أطـفـال الـجـنـوب والـهـم الـمـشـتـرك مـع الـكـبـار.. اسـتـعـادة الـوطـن

> رصد/ رعد حيدر الريمي

> حلت علينا الذكرى الخامسة والعشرين للتوقيع على اتفاقية حقوق الطفل مع منظمة اليونيسف الأسبوع الماضي، وبالتزامن مع اليوم العالمي للطفولة، وفيما يحتفل بعض أطفال العالم ببعض المنتزهات والملاهي، يحتفل أطفال الجنوب بمواصلة صمودهم ورسم لوحات من ألوان المشاركة غير المستهان بها في استعادة أرض وتاريخ ودم، مؤكدين أنهم “جزء من هذا الوطن والذين سيساهمون في رسم لوحة النضال وتعميق مبدأ حب الوطن، آملين أن تأتي هذه المناسبة وقد حققوا المعنى الذي يرجوه.
**على نهج أبي الشهيد**

يقول محمد صالح (9) سنوات من مديرية ردفان) وبلهجة الطفل الذي لا يعرف ما يحدث حوله بدقة: “اليوم أنا يجب أن أكون هنا حتى أستطيع أن أريح والدي الذي مات فداء لهذا الوطن وحملني عنه مواصلة سير وتحرير الأرض من براثن التخلف والجهل والقبيلة وسلطة النصب”، حالفا بالوطن “أني لن أكلَّ يوماً في المواصلة أو الانحراف على خط النضال ومواصلة السير نحو الهدف الجنوبي”.
**النصر وفاءً للشهداء**
الطفل خالد الكلدي (13عاما) من يافع يقول: “لقد قامت ثورة 30 من نوفمبر ضد الاستعمار البريطاني وها نحن بإذن المولى نسعى أيضا لتحرير هذا اليوم الـ30 من نوفمبر المجيد الذي كان نقطة تحول تاريخية في حياة الجنوب إذ أنه خلص شعبنا من قبضة المستعمر الغاصب، واستعاد به حريته واستقلاله بعد مراحل طويلة من النضال الشاق خاضها الثوار والمناضلين الأبطال في جبهات الكفاح المسلح على امتداد رقعة التراب الوطني”، مؤكدا لنا أنه “هنا ولن يغادر هذه الساحة وسيواصل اعتصامه حتى النصر وفاءً للشهداء”.
**القصاص من قتلة الأطفال**
ويرسل الطفل عبدالرحمن أبوبكر الجفري 11 سنة - من شبوة رسالة إلى كل أطفال الجنوب خلاصتها “لن نرتاح حتى يرحل المغتصب من أرضنا، الذي قتل الأطفال في الضالع”، متسائلاً “كيف هي قلوب الذين قتلوا الأطفال؟، هل هي حديد ؟! لأنهم لا يحملون رحمة أو شفقة”.

وقال إنهم سيظلون في الساحات حتى يتم القصاص من قتلة الأطفال، مضيفا إن تحقيق حلمنا قادم قادم مهما كانت الظروف وما هذا الاحتفال والاحتشاد والتواجد والصمود إلا لون من ألون التقدم نحو الهدف المنشود، وأنا بتواجدي هنا سعيد جدا جدا أولاً لأنه واجب وثانيا لكي أحتفظ ببعض الأعمال التي سوف أحكيها لأولادي وأحفادي حينما أكبر وأقول لهم إني يوما كنت أحد المكونات التي شاركت في تحرير.
**وللأطفال هدف**
أما الطفل علي محمد قائد 9 سنوات - من محافظة أبين، فيرابط في ساحة الاعتصام منذ بدايتها، ويرى بأنه مثلما قامت ثورة 30 نوفمبر ضد المستعمر وظلمه واستبداده، لذا نحن اليوم في ساحة الحرية مع الشباب في ساحة الاعتصام، كون أهدافنا مع أهدافهم متساوية.
**وطني هو كل أسرتي**

ثائر صغير آخر هو علي الشاووش (10 أعوام) التحق بالساحة بعد أن غادر قريته في لحج من دون أن يحمل سلاحا، وأمله في كل ذلك هو أن الوطن والأرض واستعادة الدولة هي كل أفراد أسرته، وصوته الصغير الذي سوف يدوي أرجاء الكون بصوت المطلب الوحيد صوت استعادة الأرض.
**لكل رسمة حكاية**
من الفعاليات التي شهدتها ساحة الاعتصام مشاركة فاعلة لأطفال الجنوب بمعرض رسم اتسمت كل رسمة بلوحة جمالية متحدثة عن نفسها، تروي كل لوحة حكاية، فبين رسومات الدبابات والطائرات الحربيّة والدماء والقتلى، يبرز بصيص أمل لدى الأطفال من خلال رسومات الطبيعة والأشجار والشمس والسماء الزرقاء.
محمد البيومي (8 سنوات) رسم طائرة تقصف منزلًا، وربّ الأسرة يحاول أن يحمي أولاده من القتل.
وردًا على سبب رسمه هذا المشهد يقول: “لقد رأيت كلّ ذلك في عيني، لقد ضربت قريتي”.
فيما رسم فيصل باوزير- حضرموت (10 سنوات) الطبيعة والأشجار وبيتًا جميلًا وشمسًا مشرقة وطيورًا، ويقول: “لقد رسمت الطبيعة لأن هذا ما أريده لدولتي دولة الجنوب، أريد أن أرى منزلي والشمس والطيور والسماء”.
أمّا نور (10 سنوات) فتقول إنها رسمت الدبابات والطائرات الحربيّة، قائلة “لا أريد رؤية القتلى في الشوارع أو الأولاد يذبحون، لا أريد الحرب، بل أريد عودة دولتي التي لا أحب العيش إلّا فيها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى