هجوم واسع لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي في غرب العراق

> بغداد «الأيام» سلام فرج

> شن تنظيم “الدولة الإسلامية” أمس الجمعة هجوما واسعا على الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، محاولا بسط سيطرته الكاملة على المدينة، وهي إحدى آخر مناطق تواجد القوات الأمنية في المحافظة الاستراتيجية.
يأتي ذلك في وقت يتزايد قلق الدول الغربية المنضوية ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة واشنطن، من تزايد أعداد مواطنيها الذين انضموا إلى “الدولة الإسلامية”، في حين دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى “تعاون دولي” ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من بلاده.
وبعيد منتصف ليل الخميس الجمعة، بدأ عناصر التنظيم هجوما مباغتا من اربعة محاور على الرمادي (100 كلم غرب بغداد) التي يسيطر على أحياء في جنوبها ووسطها منذ مطلع العام 2014.
وقال ضابط شرطة برتبة ملازم أول لوكالة فرانس برس إن التنظيم “شن هجوما مسلحا مفاجئا من أربعة محاور في شمال وشرق وغرب وجنوب الرمادي، تخلله تفجير سيارتين مفخختين في منطقة الحوز (جنوب) وجزيرة البوعلي الجاسم (شمال)، استهدفتا القوات الأمنية في الموقعين”.
وتزامنا مع الاشتباكات في محيط المدينة، تعرضت احياؤها إلى هجمات بقذائف الهاون، استهدف بعضها مجلس المحافظة ومركزا للشرطة في وسط الرمادي، بحسب المصدر نفسه.
وأوضح النقيب في الشرطة قصي الدليمي أن المدينة تتعرض لقصف بقذائف الهاون “بشكل متكرر منذ منتصف ليل امس”.
وتشارك قوات من الجيش والشرطة وأبناء العشائر السنية، في المعارك التي تعد الأعنف منذ الهجوم الكاسح لتنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق في يونيو.
وقال عضو مجلس المحافظة عذال الفهداوي “إن القوات الأمنية، الجيش والشرطة وأبناء العشائر، تمكنوا من صد الهجوم والاشتباك مع المسلحين”، إلا أن هؤلاء “استطاعوا السيطرة على جزء من منطقة المضيق (شرق)”.
وفي وقت لاحق، أفاد رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي والشيخ رافع عبد الكريم، أحد شيوخ عشيرة البوفهد، عن تمكن القوات العراقية والعشائر من استعادة السيطرة على المضيق.
ومع حلول المساء، كانت أصوات إطلاق النار لا تزال تسمع في محيط الرمادي، ما يرجح تواصل الاشتباكات التي أدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، بينهم مدير شرطة المضيق العقيد مجيد الفهداوي.
وشدد الفهداوي على حاجة القوات الأمنية إلى “دعم ومساندة، بسبب غياب المساندة الجوية من طيران الجيش (العراقي) وطيران التحالف” الدولي.

ويسيطر التنظيم مطلع هذا العام على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وأجزاء من الرمادي. وقام خلال الأسابيع الماضية بتوسيع مناطق سيطرته على رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي.
كما نفذ التنظيم عمليات قتل جماعية في الأنبار بحق العشائر السنية التي حملت السلاح ضده، وتحاول الحكومة العراقية استمالتها لقتال التنظيم.
واليوم، أفاد شهود ومسؤولون محليون عن إعدام التنظيم رميا بالرصاص، شخصين في ناحية الزاب غرب كركوك (55 كلم شمال بغداد)، بتهمة “العمالة” للقوات العراقية.
وفي أربيل عاصمة إقليم كردستان (شمال)، التقى رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو أمس الجمعة رئيس الإقليم مسعود بارزاني.
يأتي ذلك غداة لقاء داود اوغلو في بغداد نظيره العراقي حيدر العبادي الذي نقل عنه استعداد تركيا للتعاون وتقديم مساعدة عسكرية ضد “الإرهاب”.
وتقاتل قوات البشمركة الكردية التنظيم في شمال العراق، كما عبر عناصر منها إلى شمال سوريا عبر تركيا للمشاركة في الدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يهاجمها التنظيم منذ اكثر من شهرين.
ودعا الرئيس السوري بشار الأسد مساء الخميس الماضي إلى “تعاون دولي حقيقي وصادق” للتصدي للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وخلال الساعات الماضية، قتل 21 عنصرا من قوات النظام السوري في محيط حقل شاعر الغازي والنفطي في محافظة حمص (وسط) في معارك مع “الدولة الإسلامية”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونشر التنظيم قبل أيام شريطا مصورا يظهر قيام عناصر منه بذبح 18 عنصرا على الأقل من القوات السورية. وأعلن التنظيم في الشريط نفسه، ذبح الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، ليصبح خامس رهينة أجنبية يقتله.
وأثار وجود أجانب بين الجلادين في هذا الشريط، قلق الدول الغربية.
وأعلنت باربس أن فرنسيين هما ماكسيم هوشار وميكايل دوس سانتوس (من أصول برتغالية)، كانا من بين الجلادين الذي ظهروا في الشريط. إلا أن خبراء شككوا في كون دوس سانتوس هو أحد هؤلاء، إذ يتحدث العربية بطلاقة. كما أن والدته لم تتعرف على الشخص الذي قيل إنه ابنها.
إلى ذلك، فتحت باريس تحقيقا الخميس اثر نشر شريط مصور يظهر ثلاثة جهاديين فرنسيين يدعون “إخوانهم المسلمين” للانضمام اليهم، أو تنفيذ عمليات في بلدهم. وقام الثلاثة بحرق جوازات سفرهم الفرنسية.
وفي هولندا، تمثل شابة هولندية أمام القضاء بتهمة الإرهاب أمس الجمعة اذ يشتبه بأنها سافرت إلى سوريا للزواج من أحد جهاديي الدولة الإسلامية، قبل أن تسافر أمها إلى سوريا وتتمكن من استعادتها. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى