الاكراد يعلنون فك حصار جبل سنجار وواشنطن تعلن مقتل قادة "للدولة الاسلامية"

> فيشخابور «الأيام» عبد الحميد زيباري

> اعلن مسؤول كردي ان قوات البشمركة تمكنت أمس الأول الخميس، مدعومة بضربات جوية مكثفة من التحالف الدولي، من فك حصار تنظيم “الدولة الاسلامية” لجبل سنجار في شمال العراق، حيث تتواجد مئات العائلات الايزيدية.
وفي واشنطن، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية توجيه ضربة قاسية للتنظيم المتطرف تمثلت بقتل عدد من قادته، اكد مسؤول اميركي ان بينهم نائب زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي وقائد عملياته في العراق، في غارات ينفذها التحالف الدولي منذ منتصف نوفمبر.
وبدأت قوات البشمركة عمليتها الاربعاء، وسبقها تمهيد جوي كثيف منذ الاثنين لطيران التحالف بقيادة واشنطن التي اعلنت مقتل ثلاثة قادة كبار للتنظيم بغارات جوية مؤخرا، بينهم ابرز مسؤوليه في العراق.
وقال مستشار مجلس الامن القومي الكردي مسرور بارزاني في تصريحات للصحافيين في مقر عمليات قرب الحدود العراقية السورية “وصلت قوات البشمركة الى جبل سنجار، وتم رفع الحصار عن الجبل”.
وافاد بيان لمجلس الامن القومي عن مشاركة “ثمانية آلاف عنصر من البشمركة في العملية التي بدأت الساعة 0415 فجر الاربعاء (0115 تغ) بضربات جوية للتحالف الدولي، تبعها هجوم بري”.
واكد المجلس ان العملية “تمثل اكبر هجوم عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية، والاكثر نجاحا”، مشيرا الى ان عناصر التنظيم المتطرف انسحبوا الى مناطق سيطرتهم، مثل تلعفر والموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في يونيو.
وكانت القوات الكردية اعلنت انها استعادت الاربعاء ثماني قرى في العمليات التي ادت الى مقتل 80 عنصرا من التنظيم. وشنت القوات هجومها من محوري زمار قرب سد الموصل، وربيعة عند الحدود السورية.
كما قتل سبعة عناصر من البشمركة في تفجير انتحاري الاربعاء في قرية قسريج، بحسب ما افاد عناصر من هذه القوات مراسل فرانس برس.
وكان التنظيم المتطرف شن في اغسطس هجوما على منطقة سنجار التي تشكل موطن الاقلية الايزيدية التي تقول الامم المتحدة انها تعرضت الى عملية “ابادة” شملت قتل المئات من ابنائها وسبي النساء والفتيات.
ودفع الهجوم مئات العائلات للجوء الى الجبل، حيث بقيت عالقة هناك. وتمكن مقاتلون اكراد، غالبيتهم سوريون، من فك الحصار عن الجبل واجلاء الآلاف من المحتجزين. الا ان التنظيم عاود في الاسابيع الاخيرة حصار الجبل الذي يدافع عنه مقاتلون من البشمركة ومتطوعون ايزيديون.
وقال قائد قوات البشمركة في جبل سنجار محمد كوجار لفرانس برس ان القوات الكردية وصلت الى الجبل وامنت طريقا تتيح للمحتجزين المغادرة.
اضاف “ستنزل غالبية الناس عن الجبل”.
الا ان القيادي الايزيدي سعيد حسن سعيد قال في اتصال هاتفي انه “على قمة الجبل، ويمكنني رؤية كل المناطق من حيث اتواجد. لا تدور اشتباكات حاليا، ولا يمكنني رؤية اي انتشار لقوات البشمركة”، مشيرا الى وجود 1200 عائلة ايزيدية على الجبل تعاني نقص الغذاء والتموين.
وكانت معاناة الايزيديين احدى الاسباب المعلنة لتشكيل واشنطن تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم بدءا من اغسطس.
أحد عناصر البشمركة يقف خلف أكياس رملية في نقطة تفتيش بنينوى أمس
أحد عناصر البشمركة يقف خلف أكياس رملية في نقطة تفتيش بنينوى أمس

وقال الجيش الاميركي الاربعاء ان التحالف شن 61 غارة ضد التنظيم منذ الاثنين في العراق، غالبيتها لدعم العملية في شمال البلاد، ما يشكل زيادة مضطردة عن الاسابيع الماضية.
وقال الاميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان “استطيع ان أؤكد انه منذ منتصف نوفمبر، نجحت ضربات هادفة نفذها التحالف في قتل عدد من كبار قادة ومسؤولين من مستوى ادنى في جماعة الدولة الاسلامية”. ولم يحدد البيان هويات القتلى او مواقع الضربات.
واضاف “نعتقد ان خسارة هؤلاء القادة المهمين ستؤثر على قدرة التنظيم على قيادة وتوجيه عملياته الحالية ضد قوات الامن العراقية، بما فيها القوات الكردية وغيرها من القوات المحلية”.
وفي وقت سابق، قال مسؤول اميركي طالبا عدم ذكر اسمه ان القتلى سقطوا نتيجة “سلسلة من الضربات الجوية التي نفذت خلال هذا الشهر على عدة ايام”.
واوضح المسؤول ان زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابوبكر البغدادي ليس ضمن القتلى.
وقال “استطيع ان أؤكد انه منذ منتصف نوفمبر اتاحت الضربات الهادفة للتحالف قتل حجي معتز وعبدالباسط (عناد الله ملا غيض). وهذان من كبار قادة الدولة الاسلامية”.
وحجي معتز هو فاضل احمد عبدالله الحيالي، المعروف ايضا باسم “ابو مسلم التركماني”، وهو نائب لزعيم التنظيم ابوبكر البغدادي ويشرف على عملياته في العراق.
واعتبر المسؤول ان هذه الضربات تأتي في اطار استراتيجية تهدف الى “الحد من قدرات تنظيم الدولة الاسلامية على قيادة قواته”.
واعلن منسق حملة التحالف الجنرال الاميركي جيمس تيري شن 1361 غارة ضد مواقع التنظيم منذ بدء العمليات في الثامن من اغسطس.
واضاف “تم وقف تقدم مقاتلي التنظيم وهم يواجهون صعوبة في الحركة والاتصالات نتيجة للحملة الجوية. اعتقد اننا حققنا تقدما مهما في وقف ذاك التقدم”.
وتابع “تقديري انه تم وقف تقدم داعش وهم يحاولون في الوقت الحالي الحفاظ على (المناطق التي يسيطرون عليها). اعتقد انهم يواجهون مشكلات في الاتصالات والامدادات”.
ويمكن لاعادة قوات البشمركة السيطرة على كامل منطقة سنجار، التضييق على مدينة الموصل، حيث اتخذ التنظيم خلال الاسابيع الماضية سلسلة اجراءات شملت قطع شبكات الهاتف الخليوي وبناء تحصينات في محيطها تحسبا لاي هجوم محتمل، والحد من حرية سكانها في مغادرتها.
وللمدينة اهمية رمزية كبيرة ضمن اراضي “الخلافة” التي اعلن التنظيم اقامتها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا نهاية يونيو. وبث التنظيم مطلع يوليو، شريطا مصورا هو الاول لزعيمه ابو بكر البغدادي، يؤم الصلاة في مسجد بالموصل بعد ايام من تنصيبه “خليفة”.
كما يمكن لاستعادة سنجار التضييق على خطوط امداد التنظيم بين العراق لا سيما الموصل، ومناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى