مجلس الأمن يدرج «أنصار الشريعة» الليبية على قائمة المنظمات الإرهابية

> الأمم المتحدة «الأيام» كارول لاندري

> أعلن مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي إضافة جماعة “أنصار الشريعة” الإسلامية الليبية على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية وذلك بسبب تورطها في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012.
وأدرج مجلس الأمن هذه الجماعة الإسلامية على قائمته السوداء بسبب ارتباطها بتنظيم القاعدة وفرض بالتالي تجميدا لأموالها وحظرا دوليا على سفر عناصرها، وذلك نزولا عند طلب من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وقال بيان صحفي للجنة مجلس الأمن الخاصة بالعقوبات على تنظيم القاعدة حصلت فرانس برس على نسخة منه إن “اللجنة وافقت الأربعاء على اضافة اسمين إلى قائمة الأشخاص والكيانات المستهدفة بالعقوبات المالية، وحظر السفر، وحظر السلاح، من قرار مجلس الأمن رقم (2161) لسنة 2014، الصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.
وأكدت اللجنة في بيانها “الحاجة إلى التنفيذ الصارم لنظام العقوبات على تنظيم القاعدة باعتباره أداة ذات مغزى في محاربة النشاطات الإرهابية”، حاثة جميع الدول الأعضاء على “المشاركة بنشاط في ذلك باقتراح الأدراج على القائمة للمزيد من الأشخاص والمجموعات والفعاليات والكيانات التي يجب أن تشملها تدابير العقوبات”.
وقالت إنه “نتيجة للإدراج الجديد على قائمة العقوبات فإن أي شخص أو كيان يقدم دعما ماليا أو ماديا للأشخاص والكيانات الواردة في القائمة أدناه، بما في ذلك تقديم السلاح أو التجنيد، يكون معرضا للإدراج على قائمة العقوبات الخاصة بالقاعدة وهدفا لتدابير العقوبات”.
و “أنصار الشريعة” تنظيم يتركز وجوده خصوصا في بنغازي، ثاني كبرى مدن ليبيا (الف كلم شرق طرابلس)، وقد سبق وأن صنفته الولايات المتحدة كما السلطات الليبية تنظيما إرهابيا.
والتنظيم متهم بالتورط في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في سبتمبر 2012 وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين أحدهم السفير.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال السفير إبراهيم الدباشي مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم إنه تم “إدراج تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي ودرنة على قائمة العقوبات الخاصة بتنظيم القاعدة والأشخاص والكيانات المرتبطة به”.
وأوضح أن “العقوبات ستشمل أعضاء التنظيمين وأنصارهما من الآن فصاعدا سيتم التعامل معهما كتنظيمات إرهابية تهدد الأمن والسلم الدوليين”.
ويستهدف القرار الصادر عن مجلس الأمن تنظيم “أنصار الشريعة في بنغازي” وكذلك أيضا “تنظيم أنصار الشريعة في درنة” (1300 كلم شرق)، وكلا الفرعان لديه صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات إسلامية متشددة أخرى، من بينها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي أكتوبر، أعلن تنظيم “أنصار الشريعة في درنة” مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.
ورحب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر بـ “القرار المهم” الذي أصدره مجلس الأمن.
وقال ديلاتر لوكالة فرانس برس إن هذا القرار “يتيح رسم حدود واضحة بين الجهاديين الذين يستحيل إجراء أي حوار معهم وبين بقية الأطراف الليبيين، سواء أكانوا إسلاميين أم لا، الذين يجب أن ينضموا إلى الحوار الذي بدأه الممثل الخاص للأمم المتحدة برناندينو ليون”
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن “هذا القرار يوجه رسالة واضحة بأن الأسرة الدولية ستتحرك ضد المجموعات المتطرفة في ليبيا التي تشكل تهديدا للسلام والأمن”.
وأضاف هاموند في بيان “يجب أن ينبذ كل الليبيين مثل هذه الجماعات وما تطالب به”.
وبحسب الوثائق التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لادراج “أنصار الشريعة” على القائمة السوداء فإن “أنصار الشريعة في بنغازي” أقام العديد من معسكرات التدريب لإرسال جهاديين إلى العراق وسوريا بالدرجة الأولى وإلى مالي بدرجة ثانية.
وتضيف الوثائق ان 12 من الجهاديين الـ24 الذين هاجموا في 2013 مجمع “ان امناس” للغاز في الجزائر تدربوا في معسكرات تابعة لأنصار الشريعة في بنغازي.
وتتابع أن التنظيم شن مؤخرا هجمات عدة على قوات الأمن الليبية.
من ناحيته شارك تنظيم “أنصار الشريعة في درنة” في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي وهو يدير أيضا معسكرات تدريب في شمال شرق درنة والجبل الأخضر لتدريب جهاديين وارسالهم إلى سوريا والعراق.
وكان فرع درنة في أنصار الشريعة أعلن في أكتوبر مبايعته تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أنحاء واسعة في سوريا والعراق.
وكان مجلس الأمن الدولي أضاف “تنظيم أنصار الشريعة في تونس” على قائمته للإرهاب في سبتمبر.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعا في اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر إلى فرض عقوبات على التنظيم ضمن الجهود من أجل وقف تدهور الوضع في ليبيا.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا برناردينو ليون أعلن الأربعاء أن أطراف الصراع المختلفة في بنغازي قد اتفقت على تهدئة غير مشروطة لدواع إنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاع في مدينة بنغازي، شرق البلاد.
ومنذ أكثر من شهر، يخوض الجيش الليبي وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر مواجهات عنيفة ضد المسلحين الإسلاميين في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي شرقي البلاد التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها فيما تدور معارك بين مجموعات مسلحة غربي البلاد.
لكن رغم الإعلان عن التهدئة، أوضح مراسل فرانس برس أن أصوات الأسلحة الثقيلة ودوي انفجاراتها كانت تسمع منذ صباح الأربعاء الماضي في المحور الجنوبي الشرقي لمدينة بنغازي في منطقتي الليثي وبوعطني وعلى الطريق المؤدي لمطار بنغازي.
وأوقعت المواجهات في بنغازي منذ انطلاقها في 15 أكتوبر الماضي وأعمال عنف متفرقة أكثر من 360 قتيلا بحسب مصادر أمنية وطبية. والسبت الماضي أعلن مجلس النواب الليبي، المعترف به من الأسرة الدولية بنغازي “مدينة منكوبة”، والأمر نفسه أعلنته “حكومة الإنقاذ الوطني” الموازية برئاسة عمر الحاسي والتي تسيطر على العاصمة طرابلس دون اعتراف دولي. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى