شارع الشهيد مدرم بالمعلا..مبان آيلة للسقوط والجهات الرسمية لم تحرك ساكنا

> استطلاع/ نوارة قمندان

> شارع الشهيد مدرم أو كما يطلق عليه اليوم الشارع الرئيسي بمديرية المعلا بعدن شيده الاستعمار البريطاني في أوائل خمسينات القرن الماضي، يبلغ طوله قرابة اثنين كيلو، وتزيد عدد بنياته ذات الطوابق العدة عن المائة عمارة، وهو ما جعله أحد أشهر الشوارع في مدينة عدن.
غير أن بنايات هذا الشارع أضحت في وقتنا الحاضر تشكل تهديداً حقيقياً للسكان القاطنين بعد أن بدأ التساقط بعضها، وأخرى أضحت آيلة للسقوط على رؤس ساكنيها نتيجة لتعرض كثير من ساساتها لمياه الصرف الصحي باستمرار، وكذا الغياب التام للجهات ذات العلاقة لإعادة ترميمها، الأمر الذي أجبر كثيرا من الأسر بمغادرة منازلها خوفاً من سقوطها عليهم.
المواطن هاني أبوبكر أحد ساكني عمارة القادسية بالشارع وعاقل لثلاث وحدات فيه تحدث عن ما تعانيه مباني هذا الشارع بالقول: “تعاني مباني شارع مدرم من العديد من المشكلات التي أضحت تشكل تهديداً رئيسياً لها كوجود فجوات في الجدران السفلية لعمارات الشارع، خاصة عمارة القادسية نتيجة لانتهاء صلاحية أنابيب ومواسير المياه لقِدمها”.
وأوضح أبوبكر بأن “العمارة تعاني مشكلات عدة باتت تهدد حياتهم وهو ما جعل الأهالي يتقدمون بعدد من الشكاوى إلى المجلس المحلي بغرض حلها غير أنها لم تلق استجابة، الأمر الذي جعل سكان العمارة يقومون بإجراء بعض التصليحات تجبناً لحدوث أي كوارث قد تحصل”.
**عمارة آيلة للسقوط**

عمارة شولق بشارع مدرم هي الأخرى نالها نصيب من هذا الوضع وأضحت مهددة بالانهيار الوشيك.
المواطنة لينا عبدالله إحدى ساكنين العمارة تحدثت عن معاناتها في هذه العمارة بالقول: “إن عمر العمارة يزيد عن 50 سنة، ولقدمها كانت تشهد قبل الوحدة نزولات مستمرة من قبل مهندسين أجانب لتفقدها، ووضع بعض الترميمات والمعالجات لها، غير أنها في الوقت الحاضر لم تشهد أي معالجات رغم الوضع الخطير الذي وصلت إليه، وباتت تهدد حياة الساكنين، لاسيما بعد أن انهار جزء من العمارة”.
لينا أشارت في سياق حديثها إلى أن “اجتماع عقده ساكنو العماير الآيلة للسقوط بخصوص حل المشكلة التي يعانونها، وقد خلص بمطالبة الدولة بضرورة القيام بعمل صيانة لهذه المباني، وبموجبه طلب المحافظ من المواطنين بإخلاء المباني ليتسنى للدولة هدم العمائر وبناؤها مرة أخرى، غير أن عملية الهدم هذه قوبلت برفض من قبل المواطنين، والذين أعادوا رفضهم لعملية الهدم لعدم مقدرتهم على توفير دفع تكاليف الإيجار للمباني التي سيستأجرونها لضعف إمكانياتهم المادية، بالإضافة إلى تخوفهم من عودة مالك الأرضية التي أقيم المبنى عليها للمطالبة بها في حال تم هدمها”.
وتوجهت لينا في ختام حديثها بمناشدة إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وقيادة المحافظة والمجلس المحلي بضرورة الإسراع بإيجاد حلول ناجعة لهذه المباني، والتخفيف من معاناة القاطنين، والذين لا سبيل لهم غيرها.
**استحداث مبان على أسطح المباني**
لقد شجع غياب الرقابة كثيرا من المواطنين لاتخاذ الحلول البديلة للحصول على مباني بطرق غير قانونية كوسيلة للهروب من إيجار المنازل، حتى وإن تم ذلك على المباني والعمائر المهددة بالانهيار.
المواطن جمال غالب أحد المتضررين من هذه الأبنية قال لـ«الأيام» : “أعاني من تسرب المياه إلى منزلي باستمرار، وهو ما أدى إلى تآكل السقف، ويهدد بسقوطه على رؤسنا، بالإضافة إلى أن مثل هذه الأبنية تسبب في المستقبل هبوط أساس العمارة وانهيارها”.
واختتم حديثه بالقول: “لقد تم بناء هذه الأبنية بطريقة غير قانونية وبسرية تامة مستغلين غياب الرقابة”.
**تشرد عدد من الساكنين**
عماره عيسى التي انهدمت
عماره عيسى التي انهدمت

معاناة المواطنين في هذا الشارع وصلت لدى بعض الناس إلى التشرد جراء انهيار مساكنهم، وآخرون تركوها بعد أن أضحت مهددة بالانهيار في أي لحظة.
المواطنة نجيبة عبدالحفيظ إحدى هؤلاء الذين تركوا مساكنهم بعد أن أوشكت على السقوط، وعن معاناتها قالت: “أنا من سكان عمارة شمسان سابقاً، وغادرتها وأسرتي خوفاً من الموت المحقق الذي باتت تنذر به هذه البناية التي يزيد عمرها عن 84 سنة من انهيار وشيك”.
وأضافت “لم نكن ننوي مغادرتها، ولكن سقوط عمارة عيسى بنفس الشارع، وكذا الظهور في أرضية المطبخ الخاض بنا، وتسرب مياهه من كل الناحي هو ما أجبرنا على مغادرتها، بالإضافة إلى هبوط السقف، والذي تسبب في إعاقة فتح الأبواب والنوافذ”.
وأوضحت نجيبة في سياق حديثها عن معاناتها بالقول: “لم تكن أسرتي هي الوحيدة التي غادرت هذا المبنى إلى مصنع الشباشب، بل كان الخروج من قبل كل سكان العمارة”.
**معاناة مستمرة**
وأضافت نجيبة لـ«الأيام» : “المعاناة لاحقتنا إلى سكننا الجديد الذي انتقلنا إليه مرغمين”، وتقول: “لقد تفاجأنا أثناء بدء السكن في المصنع بمطالبتنا بدفع فواتير المصنع الخاصة بالكهرباء من قبل موظفي الكهرباء، ولكننا رفضنا دفع هذه المبالغ الطائلة والخاصة بالمصنع”، خاتمة حديثها بالقول: “تحصلنا على كهرباء المصنع بطريقة عشوائية لعدم توفير الخدمة لنا، وهو ما قد يعرضنا إلى تماس كهربائي في أي وقت، ولهذا نرجو من قيادة المحافظة والجهات المعنية بإيجاد الحلول المناسبة مع ضرورة إعادة ترميم منازلنا لنعود للعيش فيها بسلام وأمان”.
**الصرف الصحي السبب الرئيس**
في هذا الشارع هناك مبان قد تعرضت للسقوط على ساكنيها وإحداث عدد من الوفيات كعمارة (العيسى) والواقعة في الدكة، والتي راح ضحيتها أربعة أشخاص من أسرة واحدة، فيما شردت الأسر الأخرى.
المواطنة ماليزيا محمد فرج إحدى المشردين من هذه البناية أوضحت أسباب انهيار المبنى بالقول: “إن السبب الرئيس في سقوط البناية هو ناتج لتراكم مياه الصرف الصحي بأساسها، الأمر الذي أدى إلى هبوط العمارة عدة أمتار إلى جانب التشققات التي كانت في الجدران، وتسرب المياه إلى السقف، وغيرها من العوامل المتسببة في انهيارها”.
وأشارت ماليزيا إلى أن “السكان سبق أن تقدموا قبل انهيار المبنى بشكوى إلى الإسكان، ولكن لم يتم التجاوب مع تلك الشكاوى مطلقاً”.
عماره شمسان من الخلف
عماره شمسان من الخلف

وأوضحت في ختام حديثها بأنها “لجأت بعد ذلك للسكن في بالمؤسسة الاقتصادية والواقعة أمام العمارة المنهارة غير أن لجوء المواطنين للسكن في المؤسسة لقي معارضة من ملاك المؤسسة، والقيام بإغلاق خدمة المياه عليهم كوسيلة للضغط علينا للخروج، وهو ما قوبل باحتجاجات واسعة من قبل نساء العمارة لمناشدة المحافظ وتم حينها معاودة الخدمة”.
ومؤكدة بأن “الدولة لم تقدم أي تعويضات لأفراد العمارة أو تحاول إعادة بنائها تحت ذرائع واهية”.
**نقوم بعملنا**
من جهته أوضح رامي أحمد علي مشرف دوريات الصرف الصحي بمديرية المعلا جانباً من دوره بالقول: “في حال وصولنا شكوى من أي مواطن في في المديرية بخصوص هذا الموضوع سرعان ما يتم معالجته”.
وعن شكاوى المواطنين من تصرفات بعض عمال الصرف الصحي كأخذ مبالغ من المواطنين مقابل فك انسداد مجاري قال: “إن قام عامل من عمالنا بمشارطة المواطن سنقوم باتخاذ الإجراءات الرادعة ضده”.
وكانت “الأيام” قد حاولت التواصل مع مدير مديرية المعلا يزن سلطان ناجي لأكثر من مرة لإيضاح بعض الأمور معه والمتعلقة بأوضاع بنايات شارع مدرم، والتي بات كثير منها يهدد حياة المواطنين القاطنين فيها، غير أن الصحيفة لم تتمكن من مقابلته لتغيبه المستمر عن مكتبه”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى