مقتل شخصين عقب احتجاز رهائن بمقهى في سيدني

> سيدني «الأيام» مات سيجل وجين ووردل:

> قتل شخصان، أحدهما المسلح محتجز الرهائن، حين اقتحمت الشرطة الاسترالية أمس الاثنين مقهى في سيدني لإنهاء عملية احتجاز رهائن استمرت أكثر من 16 ساعة، كما أفادت تقارير إعلامية.
وقال مصور فرانس برس إنه شاهد نقل جثة من المكان بعدما دخل عناصر الشرطة المقهى وسط دوي انفجارات.
وأعلنت شرطة مقاطعة نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) قبيل الساعة 16,00 ت.غ. إن “حصار المقهى في سيدني انتهى بعد 16 ساعة على بدء عملية احتجاز الرهائن في مقهى لينت شوكولا في ساحة مارتن للمشاة الواقعة في قلب أكبر مدينة استرالية.
وأعلن التلفزيون الاسترالي أن شخصين قتلا في العملية أحدهما محتجز الرهائن.
وبحسب القناة السابعة في التلفزيون الاسترالي فإن ثلاثة أشخاص أصيبوا أيضا بجروح في الهجوم.
وقالت وسائل الإعلام الاسترالية نقلا عن مصادر في الشرطة إن محتجز الرهائن هو “رجل متدين” من أصل إيراني ويدعى هارون مؤنس.
وذكرت صحيفة “ذي استراليان” أن الرجل وجه رسائل تهجم إلى عائلات الجنود الذين قتلوا في عمليات وكان أطلق سراحه بشكل مشروط بعدما أوقف بتهمة التآمر في القتل في تحقيق حول مقتل زوجته السابقة.
وكان مسؤول بالشرطة قد قال اليوم الثلاثاء إن لاجئا إيرانيا اتهم بالاعتداء الجنسي ومعروف عنه أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أستراليين قتلوا في الخارج هو المسلح الذي يحتجز عددا غير معروف من الرهائن في مقهى بسيدني.
ولا يزال اللاجئ الإيراني ويدعى هارون مؤنس متحصنا بالمقهى بعد 15 ساعة من بدء محنة الاحتجاز.
و سعى زعماء دينيون وأستراليون عاديون إلى نزع فتيل توترات طائفية أمس الاثنين بعد احتجاز الرهائن في المقهى الأمر الذي زاد المخاوف من رد فعل ضد الأقلية المسلمة في البلاد.
وخلال ساعات من الهجوم على مقهى لينت في وسط المدينة أفادت جماعة مسلمة أن نساء يرتدين الحجاب تعرضن للبصق عليهن ودعت رابطة الدفاع الاسترالية اليمينية أتباعها إلى الاحتجاج عند مسجدين كبيرين.
ولم تحدث الاحتجاجات ولا يعرف الكثير عن الدوافع الحقيقية للمسلح محتجز الرهائن في المدينة الساحلية التي يوجد بها نصف عدد المسلمين في استراليا البالغ 500 ألف فرد.
لكن الشرطة تحركت ضد رجل صاح بكلمات مناهضة للإسلام عند موقع احتجاز الرهائن.
وتقدم الرجل إلى طوق من رجال الشرطة وهتف “شخص ما سيموت هنا بسبب الإسلام. لا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل. استيقظوا وافهموا الوضع على حقيقته”.
صحفيون وعدد من الناس متجمعون في ساحة مارتن بليس وسط الحي التجاري بسيدني أمس
صحفيون وعدد من الناس متجمعون في ساحة مارتن بليس وسط الحي التجاري بسيدني أمس

وتصدى له رجل آخر رد عليه صائحا “مرحبا بالمسلمين هنا”. وطلبت الشرطة من الرجل الأول المغادرة وسط مزيج من صيحات الاستهجان لتحرك الشرطة والتصفيق تأييدا لها.
ويتزامن احتجاز الرهائن مع تزايد المخاوف في استراليا بشأن المخاطر التي يمثلها المتشددون الإسلاميون. ورفعت وكالة الأمن الاسترالية مؤشرها الوطني للتحذير العام من الإرهاب إلى “مرتفع” في سبتمبر.
أغلقت الشرطة الاسترالية أمس الاثنين قلب مدينة سيدني أكبر المدن الاسترالية بعد أن دخل شخص مسلح مقهى بوسط المدينة واحتجز عددا من الرهائن وأجبرهم على رفع علم تنظيم داعش.
وقالت الشرطة إنها على علم بوجود مسلح في الواقعة التي حدثت في مقهى لينت في قلب الحي التجاري لسيدني لكن يمكن أن يكون هناك أكثر من مسلح.
وطوق رجال الشرطة المدججون بالسلاح مقهى لينت وعددا من المباني في ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد و بنك الاحتياطي الفدرالي الاسترالي إضافة إلى مصرف وستباك ومصرف الكومنولث وبنوك تجارية بالقرب من مبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون نزع فتيل واحدة من أكبر المخاطر الامنية التي تواجهها استراليا منذ عقود.
وشوهد قناصة وأفراد من القوات الاسترالية الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهى وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق الموقع.
وأفرج عن خمسة على الأقل من الرهائن أو تمكنوا من الهرب منذ بدء الواقعة في الصباح وشوهد عاملون في المقهى او زبائن مذعورون وهم يرتمون بين أيدي رجال الشرطة.
وقال كريس ريزون مراسل القناة السابعة التلفزيونية ومكتبه في مواجهة المقهى انه مازال هناك نحو 15 رهينة داخل المقهى.
عجوز يتم مساعدتها أثناء إخلاء المنطقة حول المقهى يوم أمس
عجوز يتم مساعدتها أثناء إخلاء المنطقة حول المقهى يوم أمس

وقال ريزون على تويتر “من حجرة الاخبار في مارتن بليس يمكن ان نرى مسلحا يجبر رهائن بالتناوب على الوقوف أمام النوافذ في أحيان لمدة ساعتين”.
واعلنت السلطات ان دوافع المسلح ما زالت غامضة، لكن الرهائن رفعوا على احدى النوافذ علما اسود كتب عليه بالابيض “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
وافادت القناة العاشرة في تغريدة ان “فريقنا تحدث مباشرة مع رهينتين داخل المقهى...واكدا مطلبين للمنفذ”. واضافت “يريد تسليم علم لداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) الى المقهى مباشرة، وطلبه الثاني هو محادثة رئيس الوزراء”.
وتابعت ان الرهينتين “افادا عن وجود اربع عبوات... اثنتان في مقهى لينت في مارتن بليس، واثنتان في وسط الاعمال في سيدني”. ولم تؤكد الشرطة هذه المعلومات.
ودانت اكثر من اربعين منظمة اسلامية استرالية أمس الاثنين احتجاز الرهائن و“اساءة استخدام” الشهادتين من طرف “افراد مضللين لا يمثلون الا انفسهم”.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت إن هناك ما يشير إلى وجود دوافع سياسية وراء احتجاز الرهائن في مقهى لينت. وكان أبوت حذر من تخطيط متشددين لمهاجمة أهداف استرالية.
وأردف قائلا للصحفيين في كانبيرا دون تقديم معلومات عن هذا الحصار “هذا حادث مزعج للغاية. بإمكاني تفهم مخاوف وقلق الشعب الاسترالي”. ولم يدل أبوت بأي معلومات عن هذا الحصار.
وأعلنت حالة التأهب القصوى في استراليا التي تدعم الولايات المتحدة وتحركها المتصاعد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تحسبا لهجمات من قبل مسلمين متطرفين أو مقاتلين محليين عائدين من الصراع في الشرق الأوسط.
وقال اندرو شبيوني مفوض شرطة نيو ساوث ويلز للصحفيين في سيدني “تحركنا لوضع يتناسب مع حدث إرهابي”.
ويوجد المقهى في مواجهة استوديو تلفزيوني تجاري وعرضت مشاهد تلفزيونية حية لزبائن داخل مقهى يقفون وهم يضعون أيديهم على النوافذ.
وأظهرت لقطات شخصا يبدو أنه من موظفي المقهى وإمرأة أخرى يرفعان علما مماثلا للعلم الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وأجبر الحادث السلطات على اخلاء المباني القريبة في الحي التجاري بسيدني وأثار الذعر بين السكان الذين كانوا قد بدأوا يحولون اهتمامهم الى عطلة عيد الميلاد بدلا من المخاطر الامنية.
وبعد عدة ساعات من بدء الحصار قادت الشرطة نحو 24 شخصا إلى خارج مبنى يقع أمام المقهى وعبر الطوق الأمني. وأجلي آخرون من المبنى الواقع أعلى المقهى عن طريق سلم حسبما أظهرت مشاهد تلفزيونية.
وقال بنك الاحتياطي الاسترالي الموجود بالقرب من المقهى إنه أغلق أبوابه وأن الموظفين موجودون داخل المبنى وكلهم بخير.
وأخليت القنصلية الأمريكية المجاورة أيضا حسبما ذكرت متحدثة باسمها. وأغلقت البنوك الكبيرة في المنطقة التجارية وطلب من الناس تجنب هذه المنطقة.
وقالت الشرطة الاسترالية إن مفاوضين اتصلوا بالمسلح الذي يحتجز الرهائن لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة.
ورفضت كاثرين بيرن نائبة مفوض شرطة نيو ساوث ويلز تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى لكنها قالت إن عددهم لا يصل إلى 30 شخصا. وأضافت بيرن للصحفيين انه لا يوجد أي مؤشر عن تعرض أي من المحتجزين الباقين لأذى.
وأصدر مجلس الائمة الوطني الاسترالي بيانا قال فيه إنه “يدين هذا العمل الإجرامي بشكل صريح”. وقال بيان مشترك مع مفتي استراليا إن “مثل هذه الأعمال مدانة جزئيا وكليا في الإسلام” مشيرا إلى انتظار المزيد من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل.
ووقعت هذه الحوادث بعد دقائق من اعلان الشرطة اعتقال شاب (25 عاما) في سيدني بتهمة الارهاب في اطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الاراضي الاسترالية. لكن رئيس شرطة ساوث نيو ويلز اعتبر ان القضيتين غير مرتبطتين.
وتزامنا، اعلنت الشرطة الاسترالية انها تنفذ عملية اثر “حادث” وقع في دار اوبرا سيدني التي تم اخلاؤها، بعد العثور على طرد مشبوه على ما يبدو.
ويقاتل اكثر من سبعين استراليا في صفوف الجهاديين في العراق وسوريا. وقتل عشرون على الاقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وامكان شنهم هجمات لدى عودتهم الى بلادهم.
وفي سبتمبر الماضي قالت شرطة مكافحة الارهاب انها احبطت تهديدا وشيكا لذبح عشوائي علني لاحد المواطنين وبعد ايام قتلت الشرطة بالرصاص فتى في مدينة ملبورن بعد ان هاجم بسكين اثنين من ضباط مكافحة الارهاب.
رويترز / ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى