الإعلامية العدنية.. رضية سلطان غـياب الموقف الإنساني والرسمي إلى متى؟!

> عصام خليدي

> ﻻزال أبناء وأهالي مدينة عدن يرزحون ويتجرعون ويكابدون مرارة وقسوة ويلات معاناة المرض والفـقـر والاحتياج وكل أصناف وأشكال التغييب والتهميش والإقصاء وإنكار أفضالهم وما قدموه من فكر ومعرفة وريادة وتـنوير.. ﻻزالت عـقـلية المتسيدين المستبدين والمتسلطين القائمين على (سدة الحكم والقرار) يتجاهلون كل النداءات والصرخات التي نطلقها في كل حين، وكلما رأينا بأم أعيننا واحداً من المبدعين بين فكي دوامة شدة وطأة معاناة المرض وتبعاته من أعراض عضوية ونفسية ومعنوية كنت قد عاهدت نفسي أن ﻻ أعود في الخوض والكتابة عن مثل هذه الحاﻻت الإنسانية التي تمس زملائي في مهنة التعب الممتع، خصوصاً بعد مشوار طويل من الكتابة والصرخات والنداءات الموجهة للمسئولين والساسة ومن بأيديهم ( سلطة القرار) في مثل هذه الظروف (المرضية المزمنة القاهرة والمستعصية).
ودون سابق إنذار لفت نظري وكاد يمزق نياط قلبي خبر يتعلق بالإعلامية القديرة رضية سلطان التي تصارع (معركة الموت) منذ زمن، والجدير بالذكر أنها عملت والتحقت في المجال الإعلامي في (إذاعة عدن في بداية السبعينات).. وقد تناولت حالتها الصحية المتدهورة منذ فترة العديد من وسائل الإعلام والصحف، وأوضحت ما تمر به من (أزمات قلبية حادة) أشارت إليها بالتفصيل والإفاضة (وﻻحياة لمن تنادي).. والحقيقة ما زادني مرارة وألماً ودفعني للكتابة ما قرأته مؤخراً وما وصلت إليه هذه المرأة من حالة حرجة صعبة إذ أنها وبعد أن أغلقت أمامها كل سبل الرحمة و الإغاثة من البشر اضطرت مكرهة إلى رهن منزلها ومستقرها، وما تبقى من مدخرات حياتها من ذكريات السنين، نعم وجدت نفسها تقوم برهن منزلها من أجل تسديد بعض نفقات السفر والعلاج بمبلغ زهيد 2000 دوﻻر فقط..هذا ما حدث ويحدث في واقعنا الراهن والمعاش.. (زمن به الأحياء أموات).
تصوروا ما وصل إليه الحال من قسوة ومعاناة ومرارة مع شخصية إعلامية ﻻمعة مهمة أفـنت وقضت ريعان الشباب وجل عمرها في خدمة إذاعة عدن وفي محراب الإبداع المتميز والتألق كانت القديرة رضية سلطان من القلائل الذين يمتلكون ناصية وملكة الصوت العذب المؤثر، وإتقان اللغة و الإجادة في وضوح مخارج الألفاظ .. بل ونستطيع القول إنها حققت حضوراً ﻻفتاً إعلامياً وجماهيرياً يمثل من وجهة نظري ( منظومة إعلامية مهنية متكاملة).
ﻻ أريد أن أستجدي أحداً فما أشرت إليه في سياق المقال من تدهور في حالتها الصحية والمعنوية والنفسية يصعب الإفصاح عنه وشرحه..
في نهاية هذه السطور المقتضبة عن حياة الإعلامية القديرة (رضية سلطان التي تمثل إحدى أهم وأبرز دعائم وبنيان إذاعة عدن) لا يسعني في الختام سوى التذكير ولفت نظر الجهات الرسمية ممثلة بقمة وزارة الإعلام في ضرورة البت في حالتها الصحية وسرعة إعطاء التوجيهات اللازمة لإنقاذ حياتها من براثن (معركة الصراع مع الموت).
نحـن على ثـقـة بأن معالي وزيرة الإعلام تدرك تماماً أن المبدعين الحقيقيين هــم أغـلى وأثــمن ما يملكه الوطــن والثروة التي تنهض وترتـقـي بعـقولهم ومعارفهم وتـشيـد وتـبنـى صــروح وحضارات الشعوب والأمم.
**عصام خليدي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى