القائد الصغير.. برنامج دولي تدريبي يبدأ أولى دوراته من مدينة عدن

> استطلاع/ فردوس العلمي

> تكوين الشخصية تأتي من الصغر، وتعليم الطفال صفات القيادة منذ صغره ستجعل منه قائداً في مستقبله المنظور، وسيتمكنه من مسك زمام الأمور واتخاذ القرارات الصائبة التي ليست على مستوى حياته الشخصية بل على مستوى الوطن ككل.
برنامج القائد الصغير أخذ على عاتقه هذه المهمة، فهو برنامج تدريبي يهدف إلى تنمية هذه الملكات والقدرات لدى الأطفال ليجعل منهم قادة في المستقبل وليغرس فيهم شخصية القائد والثقة بالنفس.
هذا البرنامج اتخذ (بناء الإنسان قبل بناء الأوطان) شعاراً له.
وبدأ دوراته وانطلاقته من مدينة عدن بدورة تدريبية استهدفت كوكبة من هذه الفئة، والتي تتراوح أعمارهم ما بين 10-15 عاما من الجنسين ليكونوا قادة في المستقبل.

«الأيام» التقت بعدد من الأطفال والقائمين على التدريب لمعرفة مدى استفادة هؤلاء الأطفال من هذا البرنامج التدريبي، والذي استمر لثمانية أيام، والهادف إلى بناء شخصية الطفل القيادية، وكذا التعرف على المهارات التي يتمتع بها الصغار وتنميتها وخرجت بالحصيلة الآتية.
الطفلة أزهار أحمد
الطفلة أزهار أحمد
الطفلة أزهار أحمد (خامس ابتدائي) تحدثت عن جانب مما تعلمته في هذه الدورة ومدى استفادتها بالقول: “لقد استفدت من هذا الدورة كثيراً أبرزها معرفة معنى العلاقات الإنسانية، ومميزات القيادة، وكيف نبني علاقاتنا مع الآخرين، أيضاً تعلمتُ أشياء كثيرة، وإن شاء الله سأنفذ كل ما تعلمته في حياتي العملية والخاصة، كما تعلمنا بأن التعاون أساس النجاح”.
أما الطفلة نصيبة مروان (عشر سنوات) فقالت: “تعلمتُ بأنني حين أكون قائدا لا يعني أن أتعالى على الناس، ولكن أجعلهم يحبونني، وأن يشعروا بأني واحدا منهم، ومصلحتهم من مصلحتي”.
الطفلة نصيبة مروان
الطفلة نصيبة مروان

وأضافت “سأعمل على تطبيق المبادئ التي تعلمتها في كل مكان أستطيع الوصول إليه، وهنا أوجه الشكر إلى المدربين لسعيهم الجاد في توصيل المعلومة لنا بصورة مبسطة استفدنا منها الكثير، وكما عرفنا بأن كسب الآخر يورث الحب والود والاحترام”.
مختتمة بالقول: “سوف أعمل مبادرة نظافة في المدرسة سنبدأها من الصف وصولا إلى ساحة المدرسة لتكون مدرستنا نظيفة”.
**سأعلم الآخرين**
أبرار وهيب هائل
أبرار وهيب هائل

أبرار وهيب هائل (عشرة أعوام) عبرت لـ«الأيام» عن ما تلقته من تدريب في هذه الدورة بالقول: “لقد تدربنا كيف نكون قادة، وكيف أدير شأني وشئون الآخرين، وكيف أُنظم حيات، بالإضافة الكيفية التي من خلالها أن أغير من أسلوبي الحالي”.
وأضافت “ولهذا سأعمل على نصح الآخرين، وتوجيههم مستقبلاً، كما سأعمل على نقل المفاهيم والمصطلحات والمهارات والمعلومات التي تعلمتها إلى الزملاء الذين لم يتحصلوا على فرصة (كيف يكون قائد) ليستفيدوا منها”.
أما حسن السقاف (11عاما) فقال: “لقد تدربنا كيف نكون متعاونين، وكيف نبادر إلى فعل الخير والتعاون، وكيف نكسب الآخرين بالحب والاحترام والعمل الجاد، ومن هنا سأحاول نقل كل ما تعلمته إلى زملائي حتى ينال ثمار هذه الدورة الآخرون أيضا”.
**تعلمت القيادة بنفسي**
خديجة محمد
خديجة محمد

خديجة محمد (12عاما) عبرت عن ما استفادت منه في هذه الدورة بالقول: “في هذه الدورة تعلمت ماذا تعني القيادة، ومن هو القائد، كما تعلمت كيف أكون شجاعة وصبورة لأتمكن من حل مشاكل الآخرين، كما تعلمت بأن لا أكون حقودة، وأن الحب، والاحترام، والطيبة، والشجاعة تكسب ثقة الآخرين، ولهذا سأعمل على توعية زميلاتي لأعلمهن مهارات القائد”.
واختتمت بالقول: “لقد كنت في الماضي أخاف في السابق، لكن الآن امتلكت الكثير من الشجاعة من خلال تدربي في هذه الدورة”.
أما نور شوقي (سادس ابتدائي) فقالت: “تعلمنا الكثير وعرفنا أشياء كثيرة كانت مجهولة”.
وأضافت “لقد استفدت الكثير من هذا الدورة، حيت تسهل عليّ عملية البحث في مواضيع البحوث التي تطلب مني”.
**نسعى لخلق جيل قائد**
شوقي عمر السقاف
شوقي عمر السقاف

بدوره تحدث رئيس مؤسسة (القائدة للتدريب والتنمية - عدن) شوقي عمر السقاف عن فكرة هذه المؤسسة وأهدافها بالقول: “لقد جاءت فكرة القائد الصغير من شعار مؤسستنا ننطلق (بناء الإنسان قبل بناء الأوطان)، حيث عملنا عام 2013 م برنامج إعداد قادة مدربين، نتيجة للأزمات التي عصفت بالبلاد، وكذا البلدان العربية، وضاع الشباب نتيجة لانتشار الظواهر الداخلية على مجتمعنا، بالإضافة إلى عدم اهتمام الدولة بشكل عام بهؤلاء الشباب،
ولهذا جاءت هذه الفكرة والاهتمام بهؤلاء الأطفال، حيث إن بناء الطفل من الصغر مهم جداً بشكل صحيح، وتنمية مهاراته وقدراته في مجالات عدة كإدارة الأفراد، والعلاقات الإنسانية الاتيكيت (حسن التصرف)، وكيفية إلقاء الخطابة، والتي من شأنها تنمي قدرات الأطفال”.

وتمنى عمر في سياق حديثه مع «الأيام» من الدولة أن “تهتم بالجيل الصاعد”.
وأضاف “نحن في مؤسسة القادة مستعدون لتبني مثل هكذا مشاريع، ولكن الدعم دائماً ما يقف عائقاً أمامنا، كون هذا البرنامج كان بدعم ذاتي وبرسوم عشرة ألف ريال، كما أن هناك خصم إلفين ريال لتصبح قيمة الدورة 8000 ألف ريال، بلإضافة إلى أن هناك خصم للأبناء ممن أخذ أحد أفراد أسرتهم دورة من السابق بالمؤسسة”.
وأضاف “هذا البرنامج (القائد الصغير) له طلب من بعض الدول العربية كفلسطين، ولكن صعوبات الانتقال إلى فلسطين حالت دون ذلك، ولهذا نحن مستعدون منحهم هذا البرنامج بصورة مجانية”.
وواصل “هناك فكرة بأن يكون هذا البرنامج نواة لكتب (القائد الصغير)، كما أن هناك فريق عمل يعمل على إعداد هذا الكتب لتكون كمرجع”.
ولهذا حرصنا كثيراً في اختيار المدربين لنصل إلى الهدف من البرنامج، ولهذا إذا لم يستطع المدرب الوصول إلى الطفل لن نحقق الهدف، ولدينا دورة قادمة مع فئة الأطفال الأيتام”.
واختتم بالقول: “لقد حرصنا قبل بدء البرنامج على توعية الأسر عن كيفية التعامل مع ابنها كقائد صغير، وذلك ليستطع الأب أن ينمي هذه المهارات في طفله”، مقدماً في ختام حديثه “شكره لصحيفة “الأيام” على جهودها في نقل نجاحات منظمات المجتمع المدني”.
**على الدولة الاهتمام بالموهوبين**
ميعاد محمد جمن
ميعاد محمد جمن

بدوره تحدث ميعاد محمد جمن، مدرب برنامج (القائد الصغير) لـ«الأيام» ومدى تفاعل الأطفال بالقول: “لقد تفاجأت بهؤلاء الأطفال وبمستوياتهم العالية، إنهم أطفال متميزون وشكلوا مجموعة متميزة، وهذا يدل أنه تم اختيارهم بعناية”.
وأضاف “من خلال تعامل معهم أيقنت بأن هؤلاء الأطفال تلقوا تربية عظيمة، فقبل أن يخوضوا تجربة (القائد الصغير) تمرنوا ببرنامج أكبر هو (الأسرة والمدرسة)، وهو ما مكنهم من تقبل هذا الموضوع والتفاعل معه”.
وأشاد جمن باختيار اسم البرنامج متمنياً الاستمرار بهذا البرامج، وكذا بضرورة اهتمام الدولة بهؤلاء الموهوبين والمبدعين، كون الاهتمام بهؤلاء يعتبر جزء من رقي البلد القادم”.
كما تمنى جمن من هذا البرنامج أن “يكون عبارة عن عملية تسلسلة يتم في آخرها اختيار الصفوة من هؤلاء القيادة ليكونوا هم المدربين في المستقبل”.
 تيسير الغرباني
تيسير الغرباني

من جهته تحدث تيسير الغرباني المسئول المالي والإداري، ومنسق برنامج (القائد الصغير) قائلا: “يستهدف هذا البرنامج حالياً مديرتي المعلا والتواهي”.
وأوضح الغرباني بأن “فكرة هذا البرنامج جاءت نتيجة لما شاهدناه في وقتنا الحاضر من فئة الأطفال كالقيام بقطع وإحراق الإطارات في الطرقات، ومن هنا جاءت هذه الفكرة لنعمل على تعليم هذه الفئة الكثير من المحاور التي تساعدها في الرقي بأفكارهم”.
وأضاف “تعد مدينة عدن هي نقطة الانطلاق لهذا البرنامج”.
وعن الصعوبات التي واجهتهم قال: “نظرا للتقييم القبلي والبعدي للدورة لم نواجه أي صعوبات، بل إن المدربيين عملوا على تعديل البرنامج لما وجدوه من نضج لدى هؤلاء الأطفال”.
(القائد الصغير) برنامج تدريب ينمي الملكات الموجودة لدى الأطفال، ويغرس فيهم شخصية القائد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى