> يصادف 30 أكتوبر من هذا العام الذكرى الرابعة لوفاة المغفور له بإذن الله سالم أحمد عوض معدان، المدير السابق لمكتب دولة الكويت بعدن، حاضرة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي تم ابتلاعها في 7 يوليو 1994م، ورأيت أن من الواجب أن أقدم شيئا للراحل سالم معدان وأن أقدم مشاعر الامتنان والإجلال لدولة الكويت الشقيقة التي غمرت بإحسانها الجنوب والشمال، ولا نامت عين للجاحدين الذين أساؤوا إليها في 2 أغسطس 1990 عند اجتياح العراق للكويت.
الفقيد سالم معدان (أبو صلاح) من مواليد الوهط في 27 أغسطس 1942، وزمان ومكان الولادة عزيزان علينا جميعا، فمكان الولادة “الوهط” قرية/ مدينة قامات وهامات ننحني لها إجلالاً، أما زمان الولادة فالوهط أنجبت العشرات والعشرات من الفرسان في كل مجال بدءاً من قادة الرأي وانتهاء بقادة الميدان، وكل ذلك في إطار السلطنة اللحجية العبدلية العطرة الذكر.
تلقى سالم معدان كل مراحل دراسته في لحج الخضيرة، وبعد حصوله على الثانوية العامة غادر إلى مصر الكنانة ليدرس إدارة أعمال حصد فيها درجة الدبلوم.
**إذا ذكرت معدان ذكرت معه الأستاذ أحمد السقاف**
إن كان للأمة العربية من صفوة فأحدها الراحل الكبير أحمد محمد السقاف، ابن الوهط البار التي أنجبته في العام 1919 ورحل إلى الكويت ودرس ثم درَّس (بالراء المضعفة) اللغة العربية في المدرسة المباركية، ثم انتقل إلى المدرسة الشرقية، عين ناظرا لها عام 1950 وذلك بعد تعيينه مدرسا في العام 1944م.
تدرج السقاف في وظائف عليا في دولة الكويت حتى وصل إلى الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي بدرجة سفير، والهيئة تابعة للخارجية الكويتية، وكانت معنية بإنشاء المدارس والمستشفيات والمستوصفات الطبية والكليات الجامعية في عدد من الدول العربية، وبدأت خدماته في الهيئة عام 1965 حتى تقاعده عام 1990، وقد رشح الأستاذ السقاف الأستاذ سالم معدان لوظيفة مدير مكتب دولة الكويت حتى عام 1990 عندما قامت دولة الوحدة.
**ذكرى وفاة معدان وذكرى وفاء شعب الجنوب لشقيقه شعب الكويت**
بلغ عدد مشاريع دولة الكويت في الجنوب (174) مشروعاً غير مشاريع الترميم التي بلغت (14) مشروعاً، فقامت دولة الكويت ـ بارك الله فيها ـ ببناء عشرات المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مختلف مديريات محافظات عدن ولحج ويافع وحضرموت ونصاب وغيرها من المديريات.
كما قامت ببناء المكتبة الوطنية بعدن وتوصيلات المياه إلى عدد كبير من المدارس وصيانة وتكييف متحف الجمهورية بعدن وبناء أقسام داخلية في عدد من المدارس والمعاهد، كما قامت بتأثيث عدد كبير من المدارس وبناء عدد من المستوصفات والمستشفيات مثل مصحة السلام للأمراض النفسية بالشيخ عثمان (توسعة) ومستشفى أبين ومستوصف الحد ومستشفى المكلا.
كما قامت دولة الكويت الشقيقة ـ حفظها الله من كل مكروه ـ بتقديم مولدات كهربائية لعدد من المرافق وبناء عدد من رياض الأطفال وتسوير عدد من المنشآت التعليمية في عموم مناطق الجنوب.
بعد أن أدى فقيدنا سالم معدان مهامه تجاه دولة الكويت الشقيقة وشعب الجنوب الأبي تفرغ ـ رحمه الله ـ لأعماله الخاصة أو لأعمال تخدم الصالح العام، كما حدث للجنة التوفيق بين الملاك ومستأجري المحلات التجارية بعد إعادتها لأصحابها، وعمل سكرتيرا لتلك اللجنة التي رأسها الأخ العزيز عبدالله سالم الخضر، رئيس غرفة عدن آنذاك، أطال الله عمره ومتعه بالصحة.
رحل فقيدنا سالم معدان يوم 30 أكتوبر 2010 عن عمر ناهز (68) عاماً مخلفا وراءه سجلاً من الأعمال الطيبة وسبعة أولاد.. رحم الله سالم معدان وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
هذه ذكرى وفاة سالم معدان وذكرى وفاء شعب الجنوب لدولة الكويت الشقيقة التي أفصحت عن موقفها التضامني مع شعب الجنوب في مطلبه العادل باستعادة دولته المغتصبة.