الاستخدام السيء لبعض العقاقير الدوائية له نتائج كارثية على صحة الإنسان .. شراء الأمراض بأبخس الأثمان

> استطلاع/ رعد الريمي

> انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بين الشباب تتمثل بالاستخدام السيئ لبعض العقاقير ومنها الـ(ترامادول) والـ(هيستافيل) وتحويلها إلى مادة مخدرة، وذلك بتعاطيها مع عقاقير أخرى لتمنح المتعاطي الشعور بحالة من الذهول واللاشعور، مع العلم أن هذه الأدوية لا تستخدم إلا في الحالات التي يكون فيها الألم لا يطاق كحالات الحرائق والبتر والكلى من الدرجة الثانية والسرطان وذلك بغية تخفيف الألم عن المريض غير أنه تم اكتشاف مؤخرا استخدام سيئ جدا لهذه العقاقير من قبل بعض الشباب كمواد مخدرة.
«الأيام» استطلعت الموضوع وأضراره مع نخبة من الدكاترة والصيادلة للوقوف على أثر هذه الظاهرة المستشرية في المجتمع.
يعد رخص هذه الأدوية وتوفرها بشكل كبير في الصيدليات والمرافق الصحية السبب الرئيس وراء انتشارها بين أوساط الشباب.
ولمزيد من من المعلومات حول أضرار هذه الأدوية على متعاطيها التقت «الأيام» في بدء جولتها الاستطلاعية بالدكتور رمزي عليوه مدرس و اختصاصي باطني وطب عام.
والذي بدوره أوضح جانبا من استخدامات هذه الأدوية وسوء تعاطيها بالقول: “يعتبر دواء الكلورميد والذي عادة يستخدم للتحسس بشكل عام سواء للتحسس الجلدي أوالتحسس للشعب الهوائية مع أنه يستخدم ضمن العلاجات ولكن ليس علاج أساسي، ولهذا يعتبر هذا الدواء من الجيل السابق ولكن نظرا لرخص قيمته وتوفره بشكل كبير جعله أكثر الأدوية استخداماً وبشكل دائم بما في ذلك الأطفال بشكل شراب ولكن تحت إشراف طبي وبجرعات محددة كما أنه يوجد ككبسولات”.
**آثار جانبية**
‎نائب مدير الهيئة العامه للدواء -عدن
‎نائب مدير الهيئة العامه للدواء -عدن

الترامادول هو دواء منفصل ويستخدم كمفعول أولي كمسكن في حالة إصابة المفاصل والعظام والألم الشديد باعتباره مسكنا قويا وفعالا، وبرغم أنه من جيل الأدوية القديمة، إلا أنه مازال يستخدم بكثرة في الوقت الذي قد توفرت فيه أدوية جديدة وبآثار جانبية أقل، ومع هذا نجد بأن الشباب الآن يستخدمونه بعيداً عن وظيفته الرئيسية، والمتمثلة بمعالجة التحسس.
**مضرٌ بالكلى والكبد**
‎الدكتور رمزي عليوه مدرس واختصاصي باطني
‎الدكتور رمزي عليوه مدرس واختصاصي باطني

وعن الآثار الجانبية التي تنتج عن استخدام هذا الدواء على الزمن البعيد أوضح الدكتور رمزي عليوه بأن أي دواء يتم استخدامه لفترة طويلة دون استشارة الطبيب له آثار جانبية وكارثية على الكلى والكبد والأعصاب، وبعض من هذه الأدوية لها آثارها على الجسم، كما أن بعضها يسبب إدمانا للجسم، ولهذا ينصح بعدم استخدام مثل هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبي.
**العلاج الأنسب**
الدكتور عليوه أوضح أن الطريقة الأنسب لمعالجة هذه المشكلة التي باتت منتشرة بين أوساط الشباب تتمثل بضرورة وجود الرقابة، وكذا منع الصرف من قبل المختصين لأمثال هذه الأدوية من قبل الصيادلة، مع التشديد على آلية صرفها أو وضعها في مكان يخص الدولة لتشرف على صرفه.
وأضاف: “ولعل من الحلول التي تذكر في هذا السياق هو التركيز على تاريخ صرف الأدوية وهو أمر في غاية الخطورة والأهمية، ولهذا فالمسألة هذه في اعتقادي تبدأ من الصيادلة والتركيز في آلية الصرف، مع العلم أن المعالجات أكبر من يمنع صرف الدواء فيها الصيدلاني فلابد من دور توعوي سواء على صعيد الأسرة أو على صعيد المدرسة أو على صعيد مكتب الصحة أو على صعيد منظمات المجتمع المدني، كون التوعية ستقلل من خطر هذه المشكلة التي باتت تحدق بالشباب”.
**هنال أدوية كثيرة**
‎الدكتور فضل صيدلاني وصاحب صيدلية
‎الدكتور فضل صيدلاني وصاحب صيدلية

من جهته عبر الدكتور فضل وهو صيدلاني عن أضرار استخدام هذه الأدوية بطريقة مخالفة لاستخدامها الحقيقي بالقول: “استخدام أمثال هذا العلاجات تكسب المتعاطي حالة من الخمول تتراوح ما بين الخمس إلى ست ساعات، أما دواء الترامدول ينتج عنه ثمان ساعات خمول لدى الشخص المتعاطي”.
وأضاف: “إن المفعول لهذا الدواء يبدأ من الساعة الأولى ويكون ذروته في الساعة الرابعة ومن ثم يبدأ بالانخفاض ومن بعد ذلك بيدأ بالانحدار وهذا لا يعني أنه لا يوجد غيرها من الأدوية التي تؤدي إلى هذا الأمر بل هناك أدوية كثيرة وهي ما يطلق عليها بالمطمئنات وبعضهم يخلط من أجل تطويل مفعول الترامادول”.
**طول حالة الخمول**
الدكتور علي عبدالله صالح مدير مستشفى الجمهورية بعدن أوضح جانبا من الأسباب في إدمان الشباب لتعاطي هذه الأدوية بالقول: “إن السبب الرئيس في إدمان هذين الدوائيين هو طول حالة الخمول، ولهذا فالسر في الجمع بين هذين الدوائيين في اعتقادي هو الاستزادة في حالة النعاس والخمول الذي يكتسبها الجسم من خلال تناول العقارين، وأن استغلال الآثار الجانبية للعلاجين هي ما تكسب المتعاطي حالة الخمول والنعاس الطويل”.
وواصل بالقول: “يبدو لي أن استخدام عقار لوراتادين بجانب الترامادول يضاعف من حالة الخمول الذي يعطيها الترامادول من الاعتماد، وأن هناك إدمان واعتماد نفسي بجانب عملية النعاس يجعل الشخص أكثر رخاوة”.
**تراكم سموم**
كما يشير صالح إلى أن “إدمان هذين العلاجين هو في الحقيقة يُعد تراكم للسموم”، وموضحاً بأن “أي علاج يستخدمه الإنسان بشكل متواصل وعلى فترة طويلة يسبب إدمان ويسبب آثار جانبية على الكبد والقلب والكلى وأمراض الفشل، ولابد أن تراكم هذه السموم يؤدي إلى حالات صحية سيئة، وأن أصل الجمع لهذين العقارين يستخدم كحالات الحريق من الدرجة الثانية وعمليات البتر وعمليات الكلى من الدرجة الثالثة والرابعة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى