عـنـاصـر الـبـشـمـركـة الـعـراقـيـون فـي طـريـقـهـم إلـى كـوبـانـي شـمـال سـوريـا

> أربيل/ مرشد بينار «الأيام» عبدالحميد زيباري وفوليا اوزركان

> بدأ عناصر من قوات البشمركة أمس الثلاثاء التوجه من اقليم كردستان العراق عبر تركيا وصولا الى شمال سوريا، للانضمام الى المقاتلين الاكراد الذين يدافعون منذ قرابة اربعين يوما عن مدينة كوباني السورية في وجه هجوم تنظيم “الدولة الاسلامية”.
واكدت تركيا انه في امكان هؤلاء المقاتلين العبور الى كوباني “في اي لحظة”، مع تكرار موقفها المنتقد للمقاتلين الاكراد في المدينة، التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره انقرة تنظيما “ارهابيا”.
في غضون ذلك، تواصلت المعارك في كوباني بين عناصر التنظيم المتطرف الذين يسيطرون على أجزاء من المدينة ويحاولون قطع الطريق بينها وبين الحدود التركية، والاكراد المدعومين بضربات جوية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس أمس قرابة اربعين آلية عسكرية تغادر قاعدة للبشمركة شمال شرق مدينة اربيل عاصمة كردستان العراق. وزودت بعض الآليات برشاشات ثقيلة، في حين امكن رؤية شاحنتين تجران مدفعين ميدانيين، وبعض راجمات الصواريخ الصغيرة.
وأكد ضابطان من البشمركة ان القوات التي غادرت القاعدة، ستتجه برا الى الاراضي التركية عبر محافظة دهوك الحدودية في شمال العراق.
وقال احدهما مفضلا عدم كشف اسمه ان “40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البشمركة، ستتجه برا الى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا في شمال العراق)، وستعبر اليوم (أمس)” الى تركيا.
وبحسب المصدر نفسه، من المقرر ان “ينتقل 72 آخرون عن طريق الجو في وقت مبكر من فجر (اليوم الاربعاء)”.
ولم يحدد الضابطان موعدا لعبور القوات الى كوباني.
وقبل مغادرة الرتل القاعدة، شاهد الصحافي عشرات عناصر البشمركة يحزمون امتعتهم ويجهزون رشاشات ثقيلة ومدافع ويضعونها في الشاحنات.
وأجاز برلمان كردستان العراق الاربعاء الماضي ارسال المقاتلين للانضمام الى عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية المدافعة عن كوباني. وأكد المتحدث باسم البشمركة هلكورد حكمت لفرانس برس في تصريحات سابقة، ان العناصر المرسلين الى كوباني سيكونون بمثابة “قوات دعم”.
وأعلنت انقرة في 20 اكتوبر انها ستسمح للمقاتلين الاكراد العراقيين، بعبور اراضيها نحو كوباني، على رغم انتقاداتها للمقاتلين الاكراد السوريين.
واكد وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو في تصريحات نقلتها وكالة انباء الاناضول أمس الثلاثاء “الآن ليست هناك مشكلة سياسية. لا مشكلة لعبورهم (الحدود الى كوباني). يستطيعون العبور في اي لحظة”.
ورأى رئيس الوزراء احمد داود اوغلو في مقابلة مع تلفزيون “بي بي سي”، ان على الولايات المتحدة “ان تجهز وتدرب الجيش السوري الحر (المدعوم من دول عدة بينها تركيا)، بحيث لا يحل النظام (السوري) محل تنظيم الدولة الاسلامية اذا ما انسحب من (كوباني)، ولا يحل ارهابيو حزب العمال الكردستاني محله”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان صرح الاحد ان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له وحدات الحماية، وهو بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، غير متمسك بـ“وصول البشمركة الى كوباني والسيطرة عليها”، واصفا هذا الحزب بالمنظمة “الارهابية”.
وتتهم انقرة حزب الاتحاد بأنه مقرب من النظام السوري، وبانه ذراع حزب العمال الذي يخوض تمردا مسلحا منذ ثلاثة عقود في تركيا بهدف الاستقلال. في المقابل، قامت انقرة في السنوات الاخيرة بتحسين علاقاتها تدريجا مع كردستان العراق.
ولم تعلق الحكومة المركزية في بغداد على قرار الاقليم ارسال عناصر من البشمركة التي تخوض معارك على جبهات عدة ضد “الدولة الاسلامية” في شمال العراق. الا ان نوابا عراقيين شككوا في دستورية الخطورة، معتبرين ان شؤون الامن القومي والسياسة الخارجية ضمن صلاحيات رئيس الوزراء.
الا ان نوابا آخرين دافعوا عن الخطوة، معتبرين ان “الارهاب موضوع عالمي”، وان قتال التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا “يصب في مصلحة الشعب العراقي”.
الى ذلك، واصل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصف مواقع “الدولة الاسلامية” في كوباني. واعلنت القيادة الوسطى الاميركية ان مقاتلات حربية نفذت اربع غارات الاثنين والثلاثاء، ما ادى الى تدمير مواقع مدفعية ومنشأة للتنظيم.
وفي اطار البروباغندا الاعلامية، بث التنظيم أمس الأول الاثنين شريط فيديو يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني المحتجز لديه جون كانتلي، وهو يدلي برسالة قال انها من داخل كوباني، في محاولة لاثبات انه يمسك بالارض فيها.
في العراق، قالت القيادة الوسطى ان مقاتلات اميركية ومن دول التحالف، شنت تسع غارات الاثنين والثلاثاء، بينها اربع في محيط سد الموصل (شمال).
وكانت الموصل، كبرى مدن شمال العراق، اولى المناطق التي تسقط بالكامل في يد التنظيم نتيجة هجومه الكاسح في يونيو، والذي ادى الى سيطرته على مناطق واسعة في محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى. وحقق التنظيم، في الاسابيع الماضية، تقدما اضافيا في محافظة الانبار الحدودية مع سوريا، وباتت بمعظمها تحت سيطرته.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى