اليمن.. في الأفلام الأجنبية

> «الأيام» متابعات

> نشرت مجلة “العربي” الكويتية في عددها 671 لشهر أكتوبر 2014 بحثا مطولا بعنوان (سينما اليمن الوليدة في عيون سينمائيي العالم) للكاتبة والصحفية اليمنية الزميلة (أفراح ناصر) نستعرض في هذا الحيز فقرة من هذا البحث الهام الموسومة (اليمن في الأفلام الأجنبية):
لم تكن هذه هي الحال للواقع الفني الثقافي لليمن في سبعينيات القرن الماضي، فقد كانت البلاد تزخر بدور عرض سينما يعود تاريخها إلى عام 1910.
في البداية كانت دور السينما متمثلة في عروض متحركة في مدينة عدن لأفلام صامتة كأفلام شارلي شابلن وغيرها، ومع الوقت كانت دور عرض السينما في أوجها في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان يتم عرض أفلام سينمائية مصرية وهندية وعالمية، في ما يناهز 50 دار عرض منها “سينما الراديو” في منطقة المعلا و “السينما الشعبية” في منطقة الشيخ عثمان و “سينما هريكن” في مدينة عدن.
خلال التسعينيات تم إغلاق العشرات من دور السينما ماعدا ثلاث دور عرض فقط، هي اليوم مسارح رثة، منسية، مهترئة، تعرض فيها أفلام بشكل اعتباطي أو مجرد مباريات كرة قدم بواسطة بروجكتور، وأحيانا يتم تأجيرها لمناسبات أعراس.. التراجع يعود لمزيج من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ورغم أنه لا يوجد قطاع صناعة سينما كبير في اليمن، إلا أن فيض الإنتاج الفني والسينمائي الحالي مليء بتجارب تحاول أن تؤسس بصمتها المليئة بأصوات يمنية.
ولعل الحاضن الوحيد المتاح حاليا يتمثل في عدد من المهرجانات الفنية التي تقدم حيزا يبرز تلك الأعمال، على سبيل المثال، فإن مهرجان اليمن للأفلام القصيرة في صنعاء هو أول مهرجان يقام في البلاد يُعنى بالإنتاج اليمني للأفلام، ومنذ إنشائه في العام 2012 وهو يقوم بدور ملتقى فني، ويعتبر حدثا فنيا يعمل على تشجيع وإبراز المواهب الفنية الشبابية.
هناك أيضا مهرجان آخر أقيم للمرة الأولى في بداية هذا العام، هو المهرجان اليمني الدولي للأفلام والفنون الذي أقيم في أمريكا من قبل شبكة مشروع السلام في اليمن (Yemen peace project network) التي تهدف إلى خلق جسر تواصل وتفاهم بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية، وفي دورته الأخيرة عرض مايقارب الـ 25 فيلما عن اليمن، بعد أن تم إقامة الدورة الأولى للمهرجان في أمريكا في شهر يناير الماضي، شهدت كل من مدينتي عدن وصنعاء عروضا لأفلام مختارة من المهرجان بالتعاون مع عدد من المراكز الثقافية المحلية اليمنية، وشهدت مدينة حضرموت أيضاً في بداية هذا العام تدشين مهرجان حضرموت السينمائي الأول للهواة الذي أقيم في قاعة مكتبة الطفل في المدينة.
**اليمن في الأفلام الأجنبية**

من أقدم الأفلام التي أنجزت عن اليمن الفيلم الروائي الطويل “ثورة اليمن” في مطلع الستينيات للمخرج المصري الراحل عاطف سالم. يحكي الفيلم عن قصة كفاح الشعب اليمني وثورته (المعروفة بثورة 26 سبتمبر) بقيادة عبدالله السلال ورفاقه من قادة الجيش والمثقفين من خريجي الجامعات على نظام الحكم الإمامي في العام 1962، ووفقاً لعدد من النقاد، فإن الفيلم كان أداة دعائية لدور القوات المصرية بقيادة الراحل جمال عبدالناصر في الحرب في اليمن آنذاك، أما في الوقت المعاصر فارتبط اسم اليمن بالإرهاب والفقر لدى المجتمع الدولي في الاتجاهات التلفزيونية والتقارير المصورة، وبات الجمهور الغربي لا يعرف عنه سوى المشكلات الأمنية والاقتصادية من خلال عناوين الأخبار الدراماتيكية وأضحى الجمهور الغربي يعرف اليمن من خلال زاوية واحدة فقط، ما يفسر أن اليمن في عيون الغربي مازال مكانا غامضا، ضف إلى ذلك أن عدم تمثيلها بالشكل الصحيح الأقرب للواقعية يخلق نظرة نمطية محتومة تجاه اليمن في عيون الجمهور الدولي بشكل عام، نتيجة تراكمات التوصيف نفسه بشكل متكرر في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فلو سُئل الفرد الغربي عن اليمن وأفلامها لأجاب بأنه تعرف على اسم اليمن عندما تم ذكره في مسلسل أصدقاء “Frinds” الأمريكي الكوميدي الشهير، في تسعينيات القرن الماضي، عندما ذكر أحد أبطال المسلسل في إحدى الحلقات أنه سيسافر إلى اليمن، محاولاً أن يكذب ويهرب من صديقته المزعجة، الأمر الذي أصبح مزحة معروفة بين متابعي المسلسل بأن يتعذروا بالسفر إلى اليمن متى ما أرادوا التملص من أمر ما.
كان ذلك الأمر الوحيد الذي يرن في أذهان الجمهور الغربي بالنسبة للأفلام واليمن حتى وقت طويل، إلى أن ظهر الفيلم البريطاني “اصطياد السالمون في اليمن” مع التشديد على أل التعريف. (Fishing Salmon in the Yemen ) الصادر في العام 2012، الفيلم البريطاني المقتبس من الرواية الأولى للكاتب البريطاني الراحل باول توردي المعنونة بالاسم نفسه جعلت من اليمن بلدا ذائع الصيت خارج سياق التقارير التلفزيونية المصورة، تدور قصة الفيلم الرئيسة حول تحديات تنفيذ خطة لشيخ يمني ثري، يؤدي دوره الممثل المصري عمرو واكد، في زراعة سمك السالمون في اليمن، بالرغم من عدم وجود البيئة المناسبة هناك لهذا النوع من الأسماك، وبالتزامن مع ذلك نشاهد قصة حب تنشأ بين أبطال الفيلم، من أداء الممثل الاسكتلندي إيوان مكريجور والممثلة البريطانية إيميلي بلانت، يقف أمامها عدد من الصعاب، من المفترض أن تدور أحداث القصة في اليمن كما جاء في الرواية، ولكن لأسباب أمنية وسياسية حالت دون تصوير الفيلم في اليمن، فقد تم تصويره في المغرب، لم يكن ذلك فقط نقطة ضعف الفيلم، إذ يضاف إلى ذلك غياب التفاصيل الصغيرة المهمة عن اليمن التي نراها خلال أحداث الفيلم، كاللهجة اليمنية الركيكة أو زي الشيخ الذي لا يمت للزي اليمني التقليدي بأية صلة، باستثناء مشاهد الجزء الأخير من الفيلم، إضافة لذلك فإن الصورة الاستشراقية لديناميكية العلاقة بين اليمني والإيمان الديني أضعفت التوصيف الحقيقي للحالة الدينية في اليمن.
أما فئة الأفلام الوثائقية عن اليمن، فمن الممكن القول إنها تتصدر جل الأفلام المنتجة عن اليمن، ومن أحدث هذه الأفلام الفيلم الوثائقي الأمريكي “حروب قذرة” الصادر في العام الماضي، والذي رُشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي في بداية هذا العام، يأخذنا الفيلم في رحلة استقصائية للبحث في أسلوب إدارة حكومة الولايات المتحدة للحرب العالمية على الإرهاب، يكشف الفيلم جرائم القتل من قبل القوات الأمريكية لمدنيين أبرياء في كل من أفغانستان واليمن والصومال تحت مسمى الحرب على الإرهاب.
الفيلم من إخراج ريتشارد رولي، وهو مقتبس من كتاب الصحفي الأمريكي جيرمي سكاهيل بعنوان “حروب قذرة : العالم ساحة قتال”. ونذكر فيلم “اصطياد السالمون في اليمن” وفيلم “حروب قذرة” كمثالين عن الأفلام المصنوعة عن اليمن بصناعة أجنبية وليس على سبيل الحصر، فهناك أيضاً أفلام أخرى ظهرت أخيراً في الفئة نفسها، مثل الفيلم الوثائقي “الثائر الممانع” (The Reluctant Revolutionary) للمخرج البريطاني شين ماليستر الصادر في العام 2012، والفيلم الوثائقي “جدران اليمن” من إخراج الصحفية اللبنانية ديانا مقلد، الصادر في العام 2012، والفيلم الوثائقي “الحصاد الأخير يمنيو سان واكين” (The Last Harvest: The Yemenis of the San Joaquin) الصادر في العام 2012 للمخرجين الأمريكيين جوناثان فريدلاندر وإيريك فريدل، والفيلم الوثائقي “هل مر الربيع من هنا؟.. الثورة اليمنية” من إخراج الصحفي المصري أسعد طه الصادر في العام 2013، والفيلم القصير “البيت الكبير” للمخرج موسى سعيد، الصادر في بداية هذا العام، وغيرها من الأفلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى