اتقوا الله يا السادة نبا الأرض تهدن

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
دخلت الجنود الإمامية أراضي محمية عدن، واستولوا على إمارة الضالع ذات الموقع الاستراتيجي المهم، فلجأ الشيخ نصر بن شائف ـ الذي تمت إقالته من قبل الإمام يحيى بن حميد الدين ـ إلى عدن طلبا للدعم، فوعده البريطانيون بالعمل على استعادة الضالع، وفي نفس الوقت دخل عدد كبير من القوات الإمامية إلى المحمية وتمكنوا من الاستيلاء على الشعيب ومنطقة آل قطيب.
وفي 28 فبراير 1928م تلفتت حكومة عدن لقائد الجيش اللحجي الأمير أحمد فضل القمندان وطلبت منه الاستعداد لدخول مدينة الضالع وتحريرها من أيدي القوات الإمامية.
في هذه الظروف كتب الأمير أحمد فضل القمندان قصيدته المشهورة: “يا رسولي” ويقول فيها:
يا رسولي تسلم لي على الأمر محسن
واسأله في الدريجا ليه صايح ونادي
فين قوم الرفض با تهد أو با تهدن
قل لصالح عباده اسأل أين أحمد عبادي
ويشيد القمندان في قصيدته هذه بمدينة عدن وقوتها الهائلة في قهر الأعداء حين يقول:
حصن قلعة عدن هائل وقوة تجنن
سر ما يعلمون السر أهل البوادي
ويشير إلى ميشل وفاول قائدي سرب الطيران الملكي البريطاني ويهدد بهما عساكر الإمامة حين يقول:
قال ميشل وفاول ما يخلوك تسكن
بالقنابل تحن أو يبلغون المراد
وينذر القمندان الإمام يحيى بن حميد الدين ويقول له:
أنت مسئول إن صاب اليمن جرح مزمن
من يدك خاف بايلبس ثياب الحداد
وفي آخر الأمر وبعد فوات الأوان يقول لهم القمندان:
اتقوا الله يالسادة نبا الأرض تهدن
يا أذية بني آدم وضيق العباد
ثم جاء هدف التحرير بعد دخول جنود الإمام يحيى بن حميد الدين إلى منطقة آل قطيب وقاموا بخطف (شيخين) من شيوخها كرهينتين متجاهلين طلبًا رسميًا بإطلاق سراحهما، فأنذرت الطائرات أمير جيش (قطعبة) بأن يخلي المنطقة من النساء والأطفال في ظرف 24 ساعة، وبانتهاء المدة الإنذارية انهالت الطائرات البريطانية بالقصف على قطعبة ومواقع الزيود في الضالع، وفي نفس الوقت حاصر الأسطول الحربي البريطاني شواطئ اليمن، فانتشر الذعر بين جند الإمام، بعدها حاول الإمام يحيى تخفيف الذعر بين جنوده فبادر بإطلاق سراح الأسيرين.
نطاق قصف الطائرات شمل تعز وإب وذمار وماوية والقطيب، وفي نفس الوقت زحفت (القوات العبدلية) جيش الأمير أحمد فضل القمندان، إلى الضالع تساندها تغطية جوية بريطانية لتحريرها من قوات الإمام يحيى.
وفي 27 محرم 1347هـ - الموافق 16 يوليو 1928م انسحب جنود الإمام يحيى بن حميد الدين من الضالع والشعيب وبقية المناطق التي استولت عليها.
ثم وصل السلطان عبدالكريم فضل العبدلي سلطان لحج مع قائد السرب البريطاني (فاول) على متن طائرة (هيلوكبتر) إلى الضالع لفرض النظام، وفي نفس الوقت اصطحب معه عددا من الكوادر اللحجية كي تعيد ترتيب العمل الإداري في الضالع.
وبعد أن انتهت أزمة احتلال الضالع من قبل جيش الإمام يحيى قال القمندان:
لنت مجنون ما تفطن حصل ذي يفطن
كل رقاص يعرف فين يرقص ويزفن
فازفنوا خارج النقشة وسط جو هادي
وبالمعنى الفصيح يريد القمندان أن يقول: العبوا بعيدا عن ملعبي
وارقصوا حيثما يحلو لكم
بس بعيد عن أرض بلادي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى