تحالف 94م.. أزمات سياسية لبقاء المصالح

> أديب السيد

> غير آبهٍ بما آلت اليه الأمور والأوضاع في اليمن والجنوب، يواصل (تحالف 94) ممثلاً بالحزب اليمني (المؤتمر الشعبي العام) الذي خرج من عباءته حزب (التجمع اليمني للإصلاح المتشدد) المرتبط بتنظيم القاعدة والإرهاب، موقفه القديم تجاه الجنوب، متمسكاً بشعار (الجنوب فرع عاد إلى الأصل الشمال)، مما يزيد الأمور تعقيداً ويدخلها في نفق آخر من الصراع.
لم يكتف هذا التحالف بتدمير علاقات البلدين (الشمالي والجنوبي) اللذين كانا يأملان بأن تمثل الوحدة اليمنية، حلمهما في التعايش والازدهار، قبل أن يقضى (تحالف 94) على ذلك الحلم ويأده في مهده طمعاً بالنهب والاستيلاء على ثروات الجنوب.
فبعد أن دمر هذا التحالف ما تسمى (الوحدة اليمنية) وقضى عليها بالكامل، وحولها من مشروع كان له أن يعيش بمستواه الأدنى، ويساعد الشعبين الشقيقين، ها هو يستمر بالقضاء على النسيج الاجتماعي، وتدمير العلاقات وأواصر الإخاء بين الشعبين، اللذين عانيا كثير من تلك الوحدة وما تلاها من حرب، حتى باتت الأمور اليوم تزداد تعقيداً وتسير نحو مزيد من التباعد والشقاق، بسبب أفعال هذا التحالف سابقاً - وحالياً.
اليوم وبعد تراكمات أكثر من عقدين، ووصول الحال إلى مستوى يكاد يغرق معه الجميع في غياهب الظلام والصراع، لم يبارح تحالف الحرب والعقلية المتعالية أسلوبه القديم، وكلما اقتربت الأمور من بحث التفاهم للخروج من عنق الزجاجة، ينبري تحالف الحرب، معطلاً، ومتمسكاً باضطهاد شعب الجنوب، وممارسة أساليب قهرية عليه طالما مارسها منذ الوحدة وحرب 94.
ليس هناك من تفسير خلف مواقف تحالف الحرب، إلا إنه يريد الحفاظ على مصالحه وما استولت عليه قياداته من ثروات ومصالح ومنابع نفط وشركات ومقاولات وامتيازات، في الجنوب، ويرى ألا سبيل للحفاظ على تلك المنهوبات إلا بتمسكه بتكريس نهج الغاب على الجنوب، وكذلك على الشمال، حتى يضمن استمرار مصالحه وتدفق المليارات إلى حسابات قياداته البنكية.
فالتحالف الذي غنم الكثير بفوضويته وتعطيله للنظام والقانون، وتكدير الأمن والاستقرار، يرى أن الأزمات واختلاق الصراعات أسلوب مجد له، لبقاء نهبه وسيطرته على الثروات والصفقات والتجارة غير المشروعة، سواء في الاستيلاء على آبار النفط، أو الأراضي، أو الثروات السمكية والمعدنية، أو تجارة المهربات كالخمور والمخدرات والسلاح.
فانعدام النظام وقوته، وتضعضع الحماية الأمنية، وعدم الاستقرار، هو بيئة خصبة للتحالف الذي يدير عملياته النهبوية والتجارية، بمقابل إشعال الحرائق، والحروب، لإشغال الناس بالأزمات، وهذا أسلوب مستورد من عصابات وأنظمة (فاشية) لا يزال بعضها يمارس نشاطه في عدد من دول العالم بأساليب وأشكال مختلفة.
لهذا يتطلب الأمر بالنسبة للجنوب، صمودا كبيرا، لفرض الإرادة الشعبية والواعية المتطلعة إلى دولة مستقلة به، وقانون يناسب المجتمع الجنوبي ومكتسباته المدنية، وبالنسبة للشمال كذلك فهو بحاجة لإرادة قوية وثورة جديدة، تستطيع تعميم الفكرة المدنية، وفرضها على أرباب الحكم، لإرساء وقيام دولة مدنية تحتكم للقانون والمدنية.
**أديب السيد**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى