على خلفية العصيان المدني.. مواطنون:نحن مع عصيان منظم يشل حركة المتنفذين ولا يعطل مصالح الناس

> استطلاع/ محي الدين الشوتري

> أعلن الحراك الجنوبي أمس الأول الإثنين عصيانا مدنيا شاملا شمل كل محافظات الجنوب ضمن خطواته التصعيدية السلمية، هذا الأمر الذي خلق ردور أفعال واسعة في الشارع الجنوبي بين مؤيد ومختلف عن جدوى هذا العصيان من عدمه.
أول المتحدثين كان الأكاديمي بجامعة عدن، وأستاذ الإعلام المشارك الدكتور محمد عبد الهادي، والذي أدلى رأيه بالقول: “أنا مع العصيان المدني السلمي وبقناعة المواطنين لا بفرضه عليهم، ولكني ضد تعطيل المدارس والجامعات والمرافق الخدمية كالمستشفيات، والنظافة، والاتصالات، والبنوك، وغيرها من المرافق ذات العلاقة بحياة المواطن”.
**نريد عصيان يشل حركة المتنفذين**
من جانبه قال عارف ناجي في هذا السياق: “العصيان المدني يجب أن يكون مدنيا بطبيعته يتداعى له المواطن استشعار بالمسؤلية تجاه قضيته تحت هدف يتم تحقيقه من خلال تنفيد العصيان لتعطيل المصالح الهامة للسلطة الحاكمة وبشكل سلمي، وذلك بالدفع وإيصال هدف وفكرة أهمية العصيان المدني إلى كافة الشرائح العاملة بكل المواقع الحيوية لخلق شلل تام بكل المواقع الحساسة، وبشكل طوعي من خلال غرس ثقافة العمل الطوعي المدني، وليس ثقافة القوة والعنف من خلال تحويل دعوة العصيان إلى إجازة رسمية يتم اتباعها إدارة المدارس والمرافق الخدماتية للمواطن التي تمنع حضور الطلاب والموظفين خوفا عليهم نتيجة ما يحدث من اعتداء على المدارس، وبالمرافق الخدماتية عبر إغلاقها بالقوة والتهديد وإشعال النيران، وإغلاق الطرقات لقطع حركة المواطن العادي، وتعطيل مصالحه الشخصية والخدمية أمام حركة نشطة دائمة للنظام الحاكم، والذي يصل بنشاطه إلى قمع وقتل الشباب والأطفال الذين يتم تحريضهم بإغلاق الطرقات بالحجارة.. ولهذا نريد عصيانا يشل حركة مصالح المتنفدين وشركات النفط والقات والميناء الجوي والبحري ومفاصل السلطة، وذلك بدعوة العمال والموظفين بالاستجابة للدعوة لما تحتل من أهمية وتأثير وضغط على النظام الحاكم”.
**ضد العصيان في عدن**

من جهته تحدث شمس الدين البكيلي عن هذا العصيان بالقول: “أنا ضد العصيان في عدن، ومع العصيان في الأرياف، وأرجع ذلك لما يحدثه هذا العصيان من توقف للتعليم في المدارس، وكذا توقف المستشفيات والخدمات الأخرى الخاصة بالصرف الصحي والمواصلات، والتي تصبح شبه موقفة في المدينة”.
أما الإعلامية والمذيعة رضا سلطان فقالت: “أنا حالياً ضد العصيان، وذلك لأني لا أريد الرجوع للمربع الأول من النضال بعد أن قطعنا شوطاً باتجاه التصعيد”.
**نرفض العصيان العشوائي**
الأخت عهد محمد سالم جعسوس قالت لـ«الأيام»: “ما يتم تنفيذه الآن في عدن لا يسمى عصيان، بل يسمى فوضى تضر بالمواطنين من كل النواحي”.
وتساءلت: “لماذا لم ينجح العصيان المدني قبل ثلاث سنوات، ولماذا لم يكن له صدى إلا موت العديد من الشباب الأبرياء، لماذا لم يعملوا شيئا من السنوات الماضية، الكل رافض هذا العصيان بهذه الطريقة العشوائية التي تضر المواطن البسيط، والقضية لا تحتاج عصيانا مدنيا، القضية تحتاج وعيا وثقافة في الحصول على الحق”.
يجب ألا يضر بالمصالح الضرورية
الشيخ جمال أبوبكر السقاف قال: “العصيان المدني وسيلة للضغط على الحكومات، والتعبير عن السخط من أدائها وما أشبه ذلك، وهي وسيلة عصرية، الأصل فيها الإباحة، فالعصيان المدني يشترط فيه عدم تعطيل المصالح الضرورية للناس، وكذا عدم إجبار الناس على تطبيقه، وهو مقياس نجاح أو فشل الدعوة إليه والداعين له، فاستجابة الناس له طواعية مقياس نجاح، وعدم الاستجابة له مقياس فشل”، ودعا السقاف الداعين للعصيان المدني إلى أن “يبينوا للناس لماذا هذا العصيان وما ثمرته وما المراد منه، أمّا إجبارهم عليه فلا ينفع الدعاة له بل يضرهم، وعليه فالعصيان يشترط فيه أمران: أن يكون طوعيا، وأن لا يتسبب في أضرار كبيرة لاتحتمل، أمّا إن كانت الأضرار محتملة فلا تؤثر”.
**نحن مع العصيان المنظم**

الإعلامي ماهر درهم تحدث عن هذا العصيان لـ«الأيام» بالقول: “أنا مع العصيان المنظم، والذي يضر بالدرجة الأولى بمصالح نظام صنعاء في الجنوب، ولستُ مع العصيان الذي يتضرر منه أبناء الجنوب”.
وأضاف “العصيان جاء لإيصال رسالة مفادها أن أبناء الجنوب يرفضون أي حلول تنتقص من هدفهم الإستراتيجي المتمثل باستعادة الدولة، ولهذا لابد أن يكون العصيان المدني مخطط له، ويجب أن يكون أكثر فعالية من العصيان الذي نشهده الآن”.
**المرحلة الأخيرة من عمر الثورة**

أما الصحفي سعدان اليافعي فقال: “العصيان هو أرقى صور النضال السلمي ومرحلة أخيرة من عمر أي ثورة، وبه تتحق المطالب والمتمثلة بضرب مصالح نظام صنعاء”.
وأضاف “رغم عشوائية خطواتنا الثورية، ولكن أعتقد أن تنفيذ العصيان في هذه الظروف قد حقق أمورا كثيرة، وحرك الجمود الثوري، بالإضافة إلى إعداد زخم الثورة إلى الواجهة، ولهذا ما نتمناه هو أن يكون العصيان ضد نظام صنعاء، وليس ضد مصالحنا كمواطنين بسطاء فلا قيمة من عصيان لا يؤدي الهدف العام الذي نفذ من أجله”.
واختتم اليافعي حديثه بالقول: “العصيان لا بد منه، ولكن بطرق مدروسة وخطوات حضارية يُحقق النجاحات مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك قوى تريد جر الثورة إلى مربعات أخرى، فالخوف من السقوط مثلما حصل لساحة المنصورة بذرائع العصيان، والتي استطاعت تلك القوى تنفيذ مآربها يجب أن نستفيد من تلك الأخطاء مع الأخذ بالعصيان إلى ما هو أفضل”.
**لقد حقق نجاحاً كبيراً**
الشاعر الشاذلي الصبيحي بدوره تحدث عن هذا العصيان بالقول: “إن العصيان المدني الذي نُفذ اليوم (أمس الأول) قد حقق نجاحاً كبيراً، أبرزها إغلاق جميع المحال التجارية، والمؤسسات التعليمية وغيرها”، وشدد الصبيحي على “ضرورة إيجاد برامج عقلانية تحافظ على نهج الحراك السلمي حفاظاً على أرواح المعتصمين، وضرورة إيجاد برامج إعلامية منظمة ومكثفة، مع ضرورة تنظيم مسيرات أسبوعية إلى أمام قنصليات الدول المتعاطفة مع قضيتنا”، داعيا في الوقت نفسه المكونات بهدف استعادة الدولة إلى ضرورة دراسة المستجدات الراهنة، وتفهم طبيعة المرحلة بما يعزز التلاحم ويفضي إلى تحقيق الهدف الذي ننشده”.
أما سالم الكثيري فعبر عن رفضه للعصيان ومرجع الأمر إلى الخسائر التي يتسبب بها على المواطن البسيط وكذا الطالب.
المواطن نادر عليب قال: “أنا مع العصيان ولكن لستُ مع قطع الطرقات”. أما المواطن عبود القادري فأعلن تأييده للخطوة، مؤكداً بأن “العصيان خطوة متقدمة في النضال السلمي حتى استعادة الدولة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى