مجلس التعاون.. الأفق والتوازن

> علي سالم اليزيدي

>
علي  سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
في الدورة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الدوحة بدولة قطر الشقيقة نجح المجلس في التطرق إلى كثير من القضايا العربية التي تستحق الوقوف أمامها مثل قضية اليمن وسوريا وليبيا والعراق وقضايا ذات أهمية إقليمية، كان لا بد للمجلس الذي تأسس في 25 مايو 1981م وشكل التوازن المطلوب في المنطقة منذ فترة التأسيس، أن يقف أمامها، وجاء هذا متزامنا مع الاتجاهات الأوروبية والعربية المعتدلة التي فكرت في نقل وحل قضايا النزاع في الشرق الأوسط إلى الدول المعتدلة النفطية وإيجاد حلول لها قياساً على الأوضاع المستقرة لديهم وما تشهده الدول المجاورة من أنظمة عقائدية وثورية تهتز بين حين وآخر ولا تحظى بالرضى الإقليمي ولا الدولي.
وفي هذه الدورة على الرغم من أن المجلس قد أقر مبادرة خاصة باليمن واستثنى من ذلك المرور على الجنوب جاءت تصريحات الاستاذ عبداللطيف الزياني امين عام المجلس قبل الانعقاد حول استبعاد أية مبادرة جديدة بخصوص اليمن، وهو في حد ذاته من المؤشرات السياسية التي تشعرك بأن هناك شيئا يتحرك في المنطقة ولا بد من الالتفات إليه ولا يجوز تجاهله بأي حال من الأحوال، وهذا دليل على أن قضية الجنوب قد دخلت وهي في الملفات الآن، وأن المسألة في علم السياسة تحتاج إلى بعض الوقت وعلينا بالصبر.
مجلس التعاون الخليجي بعد كل هذه الفترة لايزال أمام أفق لم يتسع بعد إلى أكثر من المساحة المقررة، وهو مطالب باتخاذ قرارات ذات أفق تلبي التطورات الجديدة التي تقابلها المخاوف على الأرض وما حول الخليج من تدخلات وبوارج وتطرف وجزر ومياه واضطرابات، ويقال دائما يمكنك أن تحمي هذا الجدار بعض الوقت لكن لا تستطيع أن تقف أمامه كل الوقت، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وهنا يكون الوقت قد فات على المثل القائل (خلفة منها الريح سدها واستريح).
اللفتة الرائعة التي شهدناها في الدوحة المدينة الجميلة وشقيقة الليل والأضواء هي تكريم سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت باعتباره قائد الإنسانية في الأعمال الإنسانية والإغاثة والمساعدات، وهذا شيء حقيقي وله تاريخ مع دولة الكويت والمثل عندنا وعند موريتانيا ودول آسيا الفقيرة بل وقوميات مضطهدة كانت الكويت النصير والصديق واليد التي امتدت لهم في لحظات عزت فيها القلوب والأيادي والدول، تهنئة للكويت ولأميرها ولتاريخها ولشعبها العظيم.
مجلس التعاون الخليجي لايزال يمسك بميزان التوازن وهذه الحسنة الجيدة التي لعبت دورا في المنطقة بالرغم من أنه لم يرتق وينجح في توحيد كثير من القضايا الخليجية الشعبية والسياسية والاجتماعية، وربما تتاح له فرصة قريبة في ذلك، ونحن في الجنوب نتطلع إلى أن ينظر إلينا بقدر ما هو موجود على الأرض وليس بالعواطف ولا بالهتافات أو الوفود، وأن ندخل في الفؤاد الخليجي بسلاسة تنفذ إلى الصدور برداً وسلاماً علينا وعليهم، ولازلنا ننظر إلى مجلس التعاون الخليجي كما يقول المثل “أهلي وإن جاروا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى