وهم خارج البرلمانات لايستطيعون منافسة الآخرين في صرف الملايين للفوز بالأغلبية الدائمة للمقاعد التي تضمنها لهم دوماً اللجان والقوانين الانتخابية القائمة وصناديقها سواء بحضور أو بامتناع الناخبين عن الاقتراع، وهذا ما ينبغي أن تشمله كل البرامج القادمة والدستور في ظل الأوضاع الراهنة أو في إطار ترتيبات المرحلة القادمة، حتى لا نكرر نفس الأخطاء التي أدت إلى الهاوية الدامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى