النحالة والعسل مهنة قديمة ومصدر للرزق في شبوة

> تقرير/ صالح مساوى

> تُعد محافظة شبوة من المناطق الرئيسة والمهمة في تربية النحل وإنتاج العسل، وهي مهنة مارسها ابن شبوة منذ القدم، وتُعد اليوم مصدر عيش ورزق للكثير في المحافظة، ويمتاز العسل الشبواني بشهرة محلية وخارجية واسعة، وتبين بعض الإحصائيات أن عدد خلايا النحل في المحافظة تصل إلى أكثر من 70 ألف خلية، تمثل حوالي 25 % من خلايا النحل في الجمهورية، ويصل إنتاج شبوة من العسل حوالي 420 طنا سنويا، بنسبة تتجاوز 24 % من إنتاج الجمهورية.
ويتنقل النحالون في محافظة شبوة من منطقة إلى أخرى سعياً وراء مصدر الغذاء للنحل، حيث يختلف موسم تفتح أزهار الأشجار من منطقة إلى أخرى تبعاً لهطول الأمطار، وتباين التضاريس الجغرافية والمناخ، وهي عوامل تؤثر على الغطاء النباتي بشكل مباشر.
**أنواع العسل**

ينتج النحل عسلاً طول العام بأنواع متعددة وفقاً لنوع الأزهار التي يمتص رحيقها، فكل شجرة لها موسم تفتح فيها أزهارها، ويسمى العسل حسب نوع تلك الشجرة، فنجد عسل السمرة وعسل الضبة، وهكذا، لكن يبقى عسل البغية أجود وأغلى تلك الأنواع، ويصنعه النحل من رحيق أزهار العلوب (السدر)، ويبدأ إنتاج هذا النوع من العسل في شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام.
**طريقة استخلاص العسل وتخزينه**
هناك عدد من الطرق التقليدية يقوم بها النحالون في عملية استخلاص وتخزين العسل المستخرج من خلايا النحل وهي: الاستخلاص بالتسخين الحراري وهي أقدم طريقة وتكاد تختفي اليوم، وفيها يتم تفتيت العسل بشكل جيد ثم يوضع على النار لفترة قصيرة، وعند التسخين يطفو الشمع ويهبط العسل، وعندما يبرد يتم فصل الشمع عن العسل، وكذا طريقة التسخين الشمسي، أو ما تسمى محليا بطريقة (الشنانة)، وهي السائدة اليوم في شبوة، وتتم عبر وضع العسل في وعاء ذا غطاء زجاجي يسمح بمرور أشعة الشمس إلى العسل الذي ينصهر وينزل إلى طبقة أخرى التي بدورها تنظفه من الشوائب وبقايا الشمع قبل أن ينزل إلى الطبقة الأخيرة التي تسمى (المصفى)، وفيها صنبور يستعمل لتفريغ العسل في القناني والأوعية الخاصة به.
ومن هذه الطرق أيضاً طريقة التقروف وهو ما يسمى (العسل بشهدة) ويتم وضع قرصين من العسل في وعاء معدني يسمى محليا (بالقرف).
**سعر العسل**

يختلف سعر العسل من سنة إلى أخرى ومن نوع إلى آخر، لكن يبقى عسل البغية المستخرج من شجرة السدر يُعد الأغلى على الدوام.
ويختلف سعر العسل في الأسواق المحلية عنه في الأسواق الخارجية، حيث تبلغ قيمة القنينة (الدبة) 16 رطلا في اليمن بـ100 ألف ريال يمني في حين تبلغ قيمتها في السعودية بـ ألفي ريال سعودي، وكذلك (القرف) ففي اليمن قيمة القرف لا تتجاوز 18 ألف ريال يمني وفي السعودية تبلغ قيمته 400 ريال سعودي.
**السوق التصريفية للعسل**
غالبا ما يكون العسل وخاصة البغية محل إقبال لدى شعوب الدول الخليجية، ولهذا أكثر من 90 % من العسل الشبواني يصدر إلى هناك، وخاصة إلى السعودية والإمارات سواء بطريقة مباشرة عبر إرسال النحالين لعسلهم إلى ذويهم المغتربين أو عبر وسطاء يشترونه من السوق المحلية ثم يصدرونه بدورهم إلى الخارج.
**بعض الإشكالات**
ويُعد العسل من السلع التي تدر على الدولة العملة الأجنبية، وهي رافد مهم للاقتصاد الوطني، لكن مع ذلك لم نر اهتماما حكوميا بهذا الجانب.
كما أن عملية النحالة في شبوة مازالت تستخدم فيها الطرق التقليدية ولم يتم إدخال الأساليب العصرية في تربية النحل، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من النحالين لا يمتلكون حلا للحشرات والآفات التي تصيب النحل، وكثير من الخلايا تموت بسبب هذه الآفات، وهذا يشكل عائقا وتحديا أمام تطور النحالة بشكل عام، وتتحمل الدولة الجزء الأكبر من هذه المسؤولية.
**مطالبات بفتح سوق خاص للعسل**

سوق العسل في مدينة عتق سوق لا يليق بسلعة العسل وتخلله العشوائية، وعدم التنظيم، وهو يوجد في تقاطع أربعة شوارع رئيسة في المدينة ما فاقم من الازدحام، وزاد من حالة الإرباك لحركة سير المركبات والناس في الشارع، حيث أإن الكثير من الباعة يجلب سيارته معه ويستخدمها كبسطة لبيع العسل دون أدنى التزام بأماكن التوقف والطريق العام.
الأمر الذي جعل من المواطن مهدي ناصر المنصوري أحد أبناء المديرية يطالب الدولة والشركات العاملة في المحافظة والمستثمرين بإنشاء مركز خاص يهتم بتقديم البحوث والدراسات والحلول والمعالجات للنحالين، وإقامة سوق خاص بالعسل دون سواه يليق بهذه السلعة، ويوفر الخدمات للبائع والمشتري على السواء بشكل حديث ومراعيا للدقة والتنظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى