محمد بن دهري ود. صادق بن مكنون في حوار مع «الأيام»:مركز بحوث حضرموت أول مركز متخصص في إعداد البحوث والدراسات

> حاورهما / طارق باسلوم

> أشتهر الحضارمة بدورهم الفاعل في الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام، فقد لفت نظر الباحثين في العالم أثر المهاجرين الحضارمة في المناطق المطلة على المحيط الهندي والجزيرة العربية، وعقدت مؤتمرات دولية لدراسة ذلك الأثر، وقد كان للمحيط الهندي أهمية في العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية، وازدادت أهميته في الوقت الحاضر مما أكسب حضرموت أهمية اكبر.
من هنا جاءت أهمية إنشاء مركز بحوث متخصص في إعداد الدراسات والبحوث عن حضرموت ولهذا يعقد المؤتمر المرتقب. ولتسليط الضوء أكثر على المؤتمر كان لنا لقاء بالأخ محمد بن دهري رئيس مجلس الأمناء بمركز بحوث حضرموت والدكتور صادق مكنون نائب رئيس جامعة الأحقاف ليحدثانا أكثر عن المركز والمؤتمر القادم. وطرحنا عليهما الأسئلة التالية وإجاباتهما في سياق الحوار التالي.
**ما هو مركز بحوث حضرموت وما الهدف من إنشائه؟
-المركز مؤسسة علمية مستقلة ماليا واداريا، تم تدشينه في ديسمبر 2013م بعد إن كان عبارة عن فكرة من ابناء حضرموت المهاجرين البروفيسور عبدالله بجره النهدي ومحمد بن دهري (يحملان الجنسيتين البريطانية والكينية من اصول حضرمية)، تم تدشينه بالاتفاق مع جامعة الاحقاف التي وفرت الوسائل والامكانات المطلوبة لتسيير العمل في المركز وذلك لفترة عامين الى حين اكتمال المركز واستقلاله ماليا واداريا.
وهو أول مركز يهتم بإعداد البحوث والدراسات عن حضرموت (الماضي، الحاضر، المستقبل)، كما يهتم بإعداد جيل جديد مؤهل علميا عبر تنفيذ البرامج التأهيلية والدورات التدريبية التي يستهدف بها الشباب الحضرمي.
وتتركز الرسالة الاساسية للمركز في البحث العلمي والطباعة والنشر بالإضافة إلى التدريب والتأهيل والهدف من انشائه هو تزويد كل من صناع القرار والباحثين والمجتمع بشكل عام بالبيانات والمعلومات والتحليلات العلمية المبنية على الدراسات والابحاث العلمية في مختلف الموضوعات المتعلقة بحضرموت.
**بماذا يتميز المركز عن غيره من المراكز؟
-المركز يعتبر مركزا متخصصا في الابحاث العلمية عن حضرموت واعداد دراسات تسلط الضوء على تاريخ حضرموت والمراحل التاريخية التي عاشتها حضرموت وحاضرها ومستقبلها، وهذا ما لم يتم من قبل.
ويهدف الى تشجيع الانشطة البحثية والعلمية حول حضرموت عبر الفترات الزمنية من الماضي الى المستقبل مرورا بالحاضر ويشمل ذلك تاريخ ونشاطات الحضارم في حضرموت وخارجها في المجالات العلمية والثقافية والسياسية والفكرية والاقتصادية وغيرها عن طريق تنظيم برامج الدراسات العليا وتوفير الكتب والمراجع للباحثين، بالاضافة الى عقد المؤتمرات والندوات العلمية المتنوعة.
**يعتبر (إعادة استكشاف حضرموت) مؤتمرا علميا على مستوى دولي يشارك فيه نخبة من الأكاديميين المتميزين والمعروفين في مجالات دراسات حضرموت من بلدان مختلفة من العالم، حدثنا عن المؤتمر المزمع إقامته؟
-كانت الفكرة أن يقام مؤتمر علمي على مستوى دولي بعنوان (إعادة استكشاف حضرموت) كنت قد عملت على ترويجها ومجلس الأمناء وافق عليها وأيضا تداولت الفكرة مع بعض الأكاديميين في لندن ورحبوا بها.
يشارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميين المتميزين والمعروفين في مجالات دراسات حضرموت من بلدان مختلفة من العالم، ضمن جلسات نقاش تكون مفتوحة ليتسنى طرح اكبر عدد من الموضوعات المتعلقة بحضرموت.
وسيقام المؤتمر في لندن يوم السبت السابع من مارس 2015م من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الخامسة مساء.
**من هم ابرز المشاركين في المؤتمر؟
-لدينا مشاركون من جامعة اوكسفورد (المملكة المتحدة) هم الدكتور إييان وولكر والدكتورة اليزابيث كاندل والسيد حسن حكيميان من (معهد دراسات الشرق الاوسط بجامعة لندن)، والبروفيسورة اولريك فريتاج (المانيا) والبروفيسور فيليب بترايت (فرنسا) بالاضافة الى البروفيسور ايفين سيلاند والبروفيسور قونار هالاند من (النرويج)، ومن (اليابان) البروفيسور خازوهيرو آريي، والسيد ثانوس بيتوريس من (اليونان) وكذلك من اليمن الدكتور سعدالدين بن طالب والبروفيسور سليمان بن عزون.
** ما هي أهم محاور المؤتمر؟
-يتضمن المؤتمر عددا من جلسات النقاش المفتوحة، منها: جلسة نقاش عن الاقتصاد السياسي لحضرموت واليمن يديرها الدكتور اييان وولكر وجلسة نقاش عن مقارنة هجرات الحضارم الى بلدان المهجر (الجوار العربي، وشمال افريقيا، والهند، وجنوب شرق اسيا) تديرها الدكتورة اليزابيث كندل، وجلسة نقاش حول تحليل واقع التنمية الحالي في حضرموت واستراتيجيات التنمية المستقبلية يرأسها الدكتور سعدالدين بن طالب.
** لماذا تم اختيار لندن لإقامة الحدث؟
-الظروف لا تسمح بتنظيم المؤتمر في اليمن وأيضا نهدف من إقامته في لندن لإشهار المركز واستقطاب المنظمات الدولية لدعم المركز، كذلك تعريف العالم اجمع بحضرموت والاستفادة من الخبرات الدولية فأغلب المشاركين هم أكاديميون أصحاب تجارب في الأبحاث التي تخص حضرموت.
**هل تم التنسيق مع منظمات دولية في تنظيم هذا الحدث؟
- بالطبع نسقنا مع عدد من المنظمات منها المؤسسة الاستشارية الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كذلك الجمعية اليمنية البريطانية تعهدت بدعمنا ورغم انه دعم بسيط الا انه دعم معنوي لنا، هؤلاء سيدعموننا جزئيا فيما يخص تنظيم المؤتمر وحجز القاعة بالمشاركة مع جامعة لندن قسم الشرق الأوسط (معهد الشرق الأوسط) بجامعة لندن.
**لماذا توجهتم للخارج في طلب الدعم للمؤتمر؟
- سبب لجوئنا للخارج كان عدم تفاعل الحضارم في الداخل معنا، وبالطبع فإن تنظيم مؤتمر على مستوى عالمي يحتاج زخما كبيرا ولهذا نحن لازلنا نطمح لدعم أبناء حضرموت للمؤتمر ليحصل على الزخم المطلوب، وللعلم فإنه من الممكن ان تتكفل بالتكاليف جهة واحدة فهي غير مرتفعة.
**إلى جانب البحوث، ما هي الأنشطة الأخرى التي يقدمها المركز؟
-يسعى المركز لتشجيع منظمات المجتمع المدني لتكون فاعلة خصوصا في مجالات حقوق الانسان والشؤون البيئية وتأسيس مشاركة اكبر للمؤسسات في الشؤون المختلفة ذات الصلة بحضرموت، وتقديم الدعم والمساندة للمؤسسات الفنية والمهنية في حضرموت وما جاورها من خلال اقامة الدورات والبرامج التدريبية المختلفة التي يحتاجها المجتمع في حضرموت.
وللعلم فإن الدورات قد بدأت في المركز منذ مايو 2014م بتنظيم دورة الاعتماد الاكاديمي ودورة اخرى في تدريس اللغة الثانية كما تقام حاليا دورات اخرى في مجال اللغة الانجليزية والحاسوب، فنشاط المركز متنوع ويحمل على عاتقه تنمية حضرموت.
**هل تتم البحوث في المركز وفق اختيار الباحث او المركز؟
-الباحث بالطبع هو من يختار البحث، ونحن بدورنا على استعداد لتقديم أي عون او استشارة يحتاجها وتزويده بما يحتاج من مستلزمات البحث.
**ما الذي يمكن أن تقدمونه للباحث؟
- البحوث التي ينوي تقديمها المركز ليست مقتصرة على أهل حضرموت بل الباحثين من الخارج أيضا الذين يقومون بالأبحاث عن حضرموت من الخارج يأتون يعملون بحوثهم في الداخل مثل الجامعات الكبيرة والعريقة في الخارج التي تقدم خدمات البحث العلمي فنرحب بالكل ونحن مستعدون ان نعطي كرسيا في المركز للراغبين في تبني أبحاث وتنفيذها.
**هل أقمتم شراكات مع مؤسسات محلية ومراكز بحوث أخرى؟
- بعد التأسيس اتصل بنا الإخوة في جامعة حضرموت يطلبون مشاركتنا ورحبنا بذلك، وقد قمنا بالتشبيك مع عدد من المنظمات الدولية التي تشاركنا في تنظيم المؤتمر ونطمح لأن نقيم شراكات في المستقبل مع كل الجهات ذات الاهتمام المشترك.
**كيف سيستفيد أبناء حضرموت في الداخل والمهجر مما يقدمه المركز؟
- من المجالات التي ننوي العمل عليها تعريف حضارمة المهجر ببلد أجدادهم وتاريخها وحاضرها وما تتميز به، كما نطمح لإعادة ربط الحضارمة الذين اندمجوا في بلدان المهجر بطريقة جعلتهم يفقدون هويتهم ويفقدون أي ارتباط بحضرموت، فالمركز يهتم بربط حضارمة الوطن بحضارمة المهجر، كذلك إبراز انجازاتهم في المهجر، فهناك العديد من الحضارمة وصلوا الى مراتب عليا والواجب إبرازهم.
الحضارمة منذ جيل 67 والأجيال التي لحقتهم لم يقدموا لحضرموت أي انجازات بل إن كل من تخرج سافر للمهجر لتحقيق طموحاته و أصبحوا يرون بأن حضرموت لم تعد قابلة للتغيير.
فمن ضمن توجهاتنا تدريب وتأهيل الشباب الحضرمي عبر تنفيذ برامج تدريبية للأفراد والمؤسسات في التخصصات الإدارية والاقتصادية والتقنية المختلفة، ليكون للشباب دور فاعل في المجتمع في المستقبل بالشكل الذي يسهم في تنمية حضرموت.
**ما هي مصادر تمويل المركز؟
- جامعة الاحقاف ساندتنا كثيرا في مرحلة التأسيس ووفرت لنا مقرا ضمن مبنى الجامعة وموظفين يديرون العمل في المركز، ولكن هذا الدعم يبقى محدودا، فنحن نطمح أن تدعم انشطة المركز بشكل مستمر وتكون لدى المركز ميزانية خاصة لتوفير الاستمرارية.
**هل تلقيتم دعم من السلطة المحلية أو القطاع الخاص؟
- لم نتلق أي دعم من أي جهة حتى الآن، ونحن ندعو أهلنا في حضرموت والمهجر لدعم المركز لتحقيق الأهداف المرجوة من إنشائه، وإيصاله إلى المستوى المطلوب كمركز أبحاث على مستوى عال.
السلطة المحلية من واجبها دعم المشاريع العلمية وقد قابلنا محافظ محافظة حضرموت وعرضنا الموضوع عليه وبارك الفكرة واخبرنا باستعداده لدعمنا.
في الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص لا يوجد دعم حكومي لمراكز البحوث إلا فيما ندر، مراكز البحث الحكومية غير مدعومة فما بالك بالمستقلة.
اما القطاع الخاص، فالشركات والمؤسسات كلها في البال ونطمح ان يدعمونا فهي تستفيد من حضرموت وينبغي ان تدعم أي مشاريع تخدم حضرموت، فمثل هذه المراكز تقدم دراسات لأصحاب القرار السياسي والشركات وغيرها من المؤسسات لتستطيع اتخاذ قراراتها في ضوء دراسات علمية.
الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة انهم يتخذون قراراتهم وفق دراسات علمية لمراكز بحوث متخصصة، وهذا ما نسعى للوصول إليه في المستقبل، وهذا ايضا من اهداف المركز تقديم دراسات على الواقع وايجاد الحلول الممكنة للمعالجة في المستقبل.
**كلمة أخيرة توجهها؟
- نطلب من أهلنا في حضرموت والمهجر دعم المركز ليقوم على أسس صحيحة وعلى مستوى عال من التميز إقليميا ودوليا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى