حـان وقـت الـثـأر بـعـد الـنصر الـذي تـحـقـق فـي بـلـدة عـراقـيـة هـامـة

> جرف الصخر «الأيام» رويترز

> بعد أن ساعدت ميليشيات شيعية قوات الحكومة العراقية في التخلص من قبضة الدولة الإسلامية على بلدة استراتيجية إلى الجنوب من العاصمة بغداد يوم السبت الماضي رأت ان الوقت حان لقطف الثمار.
ورأى شاهد من رويترز المقاتلين وهم يرتدون الزي العسكري الأخضر يصرخون ويتوعدون أعضاء التنظيم الإسلامي ويركلونهم ويضربونهم بمؤخرة البنادق.
ومع تزايد أعداد أفراد الميليشيا حول الرجال العزل دوى صوت الرصاص. وخر الرجال الثلاثة وسقطوا وسط الدماء على الوحل بطلقات في الرأس.
وقال أحد أفراد الميليشيا الشيعية “هؤلاء الكلاب شيشان. لا يستحقون البقاء على قيد الحياة. حصلنا على اعترافاتهم ولا نحتاج اليهم بعد الآن”.
النصر الذي تحقق في بلدة جرف الصخر يمكن ان يمنع المسلحين السنة من الاقتراب من العاصمة العراقية ويقطع خطوط الاتصال مع معاقلهم في محافظة الانبار بغرب العراق ويمنعهم من التسلل إلى الجنوب الذي تعيش فيه غالبية شيعية.
وحين سئل ضابط جيش في البلدة لماذا أعدم الرجال الثلاثة قال “لا نحتاج اليهم بعد الآن. لماذا نبقي عليهم أحياء؟”
وردا على نفس السؤال قال عضو كبير في ميليشيا شيعية في البلدة “حين حررنا جرف الصخر وجدنا جثث أناس أبرياء قتلوهم ولم يدفنوهم. يجب ان يلقوا نفس المصير”.
واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية الذي يضم مقاتلين عربا وأجانب شمال العراق في يونيو ويسيطر أيضا على مساحات كبيرة في الغرب. كما يسيطر مقاتلوه ايضا على مساحات كبيرة من الأراضي في دولة سوريا المجاورة ويسعى التنظيم إلى اقامة خلافة اسلامية في قلب منطقة الشرق الأوسط.
وهدد التنظيم بالتقدم صوب العاصمة العراقية بغداد التي تتمركز فيها القوات الخاصة وآلاف من الميليشيات الشيعية التي من المتوقع ان تبدي مقاومة شرسة اذا تعرضت العاصمة للهجوم.
تحولت جرف الصخر إلى مدينة للأشباح. وفر عدد كبير من السكان بسبب القتال. واستخدم مقاتلو الدولة الإسلامية طوال شهور قناصة مهرة وقنابل يزرعونها في الطرق لمنع قوات الأمن العراقية والميليشيا الشيعية من التقدم.
وخلال هذه الفترة استخدم التنظيم الأنفاق التي حفرها صدام حسين لنقل وتخزين أسلحة وإمدادات بعيدا عن أعين مفتشي الأمم المتحدة.
واستخدمت القوات العراقية طائرات الهليكوبتر المسلحة لاهالة الضغط على المقاتلين الذين فروا أخيرا يوم السبت.
**جثة قناص متدلية من نخلة**
كان عدد كبير من المنازل في جرف الصخر مهجورا وبعضها لا تزال النيران مشتعلة فيه. وغطت سحابة من الدخان الأسود البلدة المحاطة بالحقول والترع والاغوار وهو ما صعب على القوات العراقية التقدم.
كانت جثة قناص من تنظيم الدولة الإسلامية ربط نفسه أعلى نخلة تتأرجح في الهواء بعد ان اصابته نيران آلية اطلقت من الهليكوبتر.
وقال فرد آخر من الميليشيا الشيعية طلب عدم الكشف عن هويته وهو يشير إلى بندقية القناص على الأرض “هذا الإرهابي منعنا من التقدم طوال يوم كامل وقتل عددا كبيرا منا.
“لم يكن بوسعنا ان نوقفه.. الهليكوبتر وحدها تمكنت من ذلك”.
كانت جثث نحو 50 من مقاتلي الدولة الإسلامية متناثرة في أنحاء جرف الصخر في الشوارع والحفر قرب المنازل وداخل شاحنات صغيرة وكان الكثير منها محترقا.
كان من بين القتلى 15 مقاتلا قيدت أيديهم خلف ظهورهم والقيت جثثهم في أحد الحقول.
ملأت رائحة الموت المكان وتجمع الذباب على الجثث.
وسئل عقيد في الجيش العراقي لماذا لم تدفن القوات الحكومية جثث الرجال الذين قتلوا في اليوم السابق قال “هؤلاء الإرهابيون لا يستحقون الدفن. لندع الكلاب تنهشهم. لقد قتلوا الكثير من رجالنا”.
لكن لم يغب عن المشهد طويلا ما يذكر بتصميم مقاتلي الدولة الإسلامية على الوصول إلى بغداد لتحقيق حلم إقامة خلافة قوية.
وبينما كان جنود القوات العراقية والميليشيات الشيعية يحتفلون بالنصر ويلتقطون الصور مع جثث القتلى أطلق مقاتلو التنظيم الذين فروا إلى حقول غربا قذائف مورتر وامطروا البلدة بالنيران.
أصاب القصف رجال الميليشيا وقتل عشرات وتناثرت اشلاء الجثث. الجنود الذين كانوا منذ لحظة يحتفلون هم يصرخون الان في ذعر.
صـاح فرد من الميليشيا “اركضوا إلى الخندق. قذائف مورتر”. وصرخ ضابط في الجيش في قادة المليشيات المحلية موبخا لانهم تقدموا بسرعة قبل ان تقضي طائرات الهليكوبتر على جيوب المقاومة.
وصاح احد افراد الميليشيا قائلا “حسنا لنتقهقر”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى