“الأيام” في قرى وادي ضراء الأعلى بمحافظة شبوة.. حرمان حكومي طال جميع الخدمات الأساسية

> استطلاع / جمال شنيتر

> في إطار مديرية نصاب بمحافظة شبوة تقع مجموعة من القرى المتناثرة على امتداد وادي ضراء الأعلى، والقاسم المشترك الذي يوحدها هو حجم المعاناة الكبيرة وغياب الحكومة عن تنميتها بمشاريع البنية التحتية، حيث تعيش قرى هذا الوادي البؤس والألم والحرمان منذ عشرات السنين.
«الأيام» زارت قرى هذا الوادي ورصدت صورا من معاناة سكانه الذين ينشدون التنمية أولا وأخيرا.
تظل مشكلة الكهرباء الهم الشاغل لأبناء ضراء الأعلى بشبوة نتيجة لمماطلة الجهات المسئولة في تنفيذ مشروع الكهرباء المعتمد منذ عدة سنوات، الأمر الذي أكده الشيخ العميد أحمد صالح عمير بالقول: “لنا فترة طويلة نتابع مع أبناء المنطقة موضوع الكهرباء، وفي الأخير وصلنا إلى طريق مسدود، وكل ما تحصلنا عليه هو الوعود فقط، ولهذا نحمل المسئولين في المحافظة هذا الفشل في إنجاز ربط مناطقنا بكهرباء عتق، وفي مقدمتهم المحافظ وأعضاء المجلس التنفيذي والمجلس المحلي ومسئولو الكهرباء وخاصة في كهرباء الريف، ونطالبهم مرة أخرى بضرورة مواصلة العمل في ربط الكهرباء وتنفيذ وعودهم السابقة”.
معاناة في مياة الشرب
معاناة في مياة الشرب

**مشاريع لم تنفذ**
مبارك عبدالنبي
مبارك عبدالنبي
مبارك عبدالنبي حسين عضو المجلس المحلي عن وادي ضراء تحدث لـ«الأيام» قائلا: “المنطقة تعاني نقصا في المشاريع والخدمات العامة، ونحن في المجلس نتابع مع السلطة في المديرية والمحافظة عددا من المطالب لأبناء ضراء الأعلى ومنها مشروع الكهرباء الذي اعتمد قبل عدة سنوات لكن لم ينفذ، مع أنهم أتوا بمواد في عامي 2008 و2009م، ولكنها كانت دعاية انتخابية ليس إلا، ومع هذا قمنا مع الأهالي بمتابعة مستمرة لهذا المشروع، وقد توصلنا في الأخير مع أحد وكلاء المحافظة ومع مدير كهرباء الريف إلى أن ينفذ وينجز مشروع الكهرباء في شهر رمضان الماضي، ووضعوا التزامات بذلك ولكن للأسف لم ينفذ المشروع”.
**أضرار السيول**
مبارك لكسر من أبناء ضراء الأعلى تحدث عن أضرار السيول في المنطقة بالقول: “في وأدي ضراء الأعلى نقص حاد في مياه الشرب، سبب مشقة كبيرة لأبناء الوادي الذين يكابدون كثيراً في سبيل الحصول عليه، ومع أن وادي ضراء واد زراعي ذو إنتاجية عالية وتزرع فيه عدد من المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها الحبوب، إلا أنه بحاجة إلى تدخل حكومي لحماية أراضيه من السيول، والفيضانات التي جرفت التربة في فيضانات شهيرة عامي 1982 و1996م، ولهذا، فالوادي بحاجة ملحة للقنوات الزراعية، والسدود، والدفاعات، وحماية تربته الطينية الخصبة”.
**الصحة والتعليم**
علي أحمد عمير
علي أحمد عمير

علي أحمد عمير أوضح لـ«الأيام» عن معاناة الأهالي في الجانب الصحي والتعليمي بالقول: “أهالي ضراء الأعلى محرومون من كثير من المجالات، ولدينا الكثير من المطالب، ففي مجال التربية والتعليم نطالب بتوفير المعلمين والأثاث المدرسية، والكتب المدرسية، بالإضافة إلى الحرمان من مدرسة ثانوية، وهو ما يجعل طلاب هذه المنطقة يتكبدون مشاق الانتقال إلى عاصمة المحافظة أو عاصمة المديرية لاستكمال الدراسة الثانوية.
وأضاف: “فيما يخص المجال الصحي تفتقر المنطقة لوجود منشآت طبية حديثة، إذ لا توجد إلا وحدة صحية وحيدة تفتقر لأبسط التجهيزات الطبية المطلوب توفرها في مثل هكذا مرفق صحي، ولهذا نطالب الجهات المختصة في المديرية والمحافظة بسرعة بناء الوحدة الصحية في منطقة المنقل وهي معتمدة من الحكومة”.
**مـشاهـدات**
يوكد الأهالي أنهم اتخذوا النضال السلمي لتحقيق مطالبهم من خلال نصب مخيم اعتصام أمام بوابة السلطة المحلية بالمحافظة قبل أكثر من عام، وما يزالون يواصلون نضالهم السلمي هذا لانتزاع حقوقهم المشروعة.
هذه المعاناة تمتد لتشمل معظم حياة الناس، فالطريق إلى هذه العزلة غير معبدة ويعاني الناس المشقة والإرهاق خاصة عند نقل مرضاهم إلى عاصمة المحافظة نظراً لعدم توفر الخدمة الطبية المناسبة في قرى العزلة.
ويقول الأهالي إن هناك دراسة تمت لطريق الصومعة، البيضاء، جيشان، ضراء، وقد اعتمد المشروع، ولكن للأسف أصبح من المشاريع المتعثرة، كما طالبوا عبر «الأيام» الجهات المسئولة بسرعة تنفيذ مشروع الطريق لما له من أهمية لحياتهم في الوادي.
اطفال رغم المعاناة الكبيرة
اطفال رغم المعاناة الكبيرة

ورغم المعاناة الكبيرة التي يذقها أبناء وأدي ضراء الأعلى جراء حرمانهم من مشاريع البنية التحتية إلا أن هناك حالة من السلام والأمن والاستقرار يتميز بها وادي ضراء الأعلى بعيداً عن ظواهر الثأر والاحتراب والاقتتال الأهلي التي تميزت بها مناطق عديدة من محافظة شبوة بوجه عام ومديرية نصاب بوجه خاص، وهذه تعد من أهم السمات الإيجابية التي رصدناها في المنطقة، وهي سمة ينبغي الإشادة بها وتشجيعها، وهذا يعود في المقام الأول إلى وجود شخصيات اجتماعية خيرة في المنطقة تعمل بكل طاقتها لحل أي مشكلة تحدث هنا أو هناك في ظل غياب سلطة الدولة.
**استغاثة**
الأهالي في ختام أحاديثهم توجهوا عبر «الأيام» باستغاثة إلى كل الجهات ذات العلاقة في القيادة السياسية، والسلطة المحلية في شبوة ممثلة بالمحافظ أحمد علي باحاج، ومسئولي مكاتب: الكهرباء، والصحة، والتربية، والزراعة، والأشغال، والطرق، ومياه الريف، والاتصالات، بأن يصغوا ويهتموا بمعالجة كل المعاناة التي تواجه أبناء قرى وادي ضراء الأعلى، والعمل على اعتماد مشاريع التنمية لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى