دور بارز وحضور فاعل.. المرأة الجنوبية شعلة متقدة في الماضي والحاضر

> استطلاع/ رعد حيدرة الريمي

> لقد لعبت المرأة الجنوبية دوراً بارزاً في الجنوب في الماضي والحاضر، وكان لها موقعها الواضح في نضالات الشعب الثورية في ثورتيه أكتوبر ونوفمبر، بل كان لها حضورها الفاعل والريادي في مجالات شتى، تربعت فيها على عرش الريادة في مجالات عدة على مستوى الجزيرة العربية والخليج.
حواء الهندي - حزب رابطة الجنوب العربي الحر - أوضحت جانبا من الدور النضالي والريادي للمرأة الجنوبية، واستشهدت بعدد من الشواهد والمناصب التي برزت فيها المرأة الجنوبية في المرحلة الماضية، وكانت بذلك هي الرائدة على مستوى الوطن العربي بالقول: “لقد تحقق للمرأة الجنوبية في ظل دولة الجنوب ما لم تشهده نساء بقية دولة المنطقة العربية، فتحقق لها المساواة وتكافؤ الفرص في مواقع صنع واتخاذ القرار، وصارت المرأة الجنوبية في بداية سبعينات القرن الماضي أول قاض وأول نائب وزير وأول عميد كلية اقتصاد وأول مذيعة تلفزيون وأول مذيعة إذاعة وأول مالكة ورئيس تحرير لصحيفة على مستوى الجزيرة العربية، وكذا أول امرأة عربية تصبح كابتن طائرة مدنية بوينج هي جنوبية وهي روزاء مصطفى عبدالخالق، وكذلك أول امرأة تصبح سائقة تاكسي في الوطن العربي هي السيدة عيشة يوسف من سكان مدينة كريتر بعدن.
فمدينة عدن احتضنت أول تشكيل حركة نسائية في الجزيرة العربية منذ أوآخر أربعينيات القرن الماضي، وكانت أول تظاهرة للنساء في الجزيرة العربية في عدن في العام 1951 ضد العنف المنزلي، وهو ما تحاول المنظمات النسوية في صنعاء تزويره وقلب هذه الحقائق بادعائها نشوء الحركة النسائية في صنعاء.
كما كانت دولة الجنوب من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على الاتفاقية الدولية لإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) في مايو 1984م، وتم منح الاتحاد العام لنساء اليمن الجنوبي ميدالية (كروبسكايا) من قبل منظمة اليونسكو عام 1984م لإنجازاته في تصفية الأمية من بين أوساط النساء.

كل هذه النجاحات لم تحصل عليها المرأة الجنوبية جزافاً بقدر ما حصلت عليها بعد أدوار لعبتها كان من أهمها خوضها جبهات القتال في المناطق التي ساهمت فيها كامرأة بأدوار هامة يتناسب مع مجهوداتها مثل تزويد الثوار بالمؤن والأخبار وحلقات التواصل بين الثوار وآخرين، ونقل الذخيرة والرسائل.
**المرأة الجنوبية.. دور نضالي بارز**
وعن دور المرأة في الماضي والحاضر قالت إنتصار الخميس لـ«الأيام» إن “دور المرأة في العمل الفدائي في عدن كان دوراً كبيرا وبارزاً في مجالات عدة، فقد شاركت في المظاهرات والإضرابات، وفي نقل الأسلحة، كما أن المرأة العدنية كانت ومازالت نموذجاً للمرأة العربية ولها السبق في مجالات عديدة”.
وأضافت إنتصار: “لقد شاركت المرأة الجنوبية في معترك النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني، فمن المشاركة في المظاهرات المناهضة للاستعمار تحت لعلعة الرصاص، إلى توزيع المنشورات المطالبة برحيل الاستعمار، فالاعتقال في سجون الاحتلال، والمشاركة في عملية نقل الأسلحة والذخائر للفدائيين، والتستر على مواقع الفدائيين، وكذا المساهمة الفعلية في بعض العمليات العسكرية ضد مواقع الاحتلال، أليست هذه أعمالاً بطولية خالدة، لا شك أنه دور مهم جسدته المرأة الجنوبية في تلك الملاحم البطولية”.

وأردفت إنتصار: “لذا وجدت المرأة فرصتها للمشاركة في العمل الفدائي، فشاركت في المظاهرات والإضرابات والمسيرات وتوزيع المنشورات وصياغة البيانات، ولا ننسى دور المرأة في الريف حيث ناضلت وحملت السلاح ونقلته من منطقة إلى أخرى في رؤوس الجبال، ومدت الفدائيين بالماء والغذاء.. لقد أقدمت المرأة الجنوبية على كل ذلك لإيمانها بأنها جزء من نسيج المجتمع تحس بمعاناته وآهاته، وقد وصلت إلى مراتب تنظيمية عليا ضمن القيادات السياسية للتنظيم السري للجبهة القومية، وكانت حلقات الكفاح المسلح النسائي ذات تنظيم تسلسلي محكم الدقة على شكل هرمي من القمة إلى القاعدة، لقد بذلت دوراً بطوليا ووطنيا كبيرا جعلها مشاركة رئيسة في صنع أحداث الثورة التي أجلت الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م من الجنوب”.
وطالبت إنتصار “بضرورة توضيح تلك الحقائق عن ذلك الدور البطولي الذي لعبته المرأة، وأن يطّلع عليه أبناء الجيل الحالي الذين لم يعايشوا وقائع وأحداث تلك الفترة الماضية”، مشيرة إلى أن “مسئولية هذا الدور تقع على عاتق المهتمين والباحثين في توثيق ذلك العمل والدور حتى لا تطمس معالمه، طالما أن هناك الكثير من الأخوات والأمهات اللاتي شاركن في تلك الأحداث على قيد الحياة”.
وثمنت إنتصار في ختام حديثها مع “الأيام” ضرورة إبراز ذلك الدور بما يستحق وبما يتواكب مع عظمة الحدث الذي غير مجرى التاريخ وسجل انتصاراً لجزء من أرض الوطن ظل يرزح تحت الاحتلال قرابة “129” عاماً.. فهل يتحقق ذلك في قادم الأيام؟.
**دور نضالي لافت**

بدورها أوضحت سلوى بن بريك الدور النضالي للمرأة الجنوبية في الوقت الحاضر بالقول: “ها هي المرأة اليوم تؤكد على عزمها ودورها النضالي البارز في الماضي والحاضر وهو ما يؤكده اليوم حضورها اللافت في ساحة الاعتصام الجنوبي، وذلك تجلى بعدة أدوار كان آخرها ندوة أقيمت في قاعة ملتقى الشباب الجنوبي الجديد في ساحة الاعتصام في خور مكسر عدن تحت عنوان (المرأة الجنوبية والدور الريادي والسياسي في الثورة الجنوبية”.
وأضافت سلوى: “لقد كنتُ إحدى ضيوف تلك الندوة وأوضحت من خلالها دور المرأة الجنوبية في هذه الثورة التي تشهدها الساحة الجنوبية المطالبة باستعادة الدولة وكذا التضحيات التي قدمت من شهداء وجرحى ومعتقلين فضلاً عما تعرضت له الجنوبيات من انتهاك لكراماتهن وحقوقهن منذ تفجير الثورة الجنوبية السلمية في عام 2007م”.
واختتمت سلوى حديثها بالقول: “إن المرأة الجنوبية هي سند للثورة الجنوبية سواء القديمة أو الجديدة، ولها دور كبير في إنجاح كثير من الفعاليات والمليونيات الجنوبية، وها هي اليوم تشارك في ساحة الاعتصام من أجل تقرير المصير”.
**المرأة شريكة الرجل في الثورة**
من جهتها تحدثت الإعلامية الجنوبية إخلاص الكسادي في الندوة عن دور المرأة النضالي بالقول: “إن المرأة الجنوبية تُعتبر شريكة أخيها الرجل في الثورة الجنوبية، ولكن مع الأسف لا يوجد التمثيل الأنسب للمرأة الجنوبية نتيجة لتعرضها لشيء من الإقصاء السياسي من قبل المكونات”.
وأضافت: “نحن بحاجة إلى تفعيل دور المرأة الجنوبية ليكون لها الدور الأكبر والأمثل في المشاركة السياسية”.
واختتمت حديثها بالقول: “المرأة الجنوبية هي الأم والأخت والزوجة في بناء الجنوب الجديد”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى