يا أبناء عدن رحل أكرم وديع.. فماذا بعد ؟

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
فجر الثلاثاء 11 نوفمبر 2014م فجعت عدن عن بكرة أبيها باستشهاد الشاب الوديع أكرم وديع على أيدي جماعة من حثالات المجتمع في إطار الفوضى الخلاقة المعد لها سلفاً منذ العام 2010م، وهي معروفة ومكشوفة ولا تنطلي على أحد.
إن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ بفعل فاعل.. واستشهاد الوديع وديع سبقه استشهاد العشرات من شبابنا وسبقته أعمال مخلة بالشرع والقانون والقيم التي نشأ عليها أفراد مجتمعنا في هذه المدينة الطيبة.
يا أبناء عدن.. ثقوا أن المجرمين سيعيدون استنساخ أعمالهم وأن الأبرياء أمثال الوديع وديع سيسقطون ضحايا إن فكروا في المقاومة أو كشفوا عن لثام الحثالات المتنفذين لمسلسل الجرائم.. أعمال البلطجة، وهي بالعشرات، سبقت البلطجة التي طالت الوديع وديع وتكررت بعدها، وآخرها التقطع لسيارة صندوق النظافة وسرقة عشرة ملايين ريال هي مرتبات وأجور العمال والموظفين ومصروفات أخرى.
يا أبناء عدن.. المجرمون يعيشون بيننا بسلوكهم المشين المخالف لقيمنا الدينية والاجتماعية.. هؤلاء المجرمون لا نجدهم في المساجد ولا نجدهم صائمين في شهر رمضان المبارك ولا يشكلون أكثر من ظاهرة صوتية وسرعان ما نجدهم مستسلمين إذا واجههم الآخرون بالحزم.
يا أبناء عدن.. إن مدينتكم تتعرض لحرب منظمة تستهدف كل أوجه الحياة، وأصبح الناس يتحدثون أن صنعاء متقدمة عليها في كل شيء، لأن عدن قد سلب منها كل شيء وأصبحت عند مستوى الكفاف.
مطلوب تضافر كل قوى المجتمع المدني لتحديد الموقف الصارم من كل المظاهر التي تهدد استقرار السكان ومظهر مدينتهم ومعالمها وآثارها، وهو حق يكفله الدستور والمواثيق الدولية، كما ينبغي متابعة السلطة المحلية والنيابة والعمل من خلال تنظيم وقفات احتجاجية ولو لدقائق معدودات، مع رفع لافتات وصور للوديع وديع وهو مضرج بدمائه ليكون لها وقع في نفوس أفراد المجتمع وكسب تضامن المجتمع الدولي مع قضيتنا.
يكفي ما تحملته هذه المدينة من انتهاكات واعتداءات طالت البر والبحر وطالت المتنفسات والمعالم والآثار.
إن الأمر بالغ الخطورة لأن المخطط هدف ويهدف إلى طمس هوية وثقافة المدينة، ولن تقوم للجنوب قائمة إلا بسيادة الثقافة المدنية، وبهذه الثقافة نهضت كل الكيانات الجديدة التي قامت في شرق ووسط أوربا بوتائر فائقة الأداء عندما كانت مدمجة ضمن إطارها السابق (الاتحاد السوفيتي/ يوغسلافيا/ ألبانيا/ شيكوسلوفاكيا).
كفى تهميشا وإقصاء لعدن ولتبدأ الخطوة الأولى على طريق الألف ميل لحماية الإنسان وصيانة حقوقه واتخاذ كل ما من شأنه ردع الجريمة قبل وقوعها أو ردع المجرم فور ارتكابه الجريمة.
أعيدوا لعدن وجهها المشرق الذي عرفت به لقرون طويلة وبداية ذلك ذكرها بخير في سفر حزقيال في التوراة، مرورا بدورها في القرون الوسطى أيام بني زريع وبني رسول وانتهاء بذكرها في مذكرات أمين الريحاني وشكيب أرسلان وعزيز الثعالبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى