الـبـلـد دي .. فـيهـا حـكـومـة!

> عامر علي سلّام

>
عامر علي سلّام
عامر علي سلّام
ربما العنوان الذي خطر على البال.. هو عنوان فيلم مصري جريء، لعب بطولته الممثل الراحل خالد صالح، وأظن أنه من إخراج المخرج الرائع خالد يوسف الذي تميزت أفلامه بالجرأة والطرح القوي الناقد لكثير من الأوضاع.
ولكننا هنا لبسنا ثوب السياسة لواقع الحال في اليمن.. والاندهاش المستمر الذي أفرزته الحالة السياسية والأمنية غير المستقرة لبلد (فاشل) فوق صفيح ساخن، فبعد أن حاول الجميع بكل الأطياف خلال السنوات الأربع الماضية كسب الوقت وتمرير ثورة الربيع الذي لم يأتِ بعد على شباب الوطن وشهدائهم، وفتح طاولات الحوار السياسي في أرقى فندق سياحي في صنعاء ولمدة تجاوزت عشرة أشهر، ولبس الجميع ثوب المخرجات الخاصة بحلتها الجديدة للوطن، ربما تنقشع الغيمة.. تفاجأ الجميع من رئاسة الحكم حتى بائعي الخضار بالجملة والتفاريق بالأزمة المفتعلة لأسعار البترول ومشتقات النفط، ليُستغل الحال والواقع والتذمر العام منها من قِبل جماعة (أنصار الله) وترفع الشعارات بالإشارات للأصابع الثلاث: 1 - إسقاط الحكومة 2 - إلغاء الجرعة 3 - تنفيذ مخرجات الحوار الوطني!.
ولكن “السيف سبق العذل” كما يقولون، وتنزلق صنعاء وما حولها إلى هاوية تصفية الحسابات وإزاحة وقتل وإلغاء عدد من العسكر المتنفذين.. واستبدالهم بقائمة أخرى من الهيمنة.. والبلد دي فيها حكومة، وأصبحت مُخرجات الحوار التي لم تتسع لها صفحات مجلد بأكثر من (530) صفحة.. مُلخصة في اتفاق (السلم والشراكة) في أقل من (5) صفحات، وكانت البلد دي فيها حكومة، وتستقيل رئاسة الحكومة، وتبقى ما تبقى منها لتصريف الأعمال.
ومن مُخرجات الحوار الوطني إلى اتفاق السلم والشراكة واتساع النفوذ العسكري لـ(جماعة الحوثيين) من قاعدة (صعدة/صنعاء) إلى ضفاف وادي العدين.. يا الله!! (يا الله بريح جَمَّال)!!.
ولم يصل الجمال من العُدين.. لتبقى عدد من المحافظات ومدن يمنية فيما يسمى (الجمهورية اليمنية) سابقاً في شتات القوم.. وكأنها كما قال القائل: “تفرقت أيدي سبأ”.
والبلد دي.. فيها حكومة!! وتم تعيين رئيس للحكومة ووضع آلية المخصصات (عفواً)!! المحاصصة والمخاصصة (للقوى السياسية المترهلة) بتوزيع الحقائب المدرسية (عفواً)!! الحقائب الوزارية كالعادة، ليعود الصوت النشاز إلى واقع اليمن السياسي المتدهور في أسوأ حالاته بين الهيمنة وفرض سياسة الأمر الواقع، وبين التسويف. وكأن البلد دي.. فيها حكومة!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى