أنامل نسائية : عـيشـة الـصومـالـيـة .. والأمـان الـمـفـتـقـد

> عدن «الأيام» فردوس العلمي

> كم هي تعيسة الحياة، ورغم هذا ننشد منها السعادة والراحة والأمان.. فكم من رفيق وحبيب وعزيز يغادرنا دون وداع، يحمل كل ما له ولا يتبقى لنا منها إلا الذكرى.. هكذا فعلتها أول سائقة تاكسي في الجزيرة العربية المعروفة بلقب عيشة الصومالية.. الخالة عيشة يوسف رحلت في يوم الإثنين الموافق 28 أكتوبر 2013م، ها هو العام يمر وتحل علينا الذكرى الأولى لرحيل عيشه الصومالية أول سائقة تأكسي في الجزيرة العربية والتي رحلت وتركتنا للذكريات جمعتنا معها، رحلت ولم تدرِ بأن طرقات عدن لم تعد تتسع للسيارات والحافلات بمختلف أنواعها، رحلت وهي لا تعلم بأن زملاءها يقفون طوابير من أجل دبة بترول أو غاز، رحلت وحيدة كما عاشت وحيدة.
خالة عيشة.. تلك المرأة الحديدية التي كانت خير حافظ لبنات عدن في رحلاتهن وتنقلاتهن، فكان الجميع يستأمنها على فلذات أكبادهم.. رحلت ولم تعلم بأنه سوف يأتي زمن نخاف فيها أن نأخذ سيارة "إنجيز"، فهي لم تفكر أنه من الممكن أن يخذل سوق (تاكسي) راكب استأمنه على حياته فيغدر به طمعا في بعض النقود أو أنه من الممكن أن يستوحش ويهتك عرض فتاة وينهش فيها كذئب متعطش للدماء أو يجعلها وليمة يعزم أصدقاء السوء عليها.
آآآآآآه .. نرددها بألم خوفاً على أطفالنا من سائق مستهتر جمع أرواح أطفال في حافلة لا تتسع لخمسة ويجمع فيها عشرين ولا يحترم قواعد المرور، فكم نحن بحاجة إلى سائق يحترم الركاب، ويحترم قواعد المرور.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.. يا خالة عيشة.. كما افتقدنا الأمن والأمان في مشاويرنا الخاصة، فكم نحن اليوم بحاجة إلى خالة عيشة أخرى، نركب معها دون خوف أو قلق.
تمر ذكراك ـ يا خالة عيشة ـ ومازال صوتك في طرقات عدن يتردد صداه، مازال اسمك محفورا في قلوب محبيك، ومازلنا نبحث عن من يشبهك بين السائقين، ونحن على ثقة مهما قيل "يخلق من الشبه أربعين" أننا لن نجد لك شبيها.
فأنتِ أخلاق وذوق وأمان.. أنتِ من أخلصتِ للطريق ولمقود عربتك، فترجلتِ منها فارسا لا يشق له غبار، ترجلتِ بسجل ناص البياض دون مخالفات أو حوادث، ترجلتِ فارسا منتصرا على قسوة الطريق.
نامي بأمان.. فلروحك الجنة، ونحن لنا الله يحمينا من قسوة الطريق وكآبة المنظر.. رحمك الله يا خالة عيشة يوسف.
**فردوس العلمي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى