المسرح في عدن (2)

> خالد سيف سعيد

> في هذا الحيز نتناول الجزء الثامن والأخير من فصل (المسرح في عدن) من فصول (تاريخ مدينة عدن وضواحيها) للمؤلف الأستاذ خالد سيف سعيد عبدالله.
“علي حسين طز البيسة” التي تملك مقومات النص المسرحي بصورة كوميدية جيدة والسبعينات تأتي مسرحية المسيبلي “الوجه المشطور” وهي في مستوى النصوص العربية التي تقدم في الوطن العربي كنص مسرحي يمني وإلى الثمانينات حيث ظهرت مجموعة من الشباب بنصوص مسرحية جديدة كمسرحيات “الكون”، دائرة شؤون الزير، سعيدة، الشغل لما الأذون، المخدوعة”، وغيرها من المسرحيات، بينما يتطرق الفنان المسرحي محمود أربد قائلاً “إن الحركة المسرحية في عدن بعد الحرب العالمية الثانية توقفت إلا بعض الأعمال المتواضعة المعدة.. في فترة الكفاح المسلح توقف النشاط المسرحي باستثناء ما يقدمه التلفزيون حتى عام 1968م بحيث قدم أول نص بعد الاستقلال في ملعب الحبيشي بعدن باسم شهيد الوطن، إلى جانب ذلك من الأعمال المسرحية التي كتبها في الخمسينات الأديب الراحل حسين باصديق وعرضها المسرح قبل الاستقلال فهي: “بائع البطيخ، الذكريات الأليمة، فرقة العيد، الرمان، الطالب الفقير، العربة السوداء”، وغيرها، كما قدم باصديق بعض المسرحيات بعد الاستقلال.
كان لانتشار التعليم في عدن دور كبير في توعية الشباب وإبراز قدراتهم ومواهبهم الفنية مما أدى إلى تشكيل فرقة مسرحية صغيرة للوهلة الأولى، وتطورت هذه الفرق ولعبت دوراً بارزاً في إظهار الحركة المسرحية في اليمن وبالذات عدن، فأصبحت سباقة في هذا المجال على مستوى الجزيرة والخليج العربي، أما الأسباب التي أدت لظهور المسرح في الجنوب قبل الشمال فهي كالآتي:
-1 الوجود المبكر للتعليم النظامي وطرق وسائل تدريس حديثة عما هو قائم في الشمال.
-2 انتشار الصحافة وتناولها في بعض المواضيع لقضايا الفن المسرحي ولو بشكل ضئيل وسطحي للمناقشة.
-3 اختلط السكان بغيرهم من الوافدين من بلدان أخرى لهم معرفة بهذا النمط الفني.
-4 كان لظهور السينما مبكراً هناك تأثير في الجانب.
-5 الاحتكاك بالعلم عن طريق الحركة التجارية وميناء عدن.
بذلك نقول بأن عدن كانت رائدة الحركة المسرحية في اليمن بشكل خاص والخليج والجزيرة العربية بشكل عام في الثلاثينات والأربعينات وكان من الأوائل في الحركة المسرحية أمثال: عبدالرحيم خان، والمستر حمود، أحمد محمد آل يعقوب، محمد عبدالرحمن مكاوي، أحمد سعيد الأصنج، علي الجراش، عباد محمد جعفر، علي صالح مسيبلي، محمد علي لقمان، محمد أحمد حيدرة، والذي قام بتأسيس أول فرقة من نوعها عام 1926م وبعد ذلك فرقة محمد عبدالله الصائغ 1933م وفرقة نائف السيد 1934م وغيرهم من الرواد الأوائل في الحركة المسرحية في عدن.
وبعد الاستقلال قدم معتوق عبدالباري أول مسرحية سياسية في مسرح التلفزيون أي في ديسمبر 1968م بعنوان “أيام العز” مثلتها الفرقة القومية للمسرح التي تشكلت بعد الاستقلال من دمج جميع الفرق والمسرحيات في عدن، وقد لمع في تمثيل الدور الرئيسي فيها علي أحمد يافعي، وأيضاً في نفس العام قدم التلفزيون مسرحية بعنوان “المؤجل” تأليف محمد عبده غانم تمثيل الفرقة القومية، وكذلك مسرحية بعنوان: “فجر العودة” تأليف عبدالمجيد القاضي تمثيل الفرقة القومية ومسرحية “الأرض” تأليف سعيد عولقي وهي مسرحية باللهجة الريفية تصور أزمة العدالة في الريف وفساد الجهاز القضائي، ومسرحية بعنوان “من الزائر” تأليف محمود أربد تمثيل الفرقة القومية وواصلت فرقة المصافي الكوميدية تقديم مسرحيات كوميدية من تأليف وإعداد وإخراج محمد مدي في نفس العام.
وبعد الاستقلال انشئت دائرة المسرح في وزارة الثقافة والإعلام عام 1973م وحددت مهامها بالتخطيط والإشراف وقيادة العمل المسرحي في الجمهورية حينذاك، وفي يوليو 1976م جاء تأسيس فرقة المسرح الوطني بقرار وزاري لتتبع قسم المسرح بوزارة الثقافة والسياحة وشكلت هيئتها الإدارية برئاسة عبدالله المسيبلي فيما عُين علي أحمد يافعي سكرتيراً، وأحمد عبدالله حسين، ومحمد عبدالرحيم أعضاء إداريين، وضمت الفرقة عدداً من الأعضاء من الفرقة الأهلية ومن المواهب المسرحية، فقدمت فرقة المسرح الوطني مسرحية بعنوان “فتاتنا اليوم” تأليف علي صالح مسيبلي في أبريل 1977م وفي سبتمبر 1977م قدمت الفرقة مسرحية بعنوان “ذي زرعتوه اصربوه” تأليف وإخراج علي أحمد يافعي، وأيضاً في ديسمبر 1977م قدمت الفرقة المسرحية بعنوان “التركة” تأليف سعيد عولقي.
وبعد قيام الوحدة اليمنية عرضت جزأها الثاني ونالت المسرحيتان إعجاب الجمهور وحظيتا باهتمام كبير لدى المشاهد اليمني، وكذلك بعض المسرحيات الجديدة التي عرضت في عدن كمسرحية “يابلاشاه بالبلاش” وغيرها من المسرحيات الاجتماعية الهادفة والناقدة للأوضاع والتي قدمتها فرقة خليج عدن الشبابية، كمسرحية “معاك نازل” للمخرج الشاب عمرو جمال وغيرها من المسرحيات، وهذه كانت بجهود ذاتية.
وحالياً الواقع المسرحي في عدن يكاد يكون مهمشا لعدم وجود الإمكانيات المادية والمعنوية، إلى جانب عدم وجود المسارح الخاصة بعرض المسرحيات ما أصاب الواقع المسرحي بعدن بحالة من الجمود والانكماش.
**خالد سيف سعيد**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى