الفقيد أحمد محمد الكازمي مؤسس منظمة حقوق الإنسان في اليمن

> عياش علي محمد

> عندما نتحدث عن حقوق الإنسان في اليمن تبرز لنا صورة الدكتور أحمد محمد الكازمي، الذي وضع أول لبنة لمنظمة حقوق الإنسان في اليمن، حين قام بتأسيسها في 1988م كأول منظمة حقوقية في تاريخ اليمن المعاصر.
والدكتور الكازمي من مواليد محافظة أبين (الدرجاج) وحائز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جمهورية بلغاريا، وتولى مناصب عديدة أهمها أنه كان عضواً في مجلس الشعب الأعلى في الجنوب، ثم عضواً في مجلس الشعب في الجمهورية اليمنية بعد قيام الوحدة بين الدولتين (الشمال والجنوب) عام 1990م.
وفي تاريخه العملي كرئيس منظمة حقوق الإنسان في اليمن اشتهر بعدائه السافر للشخصانية العالية والطائفية والمناطقية، وكان خصماً عنيداً للكارهين للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وكان يحتل مركز الصدارة في المناداة بحقوق الإنسان في اليمن، وإنهاء ماضي عبودية المنصب والمال والسلطان الذي استعبد الإنسان ونزع عنهم حرياتهم من قلوبهم.
وكان الدكتور أحمد محمد الكازمي ـ رحمة الله عليه - يتمتع بمواصفات ميزته عن غيره، فقد كان صاحب المثل العليا في تقديم خدماته للناس، وكان يشاركهم مشاركة وجدانية في أفراحهم وأتراحهم، وكان يمتلك نظرة سامية لأي متطوع من الشباب يقوم بدور المدافع عن حقوق الإنسان حتى كان يسعى لتطوير أدوارهم في الممارسات السياسية الموجهة لحقوق الإنسان.
وأكبر وقفة تاريخية ووطنية قام بأدائها الدكتور (الكازمي) أنه حاول إنقاذ المجتمع اليمني من سيكلوجية العجز أمام موروث اليمن الطائفي والمناطقي والديني المشوه، وحاول بدلاً عن ذلك بناء قيم المساواة والحرية المدنية والفكرية والاجتماعية والعدالة، وقد تعرض الفقيد (الكازمي) للكثير من المضايقات من نظام الرئيس السابق، الذي عكر مزاجه نشاط الفقيد الحقوقي وأمر باعتقاله، ولجأ الدكتور الكازمي إلى منظمته لحقوق الإنسان ليعتصم بدارها، وأعلن الإضراب عن الطعام وظل كذلك حتى انفرجت الأزمة.
وبعد كل ذلك المشوار الذي قضاه الدكتور في خدمة حقوق الإنسان، جاء الوقت الذي دفع فيه ثمناً باهظاً من حياته مقابل السنوات العجاف التي ناضل فيها كي يغير نحو الأفضل، وفاجأه المرض، وظل طريح الفراش ولم يلتفت إليه أحد، وغادر الحياة وهو يحمل على اكتافه آلام الفقراء والمعوزين ومسلوبي الحق في بلاده وكانت وفاته في 18 مارس 2013.
وفي هذا السياق نطلب بكل روح ودية من الأخ وزير حقوق الإنسان أن يتكرم ويعيد الاعتبار لهذا الأستاذ الفاضل الذي أفنى حياته في خدمة حقوق الإنسان، بأن يمن عليه بالتكريم اللائق بدوره الريادي في حقوق الإنسان.
**عياش علي محمد**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى