احتجاجات:حكم مبارك يشعل احتجاجات وموجة من السخرية في مصر

> القاهرة «الأيام» رويترز

> اندلعت احتجاجات في عدد من الجامعات المصرية أمس الأحد للتنديد بحكم قضائي بعدم جواز نظر دعوى جنائية ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وهو الرئيس الذي أشعلت انتفاضة شعبية أزاحته من السلطة عام 2011 آمالا في انطلاق عهد جديد من الانفتاح السياسي.
وتجمع مئات المتظاهرين في جامعة القاهرة ولوحوا بصور مبارك خلف القضبان وطالبوا "بإسقاط النظام" وهو الهتاف السائد في انتفاضات الربيع العربي التي أسقطت وأربكت حكومات من تونس إلى الخليج عام 2011.
ووقفت قوات الشرطة في حالة تأهب عند بوابات الجامعة لمنع الطلاب من نقل مظاهراتهم إلى الشارع.
وقضت محكمة جنايات القاهرة أمس السبت بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضد الرئيس الأسبق مبارك في إعادة محاكمته في قضية تتصل بقتل متظاهرين إبان انتفاضة 2011 التي أنهت حكمه الذي امتد لثلاثين عاما.
واعتبر نشطاء الحكم مؤشرا أخيرا على ضياع الحقوق التي اكتسبت عقب الانتفاضة.
وقتل شخصان وأصيب 13 على الأقل مساء أمس أول السبت عندما أطلقت قوات الأمن عبوات الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق مئات المحتجين الذين حاولوا دخول ميدان التحرير بالقاهرة وهو المعقل الرمزي للانتفاضة ضد مبارك.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن الأمن أغلق محطة مترو أنفاق قريبة في محاولة على ما يبدو لمنع مزيد من التجمعات في وسط المدينة.
وقالت البوابة الالكترونية لصحيفة الأهرام الحكومية إن اشتباكات اندلعت بجامعة الزقازيق بدلتا النيل أمس الأحد واعتقل 11 طالبا بعد إشعالهم النيران في مبنى.
وتكررت تظاهرات مئات الطلاب في عدد من الجامعات. ووقعت اشتباكات بين طلاب جامعة الإسكندرية بشمال البلاد وأفراد شركة أمن خاصة عندما حاولوا إشعال الألعاب النارية داخل الجامعة. كما ألقي القبض على ثمانية طلاب بجامعة طنطا في الدلتا عندما اشتبك الطلاب مع أفراد الأمن الإداري للجامعة.
واعتقل تسعة طلاب بجامعة المنيا في صعيد مصر خلال مظاهرة منددة بالحكم. وشهدت جامعة كفر الشيخ مظاهرة رافضة للحكم لكن لم تقع مواجهات مع الأمن.
وكثير من المصريين الذين عاصروا حكم مبارك قائد القوات الجوية السابق يقولون إنه كان استبداديا واستشرى فيه الفساد والمحسوبية.
وبعد الإطاحة به شهدت مصر أول انتخابات رئاسية حرة وفاز بها محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين لكن أطيح به العام الماضي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وفاز عبد الفتاح السيسي قائد الجيش السابق وقت عزل مرسي بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في مايو أيار.
وسجن مرسي بعد عزله وأعتقل الآلاف من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين وحكم بالإعدام على مئات منهم في محاكمات جماعية أثارت انتقادات دولية.
وعلى النقيض أفرج عن رموز حكم مبارك وأثارت قوانين جديدة تحد من الحريات السياسية مخاوف بين النشطاء من عودة النظام القديم للحكم.
وكتب على صفحة على الفيسبوك تدعو للتظاهر ضد الحكم عبارة "يسقط حسني مبارك.. يسقط كل مبارك.. يسقط حكم العسكر".
ورغم مظاهرات اليوم ومظاهرة وسط المدينة مساء أمس فإن الاستجابة لدعوات التظاهر ضد الحكم تبدو محدودة للغاية ولا تقارن بمظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف بميدان التحرير عندما صدر حكم على مبارك بالسجن المؤبد في نفس القضية في يونيو حزيران عام 2012 وما لبث ان طعن على الحكم واعيدت محاكمته.
وشهد المقر الرئيسي لجامعة الأزهر بالقاهرة حالة هدوء تام ولم يشهد أي مظاهرات ضد الحكم القضائي لقضية مبارك رغم أنها كانت معقلا رئيسيا للاحتجاجات والمصادمات العنيفة مع الأمن خلال العام الدراسي السابق بعد عزل مرسي.
كذلك كان الحال في جامعة عين شمس القريبة التي وقف الباعة الجائلون حول أسوارها يبيعون أغطية الرأس والإكسسوارات للطالبات في هدوء وبلا خوف من اندلاع مواجهات بين الطلاب والأمن.
وقال عبد الرحمن حمادة الطالب في كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر عن موقفه من الحكم "شايف أن الدنيا سودة. أول حاجة فكرت فيها اني أسافر بعد الكلية عشان كدة مفيش حاجة حصلت.. لا ثورة يناير ولا غيرها.. رجعنا لنقطة الصفر."
ومع رؤيته المتشائمة يرى أنه لا جدوى من التظاهر وقال "المظاهرات مش حل وخسائرها أكثر من فوائدها" مشيرا إلى الاعتقالات والإصابات والوفيات التي تقع بين صفوف الطلاب دون جدوى.
وقال بلال محمد الطالب بكلية الصيدلة بجامعة الأزهر "السنة اللي فاتت أثرت على درجات الطلبة فكله انتبه لمصلحته والمظاهرات ليس لها تأثير."
وكان الضباط والجنود يجلسون في حالة استرخاء عند بوابات جامعة الأزهر باستثناء القوات التي كانت تقف بجوار ثلاث مدرعات تؤمن المبنى الإداري للجامعة حيث يقع مكتب رئيس الجامعة.
وأثار الحكم في قضية مبارك أيضا طوفانا من التعليقات والرسوم الساخرة على الانترنت حول عودة الحرس القديم للساحة السياسية.
وانتشر مقطع فيديو على الانترنت يحتوي على رسوم كارتونية لمجموعة من رموز مبارك وهم في زنزانة سجن مظلمة قبل أن يفرج عنهم واحدا تلو الآخر وينتهي الأمر باحتفالهم مع رئيسهم السابق على وقع أغنية تقول "يلا نرجع لمتنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى