غضب وانتشار مسلح وقطع طرق في مناطق لبنانية بعد اعلان مقتل عسكري محتجز لدى جبهة النصرة

> بيروت «الأيام»أ ف ب

> ينتشر مسلحون منذ صباح أمس السبت في شوارع وطرق قرى عدة في منطقة البقاع في شرق لبنان، بينها قرية البزالية ذات الغالبية الشيعية التي يتحدر منها العريف علي البزال، العنصر في قوى الامن الداخلي، الذي اعلنت "جبهة النصرة" اعدامه الليلة الماضية.
في الوقت نفسه، عمد افراد من عائلات العسكريين والامنيين الآخرين الذين لا يزالون مخطوفين الى قطع طرق عدة في العاصمة اللبنانية والشمال والبقاع بالسيارات والعوائق، مانعين السيارات من المرور، ومطالبين الحكومة اللبنانية بحل قضية اولادهم المهددين بالقتل.
وطالبت عائلة علي البزال الحكومة اللبنانية بتنفيذ الاعدام بموقوفين اسلاميين في السجون اللبنانية ردا على اعدام ابنها، كما اعلنت ان بلدة البزالية ستمنع مرور اي مساعدات متجهة الى اللاجئين السوريين المقيمين في بلدة عرسال القريبة من بلدتهم وذات الغالبية السنية والمتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية.
وقال مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس اليوم السبت ان الحكومة لم تتلق تاكيدا حول مقتل البزال باستثناء ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا الى ان ثلاثة جنود كانوا في عداد المخطوفين وقتلوا خلال الاشهر الماضية على ايدي تنظيمي "داعش" و"النصرة"، و"لم نتسلم جثة اي منهم".
وفي مطلع اغسطس، وقعت معركة استغرقت اياما بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.
وتسببت المعركة بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وانتهت بانسحاب المسلحين من عرسال واصطحبوا معهم عددا من العسكريين.
وفي حال تأكد نبأ مقتل البزال، يكون عدد المخطوفين المتبقين من جنود وعناصر قوى امن لدى الخاطفين 25، هم 16 لدى "جبهة النصرة" وتسعة لدى تنظيم "الدولة الاسلامية".
وكان الاعتقاد السائد بان العدد هو 27 قبل الاعلان عن مقتل البزال، الا ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتولى التفاوض باسم الحكومة اللبنانية مع الخاطفين، ابلغ اخيرا عائلة الجندي علي قاسم، ان هذا الاخير توفي متأثرا بجروح اصيب بها في معركة عرسال بعد اربعة ايام من خطفه.
ونشرت "جبهة النصرة" قبل منتصف ليل الجمعة السبت بيانا على حسابها على موقع "تويتر" مرفقا بصورة للبزال راكعا على الارض، بينما مسلح يطلق النار على رأسه من سلاح رشاش من الخلف.
وقالت في البيان انها نفذت الاعدام ردا على توقيف الجيش اللبناني اخيرا زوجة سابقة لزعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابي بكر البغدادي مع ثلاثة من اولادها بينهم ابنة البغدادي، وزوجة القيادي السابق في "جبهة النصرة" المبايع لتنظيم "داعش" ابي علي الشيشاني مع ولديه.
واوضح المسؤول الحكومي ان هذه التوقيفات جاءت "بناء على شبهات من الاجهزة الامنية في ارتباط المرأتين" بمجموعات متطرفة تنشط في لبنان.
واعلنت "جبهة النصرة" في بيانها انها ستعمد الى قتل محتجز آخر لديها، اذا لم يتم الافراج عن "النساء والاطفال" المعتقلين لدى الجيش.
وقال شقيق الجندي المخطوف ابراهيم المغيط الاربعاء لمحطات تلفزة عدة انه تلقى على هاتفه المحمول رسالة من تنظيم "الدولة الاسلامية" تهدد بقتل شقيقه.
ودفع الغضب الليلة الماضية مسلحين في البزالية ومحيطها الى خطف مواطنين سنة من عرسال. وذكر تقرير امني ان مواطنا من عرسال تعرض لاطلاق نار وقتل. الا ان المصدر اياه اوضح اليوم ان المواطن اصيب بجروح خطيرة، وانه في المستشفى من دون ان يتمكن من توضيح ملابسات الحادث.
كما اشار المصدر الى الافراج عن الاشخاص الذين خطفوا ليلا.
الا ان عائلة علي البزال اصرت على تصعيد موقفها.
وعقد اعيان منها مؤتمرا صحافيا السبت طالبوا فيه من الحكومة اللبنانية "ان تباشر فورا بتنفيذ احكام اعدام صادرة في حق ارهابيين (...)" وهم موقوفون في السجون اللبنانية. كما اكدوا انهم "لن يسمحوا لاي جهة دولية او محلية بالمرور في بلدة البزالية لايصال مساعدات" الى السوريين في عرسال، متهمين هؤلاء بانهم "ليسوا نازحين، بل حفنة من الارهابيين التكفيريين الذين انقضوا على ابناء جيشنا الغالي عند اول فرصة".
وتثير هذه التطورات المخاوف من تصاعد التوتر الشيعي السني في منطقة البقاع، لا سيما في ظل اتهام سكان بعض القرى الشيعية بلدة عرسال ذات الغالبية السنية والحدودية مع منطقة القلمون السورية، بالتعاطف مع المجموعات المسلحة في المعارضة السورية والجهادية منها. وتستضيف عرسال عشرات الوف النازحين السوريين.
ويطالب خاطفو الجنود بالافراج عن عدد من هؤلاء الاسلاميين المخطوفين. وتطالب بعض عائلات العسكريين تحت وطأة الضغوط العاطفية التي تتعرض لها، الدولة بالتجاوب مع مطالب الخاطفين. بينما اعلنت الحكومة حتى الآن رفضها مقايضة السجناء بالعسكريين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى