رثاء إلى روح الفقيد المناضل صالح مدرم

> أحمد عمر العبادي المرقشي

>
أحمد عمر المرقشي
أحمد عمر المرقشي
في يوم الإثنين الموافق 8 ديسمبر 2014م وفي الساعة الرابعة عصرًا تلقيت اتصالا هاتفيا من الأخ العزيز جعبل ناجي المصعبي يبلغني بأنك في المستشفى قسم الإنعاش، فقلت له إذا تعافى أبلغه سلامي وقل له سامحني وهو مسامح دنيا وآخرة.. وكان الخبر بالنسبة لي مؤلمًا، وقال لي بأن الأسرة كلهم بجانبك لقد سألوه عني وأنهم يدعون لي بالفرج، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يشفيك ويعودك لهم سالما غانما يا أعز مخلوق عرفته في حياتي أنت أخ وصديق وفيٌ وأصيل يا أبو محمد.
وفي الليلة نفسها وفي الساعة الثامنة والنصف مساءً تلقيت نبأ وفاتك عبر التلفون وكان بجانبك عمك وصهرك الحداد ناجي وجعبل وإخوانك، أبلغتهم تعازيي الحارة وقلت لهم إنك من السابقين ونحن من اللاحقين قريبًا بإذن الله.. وقد كان الخبر كصاعقة بالنسبة لي، إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبر هذا المنبر الحر صحيفة «الأيام» أخاطب روحك الطاهرة الغالية أبعث رثائي عبر الأثير أخاطب روحك أيضًا أيها الأخ العزيز الوفي والأصيل المناضل صالح سالم مدرم (أبو محمد) فأنت من معدن أصيل ويعلم الله أنك من أسرة كريمة مناضلة عبر التاريخ، كلما تذكرت اسم مدرم تذكرت الأغنية الوطنية للثائر التي تقول (فين مدرم عايش لا يزال) فأنت عايش بروحك معي ومع محبيك وأمك الجنوب ولن أنساك ماحييت بالدعاء لك إن شاء الله، كيف أنسى اتصالاتك بي كل أربعاء عبر تلفون الأخ د. جلال الزيقي حفظه الله ورعاه حتى وأنت في أرض الكنانة مصر العربية، داخل أحد مستشفياتها تتصل بي كل أربعاء، وكذا تتصل بولدي عبد الحكيم ومنصور وتتواصل معهما عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) باستمرار، والله إني فقدت أخا وصديقا وفيا بمعنى الكلمة، ولكن هذه مشيئة الله اقتضى قدر الله، فلله الحمد على كل حال، رحمك الله وطيب ثراك وأسكنك فسيح جناته، وكما أساله سبحانه وتعالى أن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.. فقد كانت محبتنا لله وفي الله .. رحمك الله وطيب ثراك يا ابن مدرم.
أخي أتذكر كلمة (بوبوه) في كل اتصال معي وحتى وأنا أكتب هذه الأسطر أبعثها لروحك الطاهرة.
فمهما كتبت عبر هذا المنبر فلن أوفي حقك وحبي لك.. أدعو الله عز وجل أن يغفر لك ويرحمك ويسكنك فسيح جناته أنت ووالديك ووالدينا وجميع المسلمين .. آمين يارب العالمين.
لا أنسى أنك تتصل بي من ساحات الشرف والكرامة بساحة الحرية بخور مكسر وأنت مريض تحلم بالحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب.. أبشرك بأن النصر آتٍ والفرج قريب بإذن الله والنصر آت أيضًا بمشيئة الله .. ودماء الشهداء والجرحى والمعتقلين في سجون الاحتلال هنا وهناك، على خطاكم سائرون حتى تقرير المصير، واستعادة دولة الجنوب العربي الحر المحتل منذُ صيف 1994م.
عزائي لنجلك المبارك محمد وإخوانه وشريكة حياتك وآل مدرم وآل ناجي المصعبي وآل أمشعة مسقط رأسك بمديرية لودر ومحبيك في عدن والجنوب عامة.
اللهم ألهمني وألهمهم الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
أخوك الشهيد الحي بإذن الله الأسير الجنوبي أحمد عمر العبادي المرقشي من خلف قضبان الظلم وطغيان الاحتلال الأحمري بسجن صنعاء المركزي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى