أطـفـال عـدن.. حـرمـان مـن حـق اللـهـو واللـعـب

> استطلاع/ وليد الحيمدي

> للأطفال حق اللعب والتمتع واللهو، وعلى الدولة توفير الحدائق والألعاب في الأماكن العامة، باعتبار أن هذه الأمور من الأشياء الضرورية للطفل، غير أن الإهمال وعدم المسؤولية التي بات يتسم بها مسؤولو الدولة حرمت هؤلاء الأطفال من أبسط حقوقهم والمتمثل في اللعب واللهو في الأماكن العامة.
أطفال مدينة عدن كغيرهم من فئات المدينة طالها الحرمان في الحصول على أبسط حقوقها والمتمثل باللعب واللهو والتمتع بالألعاب في الأماكن العامة يفترض من الدولة توفيرها لهم باعتبارها حقاً من حقوقهم، الحرمان هذا لم يتقتصر على أبناء مديرية بعينها في هذه المحافظة بل طال جميع أبناء المدينة، ففي مديرية صيرة (عدن القديمة) حرم الأطفال من التمتع باللهو واللعب وقضاء أوقات فراغهم ومناسباتهم لعدم وفرت الحدائق العامة فيها سوى حديقة عامة واحدة بنمطقة السكنية بكريتر، وهي الأخرى لا تلبي حاجة الأطفال الزائرين لها، لقلة الألعاب فيها، الأمر الذي يضطرهم للانتظار والتناوب في اللعب فيما بينهم، وعلى الرغم من قلة الألعاب فيها غير الملبية للأطفال إلا أن الأهالي لسان حالهم يقول: “شيء خير من لا شيء”.
أم محمد سالم إحدى الساكنات بالقرب من هذه الحديقة عبر ت عن ارتياحها بالقول: “قرب هذه الحديقة من الحي الذي نسكنه مكن أبناءنا من اللهو واللعب والاستمتاع بأوقاتهم بالقرب من أعيننا وهو ما يجعلنا نطمئن عليهم”.
غير أنها عبرت عن “استيائها مما تعانيه الألعاب الخاصة بهذه الحديقة والتي قالت بأنها ألعاب متهالكة، وصدأة، بالإضافة إلى افتقارها للنظافة”، متمنية في ختام حديثها “بضرورة الاهتمام بنظافة الحديقة باعتبارها الحديقة الوحيدة المتواجدة في كريتر عدن”.
**لعبتان فقط**
مديرية الشيخ عثمان والتي تُعد من أكثر مديريات المحافظة كثافة سكانية هي الأخرى يفتقر الأطفال فيها إلى مثل هذه الحدائق التي من شأنها أن تمكنهم من اللعب واللهو كغيرهم من أطفال العالم، ففي هذه المديرية توجد حديقتان في حي عمر المختار تحتوي على بعض الألعاب والتي باتت في حالة سيئة متهالكة لقدمها.
وعن افتقار تدهور الألعاب في هذه الحدائق والتي لم تعد صالحة للعب بعد أن دمرها الصدأ قال المواطن أحمد عبد القادر وهو من أبناء الحي : “إن من السعادة أن يرى الأب أولاده وهم يلعبون بالقرب منه في حديقة الحي، ولكن مع الأسف كانت هذه الحديقة حديقة عمر المختار في الماضي متميزة من جوانب كثرة، حيث كانت تتوفر فيها ألعاب مختلفة كالمراجيح، والدراهين وغيرها أما الآن فلا تجد فيها سوى لعبتين اثنتين فقط هما الدراهين والطواحين، وهما الأخرتان قد أكلمها الصدأ، في حين تعرضت الألعاب الأخرى إلى التعطل ولم تقم الجهات المعنية والقائمين على الحديقة من إصلاحها أو تجديدها”.
ألعاب الأطفال أصابها الصدأ
ألعاب الأطفال أصابها الصدأ

واختتم عبدالقادر بمناشدة توجه بها إلى قيادة المحافظة بـ “ضرورة توفير حدائق عامة للأطفال في أحياء المدينة بالقرب من الأهالي ليتمتع الأطفال بأوقاتهم، وتشعر عوائلهم بالأمان على أولادها”.
وفي حي عبد القوي أحد أحياء المديرية لا توجد سوى حديقة ألعاب واحدة جميع ألعابها قديمة، الكثير منها لم تعد تستخدم البتة.
المواطن حيدر محمد - وهو أحد سكان الحي - تحدث عن هذه المشكلة التي يعاني منها الأطفال بالقول: “المشكلة تكمن في عدم اهتمام الحكومة بهذه الحدائق الخاصة بالطفل، ولهذا نطالب الجهات ذات العلاقة بضروة الاهتمام بهذه الحدائق وتطويرها وتحسينها ليتمكن الطفل من الحصول على حقه في اللعب والتمتع في الأماكن المناسبة لهم ولعوائلهم، حتى لايذهبوا بعيداً أو يمارسوا رياضات وأعمال أخرى بعيداً عن إشراف الأهالي قد تؤدي إلى تعريضهم للأخطار كالسباحة، أو اللعب في الطرقات وغيرها من الأمور التي تعرض حيات الأطفال إلى الخطر”.
**حرمان تام**
أطفال مديرية المنصورة لم يكن حالهم أفضل من غيرهم من الأطفال في مديريات المحافظة الأخرى، ففي حي بلوك 40 بالمديرية توجد حديقة صغيرة تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وقد أضحت قديمة ومتهالكة.
عن هذه الحديقة وأوضاعها الحالية قال المواطن محمد صالح الحدي “في الآونة الأخيرة باتت مديرية المنصورة تفتقر بشكل تام لمثل هذه الحدائق الخاصة بالأطفال، وهو ما أجبر الأطفال للخروج إلى الشوارع للعب في الآونة الأخيرة رغم الخطورة التي يتعرضون لها بشكل مباشر تصل في كثير من الأحيان لتعريضهم للموت، ولهذا نطالب من كل الجهات ذات العلاقة في المديرية والمحافظة بضرورة توفير حدائق للأطفال في عموم أحياء المديرية”.
**أطفال محرومون من اللعب**
جذع شجرة يعيق الأطفال من ممارسة الألعاب
جذع شجرة يعيق الأطفال من ممارسة الألعاب

أما مديرية دار سعد المديرية فتخلو تماماً من هذه الحدائق وهو ما جعل الأطفال فيها يقضون أوقاتهم باللعب في الشوارع، ومديرية خور مكسر هي الأخرى تفتقر أحياؤها لمثل هذه الحدائق والتي من شأنها أن توفر الألعاب للأطفال.
المواطن مازن وليد سالم أحد أبناء خور مكسر أوضح جانبا من معاناة الأطفال في هذه المديرية بالقول: “الأطفال في هذه المديرية جميهم يقضون أوقات لعبهم باللعب في الشوارع نتيجة لعدم توفر حدائق عامة يذهبون إليها، وهو ما يعرض حياتهم للخطر”. وأضاف “نتمنى من الجهات المعنية إنشاء مشروع يضمن للطفل حقه في اللعب كغيره من الأطفال”.
واختتم بالقول: “جميع أحياء المديرية يفتقر الأطفال فيها لأبسط الألعاب وهو ما يضطرهم للخروج للعب إلى الشارع رغم الأضرار التي تلحق بهم كالإصابة بالزجاج والحجارة أو للحوداث وغيرها، الأمر الذي أدى بكثير من الأسر والعائلات من منع أطفالهم من الذهاب للعب حفاظاً على سلامتهم”.
واختتم بالقول: “إن أبناءنا محرومون من حقهم في اللعب، بينما أطفال صنعاء وفرت الدولة لهم عددا من الحدائق المتميزة”.
**حدائق بلا ألعاب**
وعن هذه المشكلة التي يعاني منها الأطفال قال المواطن محمد قائد البُرعي أحد أبناء مديرية المعلا: “توجد في المعلا خمس حدائق إلا أنها تفتقر إلى كثير من الألعاب، حيث لا تتوفر في هذه الحدائق سوى مرجيحة أو اثنتين يحرم الكثير من الأطفال إلا بعد طول انتظار، بالإضافة إلى الافتقار إلى النظافة بشكل كبير”.
**إهـمـال**
حديقة التواهي هي الأخرى تنقصها الكثير، بدءاً بانعدام النظافة، وعدم وفرة الحمامات فيها إذ تقتصر الحديقة على حمام واحد مشترك بين النساء والرجال، مع نقص في الإنارة، بالإضافة إلى نقص الألعاب وتعطل بعضها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى