هل سيكون 30 نوفمبر فرصة ضائعة أخرى للحراك أم لا.. الشيخ العولقي: دول الخليج ستقف إلى جانب الاستقلال في حال عرفت من هم قادة الحراك

> «الأيام» عن «الجزيرة الإنجليزية»

> منذ منتصف أكتوبر عسكر محتجون انتشروا في أنحاء مختلفة من تراب وأسفلت ساحة العروض في مدينة ميناء جنوب اليمن عدن.
ووفقا لأولئك الذي يشرفون على إدارة الخيام المؤقتة فقد تزايد عدد قاطني المخيم يوما بعد آخر من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف شخص.
الشعب المتجمع في ساحة العروض لديهم شيء واحد في عقولهم، يقول علي محمد صالح، وهو عامل نفط متقاعد ويدعم الحراك الجنوبي: “الناس في الشمال لا يهتمون بنا وعبدربه منصور هادي مجرد دمية لهم”، والحراك الجنوبي هو تحالف فضفاض من مجموعات متنوعة أيدلوجيا تهدف إلى التراجع عن اتفاق الوحدة الذي يبلغ من العمر 24 عاما بين جمهوريتي شمال وجنوب اليمن.
العواطف متأججة سواء في مخيم الاعتصمام أو عبر أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا، التي تضم الطرف الجنوبي والجزء الأكبر من شرق الدولة الحديثة.
صادف يوم الأحد (أمس) الذكرى الـ47 لاستقلال جنوب اليمن عن الإمبراطورية البريطانية، ومنظمو الاحتجاج في ساحة العروض خططوا لجعل ذلك إعلانا على ما سيحدث بعد ذلك.

يقول محسن صالح عمر الذي زينت خيمته التي كانت يوما ملكا للأمم المتحدة بصورة قحطان الشعبي أول رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية: “ذكرى استقلالنا من بريطانيا، إن شاء الله ستكون أيضا ذكرى استقلالنا من الشمال”.
لقد نشأ الكثير من الأنفعال والتوتر العصبي في الجنوب خلال موعد الثلاثين من نوفمبر، حيث أرسل هادي وزير الدفاع المعين حديثا محمود الصبيحي لمراقبة الوضع، وقد سرت شائعات في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية بأن الحراك ينوي أن يعلن الاستقلال التام والاستيلاء على المباني الحكومية ومهاجمة الوحدات العسكرية الشمالية المتمركزة في الجنوب.
ولكبح الهستيريا وتبديد المخاوف من أن إعلان الاستقلال يمكن أن يؤدي إلى اندلاع العنف كان الحراك الجنوبي الذي يقف وراء مخيمات الاعتصام قد رتب لمؤتمر صحفي لتقديم خططهم.
قال الشيخ حسين بن شعيب وهو رجل دين انفصالي جنوبي، ويصف نفسه برئيس مخيمات الاحتجاج لـ(قناة الجزيرة): “الناس خائفون وهناك العديد من الأكاذيب حول ذلك”، مضيفا “سوف تكون سلمية”.
دون اللجوء للعنف يقول بن شعيب: “الحراك سوف يصعد من حملته الحالية في العصيان المدني اعتبارا من يوم الأحد (أمس)، وتنظيم ثلاث مظاهرات في الأسبوع”، داعيا الجنوبيين إلى الإضراب وخلق حصار اقتصادي في مدينة الميناء عدن وإغلاق الحدود مع الشمال لعدة ساعات في اليوم”، وقال: “يمكن أيضا أن يتم فرض حصار على مرافق إنتاج النفط في جنوب البلاد”.
السؤال بالنسبة للكثيرين هو ما إذا سيكون إعلان 30 نوفمبر فرصة ضائعة أخرى للحراك الذي يتمتع بشعبية كبيرة في جنوب اليمن ويكافح من أجل تحقيق التماسك الداخلي.
لمدة سبع سنوات الجنوبيون يحرضون على الانفصال ويعقدون المسيرات المنتظمة ويمتلئ جنوب البلاد بأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة، على الرغم من العقوبات القاسية في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومع ذلك في فقد أنتجت القليل من النتائج الملموسة مع الحركة الحذرة من تكرار أخطاء الماضي، واستخدام العنف لتحقيق أهدافهم، فمحاولة الانفصال بالقوة هزمت بوحشية من قبل القوات العسكرية والقبلية الشمالية في العام 1994.
يقول صالح عبد الحق، وهو عقيد سابق في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومن كبار المستشارين العسكريين خلال الحرب الأهلية: “في حال كررنا ذلك فإننا سنواجه مشاكل كبيرة من سفك الدماء وكارثة اقتصادية”، ويضيف “يجب علينا كجنوبيين أن نرفع أصواتنا ونجبر الأمم المتحدة على التحرك”.

عندما أطاحت انتفاضة 2011 بصالح التي تحولت إلى معركة بين فصائل مختلفة من نظامه كان هناك فرصة للجنوبيين لاستغلال الفراغ الأمني الذي أعقب ذلك ويعلنون الاستقلال.
رفض معظم أبرز قادة الحراك الحضور في محادثات السلام التي عقدت صنعاء في عامي 2013 و2014 لتقديم قضيتهم، وبعد الاستيلاء على صنعاء في سبتمبر بعد فترة لاحقة من التوسع السريع من قبل مجموعة تعرف باسم الحوثيين أصبحت دعوات الاستقلال أكثر إلحاحا.
مخيم ساحة العروض الذي أنشئ بعد 14 أكتوبر المؤيد لمظاهرات للانفصال والذي جذب أكثر من مئة ألف شخص إلى عدن أصبح رمزا لهذا التركيز المتجدد.
يقول الشيخ بن شعيب: “عندما سيطر الحوثيون على صنعاء تغيرت كثير من الأمور، وساعدنا ذلك كثيرا، فالوجود الأمني في عدن وحضرموت هو أكثر مرونة، الحكومة ليست هنا، وهذا يعطينا مساحة كبيرة”.
الجنوبيون يرون أملا في صعود الحوثيين، وهناك أسباب أخرى للحراك تمكنه من الحصول على الثقة، “فقد حافظت دول الخليج المجاورة ولفترة طويلة على موقف مؤيد للوحدة عندما يتعلق الأمر باليمن، ولكن استيلاء الحوثيين على صنعاء واستمرار توسع المجموعة قد يغير حسابات التفاضل والتكامل”، كما يقول أحد وسطاء السلطة في صنعاء الذي يجتمع بانتظام مع أعضاء الحراك وممثلي الحكومات الخليجية.
وقال المصدر لقناة الجزيرة: “الحوثيون يتبعون الشكل الزيدي من الإسلام الشيعي الفريد من نوعه إلى حد كبير في شمال اليمن، ويتهمون من قبل دول الخليج لتلقيهم الدعم من إيران”.
وفي نوفمبر اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة الحوثيين ويعرفون أيضا بـ“أنصار الله”، مجموعة إرهابية، بعد خطوة متقدمة للمملكة العربية السعودية.

يضيف المصدر “أنهم - أي دول الخليج - يتطلعون إلى الجنوب كوسيلة لمعاقبة الحوثيين وحماية أنفسهم ضدهم”.
وعلى الرغم من أنه لم يقل ذلك رسميا بأن دول مجلس التعاون الخليجي من المرجح أن تدعم الانفصاليين، إلا أن بن شعيب يعتقد أن تهديد سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب - وهو ممر بحري حيوي يفصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي ومهم لحيوية التداول التجاري للمملكة العربية والسعودية ومصر - قد يؤدي لدعم رسمي للحراك الجنوبي، بالفعل كما قال.
فرجال الأعمال الخليجيون يساعدون في تغطية كلفة مخيمات الاحتجاج، يقول بن شعيب: “إن عبدالرحمن الجفري وهو مؤيد بارز للحراك، ويقال إن لها علاقات وثيقة مع النظام في الرياض، عاد إلى عدن من منفاه الاختياري في أواخر نوفمبر، وجلب تبرعات مجموعها مليون ريال سعودي أي حوالي 260 ألف دولار أمريكي”.
يوافق الشيخ الجنوبي البارز صالح بن فريد العولقي الذي يحظى بعلاقات وثيقة مع حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأن “دول الخليج قد تحول قريبا موقفها بشأن استقلال الجنوب”، وأضاف “لكنها لن تدعم بشكل كامل الحراك إلا عندما يكون لديها رؤية واضحة من هم قادة هذا الحراك”.
وعلى الرغم من المحاولات المتكررة منذ عام 2011 فقد فشل الزعماء الأكثر شعبية في الحراك مرارا من تشكيل جبهة موحدة.
وأضاف بأن “المشكلة هي كما يقولون - أي الدول الخليجية - كيف يمكننا التحدث مع العديد من قادة الأحزاب والجماعات في الجنوب”، ويقول العولقي: “إذا كنتم ترغبون في التحدث إلينا يجب أن تكونوا متحدين وتشكلون نوعا من مجلس القيادة، وسوف نأخذكم على محمل الجد”.
ويقول العولقي: “إن دول الخليج لديها أيضا مخاوف من أن بعض أبرز قادة الحراك الجنوبي لديهم علاقات مع إيران”، وقال: “نحن في الجنوب من السنة، وليس هناك فرصة لنكون مرتبطين مع إيران”، مضيفا “مستقبلنا مع الدول الأوروبية وجيراننا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى