وحدة الجنوبيين.. هل تتحقق؟!

> عبدان دهيس

>
عبدان دهيس
عبدان دهيس
كل جهد جنوبي يسعى إلى لم شمل الجنوبيين، ووحدة مكوناتهم ورؤاهم السياسية، على قاعدة القواسم المشتركة التي تخدم القضية الجنوبية ولا تضرها، ينبغي لهذا الجهد أن يُسند وأن يُدعم من قبل كل أبناء الجنوب بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية، وأن يشكروا القائمين عليه، وأن يحاطوا بالتقدير والاحترام، فالقيادات والمكونات الجنوبية لم تعد بحاجة إلى النصح السياسي، خاصة إذا ما عرفنا أنها مستوعبة تمامًا المعاناة التي يعيشها الجنوب وأهله في الداخل من نحو (ربع قرن) من السنين، منذ أن توحد الجنوب مع الشمال في العام 1990م وما ذاقوه خلالها - وما يزالون - من حياة القهر والعذاب والمتاعب وامتهان الكرامة والقتل والزج في المعتقلات والسجون ونهب الأرض والثروة وتحطيم وإحباط قدرات الجنوبيين من مدنيين وعسكريين وأمنيين، ومن مختلف الشرائح والأطياف، وقتل روح الإبداع والعطاء لديهم، ووصل بهم الحال إلى ما يشبه (التنويم المغناطيسي) القاتل، المفضي إلى الموت البطيء ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.
لقد غدا الجنوب وأهله في وضع سيء للغاية، وفي حالة عد تنازلي منذ حرب 1994م حتى اليوم، حيث يجري خلط الأوراق فيه بعناية فائقة، فالقتل مستمر، حيث تم بالأمس القريب اغتيال الشهيد الجنيدي في عدن بطريقة بشعة ومؤلمة، كما أن التفجيرات والأعمال غير الآمنة في تزايد واتساع، وأصبحت (القاعدة) في المنحى الآخر، تتصدر المشهد وحاضرة فيه بكل إمعان.
وأمام هذا الوضع المأساوي والمحزن الذي يعيشه الجنوب، كان الأحرى بالقيادات والمكونات الجنوبية أن تترك خلافاتها وحالة الافتراق السياسي الذي تعيشه، وتتجه نحو ما يجمعها ولا يفرقها للارتقاء بالقضية الجنوبية التي تحملها وتنافس من أجلها إلى الآفاق الرحبة والفضاء الواسع الذي يليق بها ويعجل من انتصارها، وأن تلتقي على طاولة للتحاور والتقارب والإجماع للخروج برؤية واحدة تنقذ الجنوب وأهله من الضياع، بسبب تشتت القيادات والمكونات التي مازالت أسيرة الأهواء الذاتية والأنانية السياسية على حساب مقتضيات وحاجة القضية الجنوبية، التي هي بحاجة إلى التضحية والنضال بنكران ذات، والابتعاد عن الشخصنة السياسية المفرطة، التي تكرس نظرية: (أنا الكل والكل أنا) التي أضرت وتضر كثيرًا بالقضية الجنوبية وعدالتها، وتؤدي بها إلى طريق مسدودة ومنزلقات خطيرة، كذاك الذي يسبح في بحر الأوهام، ويجتر أنفاسه في الجرار محكمة الإغلاق، في وقت تحتاج فيه القضية الجنوبية إلى قيادات مرنة ومؤهلة تستطيع الوصول بها إلى ساحة الأمم المتحدة وأروقة مجلس الأمن الدولي، ولكن من البوابة الصحيحة وليس عبر البوابات الخلفية والطرق التائهة.
من المؤسف أن هناك من لا يريد للجنوبيين أن يلتقوا على كلمة سواء، ولا للقيادات والمكونات أن تتفق وتتحاور وتتجاوز خلافاتها - القديمة الجديدة - إلاَّ أن واقع الجنوب وأهله يتطلب وحدة القيادات قبل المكونات، فهل يتحقق هذا الأمل؟ لعلَّ وعسى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى