إنهم يقتلوننا ويغتالوننا

> د. عبده يحيى الدباني

>
د. عبده يحيى الدباني
د. عبده يحيى الدباني
ما برح الغزاة المحتلون يسفكون دماء الجنوبيين صباحَ مساء، ويزهقون أرواحهم من خلال قواتهم المتوحشة التي سلطوها على الجنوب وأهله منذ حرب احتلالهم 1994م ونزعوا منها قيم الرحمة والإنسانية والإسلام والعروبة ومراعاة الجوار والرجولة وغير ذلك من القيم التي لم يعد لها مجال في فلسفة المحتل الغاشم.
أجل.. لقد دربوهم وأهلوهم مثل الكلاب الضالة لتنهش في أجساد الجنوبيين وتخوض في دمائهم، ولكنهم في غير الجنوب يتحولون إلى قطط وأرانب.. لقد صدق الدكتور علي الطارق من جامعة صنعاء حين ذهب إلى أن إخوانه الشماليين لا يغضبون من شيء ولا لشيء إلا لأمر واحد وهو أن يطالب الجنوبيون باستعادة دولتهم أو يرفعون علمها وهو مرض نفسي جمعي فيهم، علما أن الدكتور نفسه هو أستاذ في علم النفس، لقد صدق في تقويمه وأصاب وأنصف فجزاه الله خيرا.
فما هذا السعار الذي يمارس ضد الجنوبيين على مدى سنوات، مع أنهم لم يرفعوا سلاحا في وجه أحد سوى أنهم يريدون استعادة دولتهم المسلوبة ووطنهم المغتصب وكرامتهم المهدورة، وهذا حق مكفول في كل شرائع السماء والأرض.. لقد رباهم نظام القبيلة المتخلف أسوأ تربية وجعلهم يرون الحق باطلا والباطل حقا والظلم طاعة والثورة جريمة وكفرا.
فبئس التربية وبئس الثقافة، وبئس ما فعلوا وما يفعلون من عنجهيات في أرض الجنوب الصامدة لم تحدث حتى في فلسطين المحتلة، إذ يترفع عنها الجنود الصهاينة.. وكما شهد عليهم الدكتور علي الطارق وهو من أبناء جلدتهم، فهذا الشاعر الزبيري من قبل قد قال:
والعسكري بليد للأذى فطن
كأن إبليس للطغيان رباه
وهو يقصد عسكري الشمال.
ففي صباح الإثنين الماضي الدامي خرجت جلاوزة الأمن المركزي من جحورهم لتنفذ جريمة دبرت بليل بحق قائد شبابي مدني ثوري من الطراز الأول، لم تردعه سجونهم ولم تخدعه إغراءاتهم المدنسة فضاقوا به ذرعا وتقهقروا أمام صموده وإيمانه بقضية شعبه وثقافته العالية ونشاطه الدؤوب وكاريزميته الفذة، فلجؤوا إلى إعدامه بكل وحشية، إنه مهندس التصعيد الثوري المهندس خالد الجنيدي.
هاجموه صباحا وطاردوه في شوارع كريتر التي بليت بمثل هؤلاء الأوغاد الذين لم تعرف مثلهم حتى في زمن الاحتلال الإنجليزي... أطلقوا النار عليه وأسروه جريحا وساروا به إلى معسكر القتل المركزي ليجهزوا على حياته بطلقات مزقت قلبه المفعم بحب الجنوب، عدوانا وانتقاما مريضا وحقدا واستهتارا وفظاعة، ثم حملوه مرة أخرى على طقمهم المنحوس ليلقوا بجسده الطاهر على الأرض قريبا من مستشفى الجمهورية.. فهل رأيتم توحشا وجرما كالذي حدث؟؟.
لقد حدث مثل هذا في الجنوب من قَبل على يد هؤلاء وغيرهم من كلاب الاحتلال المسعورة، ولا يزال يجري على مرأى ومسمع الإقليم والعالم... (ألا لعنة الله على الظالمين).
إن حدثا مثل إعدام الشهيد القيادي خالد الجنيدي لهو حادث جلل يجب أن يكون له ما بعده مثلما أراده الاحتلال انعطافة جديدة وخطيرة للتعامل مع ثورة الجنوب السلمية ومع رموزها الحقيقيين العاملين. سلام عليك شهيدنا خالد، فأنت خالد حقا في وجدان شعبك، لقد هزمت الاحتلال مرتين، مرة في حياتك ومرة في استشهادك، وستظل بطولتك طريقا واضح المعالم إلى الانتصار القريب بإذن الله تعالى.
تردى ثياب الموت حمرا فما دنا
لها الليل إلا وهي من سندس خضر

* الناطق الرسمي عن الهيئة الأكاديمية للحراك السلمي الجنوبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى