مكتب صندوق النظافة بعدن.. غياب بعض عماله وبلطجة آخرين و خطف سيارات القمامة.. مدير المكتب: حصة الصندوق من إدارة الكهرباء 450 مليون ريال لم نتسلمها

> تقرير/فردوس العلمي

> نظافة أي مجتمع تنبع من جهتين (المجتمع والجهات المعنية)، فالمجتمع ممثل بالمواطنين والجهات المعنية ممثلة بصندوق النظافة وتحسين المدينة، فلكل واحد منهما حقوق وعليه واجبات، وعليهما الالتزام بذلك من أجل إيجاد مجتمع نظيف، والنظافة لا تحتاج إلى أموال طائلة ولكنها بحاجة إلى ضمير حي.. قبل فترة تناولت عدد من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي واقع النظافة في محافظة عدن وكتبت عنه الكثير تلوم فيه صندوق النظافة بسبب انتشار القمامة ولم نسأل أنفسنا لماذا وماهي الأسباب التي جعلت مدينة عدن وضواحيها تفيض فيها القمامة؟.

هناك أسباب عديدة أدت إلى تفاقم مشكلة النظافة في عدن، ومن هذه الأسباب: أولاً عدم وجود وقت محدد يلتزم به المواطنون لإخراج أكياس القمامة، وهذا يؤدي إلى تراكم القمامة وأحياناً تفيض براميل القمامة فترمى الأكياس بالقرب منها، إلى جانب عبث الكلاب والقطط وكذا أياد البشر الذين يستخرجون منها العلب وأشياء أخرى لبيعها، إلى جانب قلة الوعي عند بعض الأسر فتراها ترسل أطفالها لرمي أكياس القمامة التي تكون غالبا حجمها كبير، وبالكاد يقدر الطفل على حملها فيقوم الطفل بالتخلص منها في أقرب موقع بعيدا عن مكب النفايات المخصص للحي، إلى جانب تدني أجور عمال النظافة وقلة عددهم أو غياب البعض.
شارع الكورنيش بخور مكسر
شارع الكورنيش بخور مكسر

كل هذا يؤدي إلى تراكم القمامة وفتح مواقع أخرى غير مخصصة للقمامة، مثلا فتح مكب قرب منازل المواطنين وبالقرب من أبوابها وعندها يقوم المواطن المتأذي منها بإبعادها حتى ولو رماها في منتصف الطريق.
وبعد الضجة التي أحدثها تناول الصحف لواقع النظافة في عدن رافقت «الأيام» الأخ قائد راشد مدير مكتب صندوق النظافة في عدن بجولة في مدينة عدن لرصد واقع النظافة ومعرفة الكثير من الخفايا التي يعاني منها صندوق النظافة بالمحافظة.
البقعة  التي تم تسويرها في ركن سوق الطويل
البقعة التي تم تسويرها في ركن سوق الطويل

وفي تصريح لـ«الأيام» قال مدير صندوق النظافة: “عمال النظافة يبذلون جهودا جبارة رغم قلة إمكانيات الصندوق الذي يعاني من مشاكل كثيرة، ورغم هذا يعملون بوتيرة عالية ويعملون بكل تفان وإخلاص، نتمنى من أي شخص يكتب عن النظافة أن يعي أن العمل في إزالة القمامة يكون بشكل يومي، وكل صور مواقع القمامة التي نزلت في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعية هي صور خاصة بمقالب قمامة يتم تصويرها قبل وصول سيارات نقل القمامة، وهناك صور تم أخذها من عدة اتجاهات لموقع واحد هو حفيرة (حفرة) لا تستطيع أن تأخذها سيارة ولا شيول ولا آليات”.
وأضاف: “نحب النقد البناء، وليس النقد الهادم، ونريد أن نبني بلادنا وننظفها ونجملها ولكن كل هذا لن يتم إلا بوجود تكاتف من الجميع، فعملنا مشترك مع المجتمع، فإذا كان المجتمع عاملا مساعدا يبذل جهدا معنا فإن ذلك بالتأكيد يشجعنا على بذل المزيد من الجهد، وعمال النظافة يبذلون جهدا لكن عندما تجد عاملك يعمل وأنت تعمل ويأتي من يعرقل جهودك فإن ذلك يحطمك ويكسر فيك كل جميل، لذا نرجو أن نحد من هذا الأمر، وإذا كان هنا استهداف من أية جهة أو مديرية أو جهة خاصة أرى أن هذا الأمر مردود على صاحبه فنحن نعمل في الميدان وعملنا واضح”.
عمال  النظافة أثناء  جمع القمامة من  مكب النفايات القريب من الغرفة التجارية
عمال النظافة أثناء جمع القمامة من مكب النفايات القريب من الغرفة التجارية

وعن الصعوبات التي تعيق عمل صندوق النظافة قال: “الذي يعيق عملنا هو عدم توفر قطع الغيار ونقص الآليات، كما نعاني مشاكل في الإيرادات ونعاني من ديون رسوم صندوق النظافة التي لم نستلمها، فالكهرباء لم تسلمنا النسبة 5% الخاصة بصندوق النظافة والتي بلغت 450 مليون ريال وهي إيرادات مركزية لم نستلمها وهذا يؤثر على الأعمال الإضافية وعلى شراء قطع الغيار والإطارات وعلى توفير الديزل، كما نعاني من غياب عمال النظافة أو قيام البعض بالبلطجة لأخذ رواتبهم بالقوة، ونعاني من خطف عربيات القمامة، كل هذا يؤثر على عمل صندوق النظافة”.
ويضيف: “ارتفعت الأسعار في كل شيء ورسوم صندوق النظافة لم تتغير من عام 1999م، حتى الرواتب ارتفعت وأجور العمل الإضافي، ومن الصعوبات التي تواجهنا أيضا البسطات في سوق البز والتي تعيق عمل عمال النظافة”.
وطالب مدير صندوق النظافة إدارة الكهرباء بضرورة متابعة مديونياتها لتوريد إيراداتها، “فهي الجهة المخولة لمتابعتها وعليها تسديد الرسوم، فنحن نقدم للمواطن والمؤسسات الحكومية خدمة وكل مخلفاتهم تلقى في الشارع وعمال صندوق النظافة هم من يأخذها دون أي رسوم فكل الرسوم في صنعاء، وحين نطالب إدارة الكهرباء يطلبون منا الذهاب إلى صنعاء لاستلام الرسوم، ونحن لسنا مخولين بالمتابعة في صنعاء لاستلام الإيرادات، ولكن على إدارة الكهرباء متابعة إيراداتها وتسليمنا إيراداتنا الـ 5 % بالكامل”.
مكب نفايات  في شوارع داخلية
مكب نفايات في شوارع داخلية

وقد قام صندوق النظافة للحد من انتشار مواقع رمي القمامة بتسوير أرضية المساحة الواقعة في ركن مدخل سوق الطويل مبنى “الكريمي سابقا” حفاظاً على صحة البيئة والتي تحولت بعد تهديمها إلى مكب للقنينات تم تسويرها على حساب الصندوق وتم رفع تكلفة التسوير إلى الجهات المعنية لتحصيلها.
وفي ختام تصريحه طالب رجال الأمن والمواطنين المحافظة على الآليات وقال: “هي ليست ملك صندوق النظافة فقط بل هي لخدمتهم .. كما نطالب المواطنين بالتبليغ عبر العمليات أو الاتصال برؤساء الأقسام في المديريات وأيضا مدراء عموم المديريات فهم أيضا مخولون ولهم صلاحية كاملة بمتابعة النظافة أو حصول مشكلة في المديرية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى