القوات العراقية في حالة ((إنذار شديد)) عشية مراسم عاشوراء

> بغداد«الأيام» كريم أبو مرعي وسارة حسين من بيروت

> وضعت القوات الامنية العراقية في حالة “انذار شديد” استعدادا لاحياء مئات الآلاف من الشيعة اليوم الثلاثاء ذكرى عاشوراء، لا سيما في بغداد ومدينة كربلاء، تحسبا لهجمات قد ينفذها تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وتسعى السلطات التي نشرت عشرات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والامن، الى منع تكرار الهجمات الدامية التي استهدفت الشيعة في الاعوام الماضية خلال محرم وعاشوراء.
وفي تحد لهذه الخطط، تبنى تنظيم “الدولة الاسلامية” تفجيرين بسيارتين مفخختين في بغداد الاحد، اديا الى مقتل 18 شخصا على الاقل، واستهدف احدهما خيمة عزاء للشيعة.
وقال عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس “بدءا من مساء السبت، باتت الخطة الامنية موضع تنفيذ، والقوات الامنية في حالة انذار شديد”.
واغلقت القوات الامنية طرقا في بغداد، وحلقت مروحيات بشكل مكثف في سمائها أمس ضمن الخطة الامنية.
واشار العقيد الى تنفيذ “انتشار امني كثيف من بغداد الى كربلاء (110 كلم الى جنوبها)، لا سيما في اليوسفية والمحمودية”.
وبدأ الشيعة في 26 اكتوبر احياء مراسم محرم التي تتوج اليوم بمسيرات كبيرة في ذكرى مقتل الإمام الحسين، في بغداد وكربلاء حيث مرقد ثالث الائمة المعصومين.
واستقبلت كربلاء خلال الايام الماضية “مئات آلاف الزوار العراقيين (...) اضافة الى 65 زائرا عربيا واجنبيا من عشرين دولة”، بحسب ما صرح النائب الاول لمحافظة كربلاء جاسم الفتلاوي لفرانس برس أمس.
وقال قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي للصحافيين ان اكثر من 26 الف عنصر من القوات الامنية منتشرون داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية اليها، وان القوات ستستعين بالطيران المروحي “لمراقبة المناطق الصحراوية الغربية والبساتين المحيطة بكربلاء”.
واعلن مدير اعلام الشرطة العقيد احمد الحسناوي ان نقاط التفتيش عند المداخل تستخدم “سيارات مجهزة بأجهزة لكشف المتفجرات، اضافة الى الكلاب البوليسية”. كما تشارك “1500 شرطية مهمتهن تفتيش النساء”.
وقتل المئات من الزوار الشيعة في الاعوام الماضية بسلسلة تفجيرات استهدفت المواكب العاشورائية. ويعتقد ان غالبية هذه الهجمات لا سيما الانتحارية منها، يقف خلفها عناصر متطرفون.
وتبنى تنظيم “الدولة الاسلامية” في بيان تداولته منتديات جهادية يحمل توقيع “الدولة الاسلامية - ولاية بغداد”، تفجيرين بسيارتين مفخختين الاحد.
وجاء في البيان “وفق الله عباده المجاهدين في كسر كل خطط الحكومة الصفوية المزعومة التي يتبجحون بها في إعلامهم وفي اعظم مواسمهم الكفرية”. واضاف “تمكن أبطال الاسلام من ادخال سيارتين مفخختين في التاسع من محرم 1436 (الاحد وفق الحساب السني لهذا العام، الثامن من محرم وفق الحساب الشيعي)”.
وتابع “تم تفجير السيارة الاولى على دورية للاجهزة القمعية وتجمع لعناصر الحشد الرافضي (في اشارة الى المسلحين الشيعة الموالين للحكومة) في منطقة السعدون، ثم تفجير السيارة الثانية على رتل للحشد الرافضي وتجمع كبير لجيش الدجال في مدينة الصدر”.
وقتل تسعة اشخاص على الاقل في تفجير السعدون، وتسعة على الاقل في تفجير مدينة الصدر، بحسب عقيد في الشرطة.
وكان تفجير ثالث الاحد استهدف خيمة عزاء في جنوب غرب بغداد، اودى بـ13 شخصا على الاقل. الا ان بيان “الدولة الاسلامية” لم يتطرق اليه.
ويسيطر التنظيم منذ يونيو على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، اضافة الى مناطق في شمال سوريا وشرقها، حيث نفذ في هذه المناطق اعمال قتل جماعية واعدامات بحق من يخالفه الرأي.
وفي محافظة الانبار في غرب العراق، قام التنظيم خلال الايام الماضية بقتل المئات من ابناء عشيرة البونمر السنية التي حملت السلاح ضده.
وتباينت الارقام حول عددهم، ففي حين افادت مصادر امنية ومحلية انه يراوح بين 200 و258 فردا بينهم نساء واطفال، قالت وزارة حقوق الانسان العراقية ان العدد وصل الى 322، في حين اعلن احد زعماء العشيرة ان الحصيلة تبلغ 381.
وتقاتل بعض العشائر السنية تنظيم “الدولة الاسلامية” في مناطق نفوذه، او تحمل السلاح للحؤول دون سيطرته على مناطق تتمتع هي بنفوذ فيها.
وبات التنظيم يسيطر على غالبية محافظة الانبار رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. واعلنت سنغافورة أمس انها ستقدم الدعم العسكري للتحالف، دون ان تشارك في العمليات القتالية، بحسب وزير الدفاع نغ انغ هين.
يأتي ذلك غداة اعلان كندا عبر وزير دفاعها روب نيكولسون، ان مقاتلتين من طراز “اف - 18” شنتا اولى غاراتها ضد التنظيم في غرب العراق.
وفي شمال سوريا، نفذت مقاتلات اميركية خمس ضربات جوية السبت والاحد قرب مدينة كوباني حيث تدور منذ اكثر من شهر معارك بين تنظيم “الدولة الاسلامية” والمقاتلين الاكراد.
واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى وقوع اشتباكات متقطعة أمس الاثنين بين الجهاديين من جهة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي الذين يدافعون عن المدينة الحدودية مع تركيا، والذين انضم اليهم قبل ايام اكثر من 150 مقاتلا من البشمركة الكردية العراقية، مزودين باسلحة ثقيلة.
واضاف المرصد ان التحالف الدولي شن اربع غارات على الاقل في وقت مبكر أمس الاثنين في محيط كوباني، اضافة الى غارة استهدفت رتلا للتنظيم المتطرف متوجها الى مدينة منبج في شمال سوريا الواقعة تحت سيطرته.
وبحسب المرصد، قتل 20 عنصرا على الاقل من “الدولة الاسلامية” جراء ضربات التحالف في سوريا الاحد، في حين ادت معارك كوباني الى مقتل اربعة جهاديين ومقاتلين كرديين.
والمعركة المستمرة منذ نحو شهر ونصف، اصبحت رمزا للمعركة الاشمل ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمسلحين المتطرفين. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى