رئيس اتحاد الأطباء العرب د.الأصبحي لـ “الأيام”: مؤسسة الرئاسة معنية بالتشكيل الحكومي وفق المعايير لا المحاصصة

> حاوره/ محمد العزعزي

> أحمد سعيد الأصبحي عضو في مؤتمر الحوار الوطني ورئيس اتحاد الأطباء العرب، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة رومانيا، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية يرى أن على أبناء اليمن الالتفاف حول قضيتهم وإن لم يفعلوا فسيكونون مسؤولين عن عدم تحقيق المطالب.. وعلى هامش زيارته لقريته في العفا بالأصابح بالشمايتين بتعز التقت به «الأيام» وأجرت معه هذه المقابلة لتسليط الضوء على وعي الشباب وتطلعاتهم لقيام الدولة المدنية الحديثة.
**كأحد العقول الشبابية النيرة التي تعول عليها البلاد في بناء مستقبل أفضل ماهي قراءتكم للوضع الراهن في اليمن خاصة في ظل التصعيد الميداني الحاصل؟
أجاب بالقول: أولا نشكر مراسل صحيفة «الأيام» على هذه اللقاءات المختلفة التي تهم المواطن باتجاه إجلاء الصورة عن الوضع الراهن في بلادنا والتي يمر بظروف دقيقة وصعبة .. وفيما يتعلق بالسؤال حول الوضع في اليمن أعتقد أن الظروف مفتوحة ويحتاج إلى تكاتف كل الجهود الوطنية من أجل إخراج البلاد من هذه المحنة الحاصلة باتجاه التوافق وإرساء مداميك الديمقراطية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والدفع ببناء الدولة اليمنية الحديثة على طريق التقدم الاجتماعي والسياسي.
أحمد سعيد الأصبحي
أحمد سعيد الأصبحي

**هل الوضع يثير القلق والمخاوف من تمزيق اليمن.. وكيف يمكن تلافي هذه المشاريع؟.
في ظل عدم وجود الدولة المركزية القوية فإن كل الخيارات مفتوحة..ممكن أن يكون هناك تمزق وتشظي، ولكن أعتقد أن من الأرجح أن الجهود الوطنية من المخلصين من أبناء الوطن سيضعون حلولا لهذه المشاكل وتعود الدولة بتركيبتها الطيبة على طريق الدولة الفيدرالية التي يمكن أن تساهم في التخفيف من المشاكل الحاصلة جراء المركزية الصعبة والكبيرة.
**هل تشعر بوجود خلاف بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي من خلال التهديد الذي أطلقه هادي للانسحاب من المدن؟.
الظرف السياسي دقيق ولكن للأسف الشديد كل القوى الموجودة لم تعمل بما تم الإجماع عليه في مؤتمر الحوار الوطني باتجاه البدء في حل المشاكل العالقة والسريعة التي تمهد لقيام الدولة فتم التراخي في هذه المرحلة فحصلت هذه التداعيات.. أما قضية أن هناك خلاف من عدمه فهذا موضوع لا نستطيع الجزم فيه، ولكن نقول إن هذه اجتهادات من كلا الجانبين، كان يفترض أن تسير البلاد في اتجاه تحقيق مخرجات الحوار الوطني الذي مثل الإجماع ومثل طريقا علميا ومنهجيا.
**تمر البلد بانهيار اقتصادي هل تستطيع الحكومة المرتقبة إصلاح ما أفسده السابقون؟.
لكل حادث حديث، وبتشكيل الحكومة يمكن أن نعرف تركيبتها وتوجهاتها والحكم عليها، أما الآن لا نستطيع أن نتحدث عن المجهول، وهذا صعب جدا دون معرفة التركيبة الحكومية المرتقبة.
**التقاسم يلغي حكومة الكفاءات فلماذا تصر النخبة على التقاسم رغم الإخفاق للحكومة السابقة؟.
من أساب المشاكل التي أوصلتنا للفشل في المرحلة السابقة هي مسألة التقاسم فكانت في المرحلة الماضية مقبولة إلى حد ما.. لكن الحوار الوطني حدد معايير للوظيفة العامة والوظيفة السياسية، وكان يفترض العمل بها، وأنا أعتقد أن مؤسسة الرئاسة مدعوة أكثر من أي وقت مضى لتحديد المعايير وتعيين الأكفاء من أبناء الوطن لقيادة المؤسسات في الدولة وتجنب التقاسم الحزبي، وعلى الأحزاب أن تعود إلى الشارع تناضل وتساعد الحكومة والشعب في إدارة أموره اليومية ومؤسسة الرئاسة معنية بالتشكيل الحكومي ضمن المعايير، وترك المحاصصة مع الأحزاب.
**برأيكم ماهي الآلية التي يدير بها الرئيس هادي البلد؟.
القضية ليست بالرئيس عبدربه منصور هادي أو غيره، فاليمن لا يوجد بها مؤسسات على الإطلاق والقوى السياسية كلها تدير الأمور بطريقة النظام السابق ..ليس هناك جديد.
**ماهي قراءتكم لما يجري من حرب في رداع والجوف والحديدة وتمدد القاعدة في الجنوب؟.
قضية القاعدة كان يفترض لو أن الدولة قوية وأنها موجودة أن تفرض النظام على القاعدة وغير القاعدة، لكن غياب الدولة ووظائفها الحيوية أتاحت لكل من هو قادر للتحرك والتمدد.
**هل تعتقد أن هناك تسهيل وضوء أخضر إقليمي ودولي للحوثي بإعادة رسم الخريطة اليمنية؟.
هذا السؤال كان يجب أن يطرح لقادة الأحزاب السياسية ومراكز الأبحاث السياسية التي يوجد لديها معلومات، أما نحن لا يوجد لدينا معلومات كافية لكي نحدد هذه المسألة التي تقوم على الرصد والمعلومات، فالقوى السياسية هذه مهمتها ويجب أن تجيب على هذا السؤال ..شخصيا لا يوجد لدي معلومات كافية أو أسمع مثل هذا لكن المفروض على الأحزاب والقوى السياسية أن تقوم بعملية الرصد السياسي، وأنا أسمع مثل غيري عن هذه الأخبار، ولا أستطيع الحكم بأنها صحيحة أو خاطئة.
**ماهي المعيقات التي منعت ظهور مخرجات الحوار الوطني وكذلك عملية نقل السلطة؟.
في الواقع أن الجماعات المستفيدة من النظام السابق والمؤسسات السابقة هي التي منعت ظهور هذه المخرجات، وهي بمثابة آلية جديدة لإنهاء مصالحها، وبالتالي عملت على العرقلة، ومن الواضح من هي القوى المتنفذة السابقة والنظام السابق وبعض الأجنحة في بعض الأحزاب والمستفيدين بشكل عام من كل الاتجاهات، وكل المستفيدين من النظام السابق الذي مضى في نهب مؤسسات الدولة وأتعب المواطنين، ونهبهم، فهم السبب في هذا الموضوع.
**ما هو تقييمكم لأداء أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة الماضية وهل ستتم تحالفات جديدة مع كيانات أخرى خارج إطار المشترك؟.
السياسات ليست ثابتة ومن الممكن أن يتعزز المشترك إن رأى حاجة لهذا الموضوع، ويمكن أن ينتهي، وكل الخيارات مفتوحة، فالسياسة متحركة وليست ثابتة..القيم الدينية هي الثابتة لكن السياسة تتغير وبالإمكان أن تنشأ تحالفات جديدة وتنتهي التحالفات السابقة في أي وقت.
**إلى أي مدى تم تحقيق التوافق والشراكة في المرحلة السابقة؟
لا يوجد شراكة وتوافق كل ما حدث هو عملية تقاسم ومصالح بنفس آلية النظام السابق بل أكثر تفلت وهذا واضح بجلاء.
**هناك أحداث استجدت على الساحة الوطنية تتخذ أوراق ضغط كقضية (دواعش) اليمن هل تراها حقيقة أم وسائل حرب وإرهاب؟
كل جهة من الجهات لديها وسائل ضغط معينة، وبعض الجهات تحاول أن تخوف بالإرهاب والصوملة وهذه معروفة، ولكن في نهاية المطاف أنا أعتقد أن الشعب اليمني متجانس وشعب يمتلك ثقافة كبيرة، وأثبت أنه لا يمكن أن تمرر عليه الأساليب الأخرى بغير اليمن، والناس متفهمون لبعضهم، ولابد من جهود لإخماد ما تقوم به بعض الجهات الجاهلة التي لا تميز مخاطر الشحن الطائفي والتفرقة الاجتماعية والمذهبية، ويجب أن يعمل الناس جاهدين من أجل إخماد الشرارة الأولى والشعب اليمني عادة ما يخمد مثل هذه التوجهات نتيجة تجانسه.
**هل لديكم رؤية لإنقاذ البلاد مما هي فيه؟.
بالنسبة لإنقاذ البلاد يجب العمل سريعا لتنفيذ المسائل العاجلة والملحة المقرة بالإجماع في الحوار الوطني وهي واضحة ومكتوبة، والعمل على بناء المؤسسات السيادية مثل هيكلة الجيش وتلقينه العقيدة العسكرية الصائبة ومحاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين الموجودين في دوائر الدولة وفي المجتمع وفي الأحزاب والمؤسسات العامة، والخاصة والمختلطة على طريق إنجاز الإصلاح الاقتصادي والبناء لكي نتمكن من ضبط الموارد وإنهاء الفساد الموجود بشكل عاجل، وهناك قيم دينية وأخلاقية لا تحتاج إلى اختلاف ويجب إحالة المخلين إلى أجهزة الضبط القضائي لينالوا جزاءهم.
**دول الربيع العربي تعاني من صراعات وأزمات ما تأثير ذلك على اليمن؟.
بطبيعة الحال اليمن تتأثر بما يحدث في دول الجوار، ولكل منطقة خصوصيتها، واليمن - إن شاء الله - تخرج من الضبابية الموجودة وتتوضح المعالم، وأي ائتلاف وطني أو تحالف يتم في منهجية الحكم والعمل بالديموقراطية والحكم العادل والمساءلة والمراقبة، وأن لا تترك الأمور متفلتة بهذا الشكل وأي جهة تأتي للحكم بهذه الأسس في الدولة سترحب كل الناس بهذه الدولة والحكم الرشيد.
**ماذا عن المندوب الأممي جمال بن عمر ودوره في اليمن؟.
الأستاذ جمال بن عمر رجل مخلص وطيب، وهو يعمل لصالح البلد، وقدم الكثير، ولكن بعض القوى التي لها مصالح شخصية ترى أن بن عمر سيؤثر على مصالحها فتعمل على الضجيج وجمال بن عمر هو ميسر العملية السياسية، وليس مندوبا ساميا، وهذا كلام تردده القوى المتضررة من إصلاح البلاد، وسينفذ البند السابع لمجلس الأمن على الأرض للقوى التي ترفض تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
**في نهاية الحوار هل لديك إضافات لم ترد في الأسئلة؟.
هناك أسئلة كثيرة نريد أن ننقلها وما تم هنا إجابات على عجالة بسبب الارتباطات، وهناك قضايا تحتاج إلى توضيح، وعلى الرحب والسعة في أي وقت .. شكرا لكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى