> شهدت محافظة عدن هذه الأيام أزمة خانقة في غاز الطبخ، وهو ما جعل الازدحام على محال بيع اسطوانات الغاز يشهد ازدحاماً كبيراً في سبيل الحصول عليها برغم من ارتفاع أسعارها، نتيجة لقلة توفرها وشبه انعدامها في الأسواق، في حين قامت عدد من الحال الخاصة ببيعها لإغلاق أبوابها، فيما الآخرون أعاد أصحاب هذه المحال اسباب انعدام توافر هذه الخدمة في الأسواق إلى شركة الغاز بمدينتي مأرب وشبوة، وموضحين بأن السيارات الخاصة بتحميل هذه المادة وتوزيعها على عموم المحافظات كانت تتم خلال يومين، بعكس ما هو حاصل في هذه الفترة والتي تتجاوز في بعض الأحيان الخمس أيام وهو ما يؤدي إلى تعطيل محال بيع توزيع الغاز، الأمر الذي من شأنه خلق أزمة فعلية لدى المواطن.
المواطن محمد ياسر منذوق أحد الأفراد الذين وقوفوا صفوفاً أمام أحد محال بيع اسطوانات الغاز بمدينة كريتر عدن بغية الحصول على اسطوانة واحدة، منذوق قال لـ«الأيام» “أنا هنا منذ ساعات في انتظار وصول شحنة الغاز، ولكن دون فائدة، وسأضطر إلى العودة لمنزل بدون غاز”.
أما المواطن ناصر مهيوبي فطالب من الجهات الختصة سرعة معالجة هذه المشكلة التي باتت تعاني منها المحافظة قبل أن تستفحل وتتحول إلى أزمة.
وأضاف: “إننا أصبحنا نعاني من ارتفاع سعر الأسطوانة حيث بلغت سعرها إلى 2000 ريالا في المحال، في حين تصل قيمتها في السوق السوداء إلى 2500 ريال”.
ويرى مهيوبي بأن افتتاح فرع لشركة الغاز بكريتر سيساهم في تغطية الطلب في السوق وإخراج المحافظة من هذه الأزمة، أما المواطن رحيم سعد حسين فيعود أسباب الأزمة التي تشهدها مدينة عدن في الوقت الحالي في اسطوانات غاز الطبخ هي الحكومة والتي تسعى إلى رفع تسعيرة هذه الخدمة.
** تعطل إحدى محطات الغاز**
فواز الشرعبي - صاحب محل توزيع وبيع الغاز بمدينة عدن كريتر- أعاد أسباب عدة في وجود أزمة في هذه المادة أولها حدوث عطل في إحدى محطات الغاز بمحافظة شبوة والآخر يتمثل في سعي الحكومة برفع سعر الغاز.
وأضاف: “لقد تسببت هذه الأمور بخلق نوع من الضغط على المحطة التي بدورها تقوم بالتوزيع لجميع مناطق عدن، ونتيجة لهذا التأخير في التوزيع من هذه المحطة يتسبب بخلق أزمة الغاز في في عموم البلاد، وهنا نتمنى أن تحل الحكومة هذه المشكلة سريعاً قبل أن تتفاقم”.
أما إبراهيم أحمد الجزار- صاحب مخبز- فأوضح بأن الأزمة التي تشهدها أسواق المدينة في اسطوانات الخاص بأنها أزمة مفتعلة، وهو ما يؤكدة توافر هذه الخدمة في صنعاء، وتعز، في الوقت الذي تنعدم فيه في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية.
** متوفرة في صنعاء ومنعدمة في عدن**
بدوره أبدى المواطن ضياء علي عبدالحميد عطية تخوفة من استمرار هذه المشكلة بالقول: “أخشى بشدة من استمرار وتفشي هذه الأزمة، ٍوعدم التنظيم في التوزيع لجميع أنحاء اليمن”.
وأضاف: “هناك بعض المواطنين يقولون بأن اسطوانات غاز الطبخ متوافرة في صنعاء، في الوقت الذي لا تتوافر في هذه المحافظة، وواصل: “هناك قلق شديد لدى المواطنين من أن يكون التوزيع لهذه الخدمة عشوائياً، وفي مستودعات تبعد كثيراً عن محل سكن الأهالي، وهو ما يؤدي إلى خلق نوع من الازدحام على هذه المستودعات وإحداث أعمال عنف وبلطجة نتيجة للازدحام، ولهذا نتمنى من الجهات المعنية وضع قواعد تنظيمية تراعي وصول الاسطوانة بسهولة للمواطن خاصة أن المستودعات في محافظة عدن بعيدة عن المناطق السكانية، ويصعب الوصول إليها بسهولة”.
**الأمور في طريقها للتأزم**
من جهته يرى سعيد باخيور - صاحب مطعم في كريتر- تحدث عن هذه الأزمة بالقول: “إن لم تقم الجهات المختصة بتوصيل هذه الخدمة وإيصالها إلى نقاط التوزيع القريبة من المنازل بدلاً من المستودعات البعيدة والتي تقام في الغالب في المناطق النائية بعيداً التجمعات السكانية، فيسخلق هذا الأمر الكثير من المعانات والمخاوف لدى المواطنين، وهنا أحب أن أتوجه عبر «الأيام» إلى المسؤلين والجهات ذات العلاقة بالإسراع لحل هذه المشكلة قبل أن تتأزم الأمور في الأيام القليلة المقبلة”.
بدورهم عبر عدد من أصحاب المطاعم عن تخوفهم من استمرار هذه المشكلة وتحولها إلى أزمة، ومؤكدين في الوقت نفسه بأن اختفاء اسطوانات الغاز الذي تشهده محافظة عدن بأنها مشكلة مفتعلة من قبل الحكومة بغرض رفع أسعارها، والذي من شأنه أن يجبرنا على رفع أسعار المأكولات على المواطنين والذي سيصبحون غير قادرين على شرائها، وهو ما سيضطرنا في نهاية المطاف إلى غلق محلاتنا في هذه الحالة وبذلك ستزيد البطالة أكثر مما هي عليه.