هنيئا الشهادة للجنيدي واليزيدي

> أحمد عمر المرقشي

>
أحمد عمر المرقشي
أحمد عمر المرقشي
- قال الله تعالى: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا”.. إنكم السابقون ونحن اللاحقون قريبًا بإذن الله من أجل التحرير والاستقلال.. رحم الله عميد «الأيام» الأستاذ محمد علي باشراحيل، وطيب الله ثراه، حين قال في 29 أكتوبر عام 1965م في صحيفته «الأيام» العدد 336: “قليلون وقليلون جداً هم الذين يفكرون اليوم تفكيرًا بناء جاء في إيجاد حل سلمي للحالة المضطربة في عدن والجنوب العربي، هؤلاء هم الذين يشعرون حقاً بالعبء الثقيل، العبء الذي لازمهم ولا يزال يلازمهم في كل لحظة من لحظات حياتهم وهم يفكرون في مصير وطنهم ومصير شعبهم، هؤلاء يطالبون بسيادة شعب الجنوب العربي على أراضيه يطالبون بالحرية والاستقلال، لا كغاية وإنما كخطوة أولى نحو مرحلة جديدة من عمل البناء لحياة حرة كريمة يسودها الرخاء للجميع”.. صدقت ـ ورب الكعبة ـ فما أشبه الليلة بالبارحة، والدليل المشهد الجنوبي اليوم.
هنيئاً الشهادة لابن الجنيدي وابن اليزيدي، كل ذلك في عاصمة الجنوب العربي الحر المحتل عدن المسالمة، قتل ابن الجنيدي برصاص وقتل ابن اليزيدي بقنابل الغاز، رحمة الله عليكم وطيب الله ثراكم يا شهداء الجنوب شهداء التحرير والاستقلال.
لا أنسى كلمة الشهيد المهندس خالد الجنيدي أثناء تشييع جثمان الشهيد العيسائي بيافع، حين قال: “علينا الاهتمام بأسر الشهداء لأنهم قدموا أغلى تضحية في الفداء لحرية واستقلال الجنوب”.. وهناك أُناس قدموا كثيراً من التضحيات منها المال والنضال المدني السلمي والحضاري، ولكن الشهادة هي أغلى من كل شيء في سبيل الحرية والاستقلال، وأتمنى أن أكون شهيداً.. وكذا خلف القضبان عندما تم تهديدك بالإنذار الأخير أنت والمناضل أنور إسماعيل بالتصفية الجسدية من قبل مخابرات النظام المحتل، خرجت إلى ساحات الشرف والكرامة وقلت مهما تم تهديدنا وتعذيبنا فلن ينالوا من عزيمتنا من أجل التحرير والحرية والاستقلال، وكنت في مقدمة المسيرات ومنظما لها، أتذكر حديثك لقناة (عدن لايف) عندما قال لك المذيع نرحب بالقيادي قلت أنا مواطن جنوبي مناضل من أجل التحرير والاستقلال.
هنيئاً الشهادة لك أخي الوفي.. فلم تحب أن تظهر على المنصات، وكنت جنديا مجهولا فدائيا مؤمنا بقضية شعبك وأرضك وهويتك الجنوبية، فرحمة الله عليك وطيب الله ثراك.. ولا نامت أعين الجبناء.
أما الشهيد د. زين محسن اليزيدي صاحب الابتسامة، فلي ذكريات كثيرة معه سوف أشرحها باختصار.
ففي عام 2006م عام الانتخابات المزيفة المحلية والبرلمانية والرئاسية بين اللقاء (المفترق) ونظام (عفاش السفاح) المؤتمر، كان الشهيد ـ رحمة الله عليه ـ ضمن اللجنة المكلفة والمشرفة حينها على الدعاية الانتخابية، كيف أنسى الليلة التي حضر فيها إلى منزلي ومعه الأخ المناضل محمود حسن زيد يطلبون مني الذهاب معهم للتصوير، فكانت الصورة التي تظهر اليوم في الساحات وفي صحيفة «الأيام» (الكوت والكرفته)، قام الشهيد زين اليزيدي بتلبيسي إياهما داخل الاستديو وتصويري في الشيخ عثمان بجولة القاهرة ومعه المناضل محمود حسن زيد، وقاما بنسخ الصورة إلى صور.. وقال الدكتور الشهيد زين ما أجمل الصورة يا أحمد!! حينها قلت: “اللهم أنت خلقتني فحسن خلقي”، كان ذلك للدعاية الانتخابية، كنت مرشحا للمجلس المحلي بمنطقة العريش في خور مكسر (عدن) مندوبا عن الحزب الاشتراكي اليمني الذي يباع اليوم في باب اليمن.. فرحمة الله عليك وطيب الله ثراك يا بن اليزيدي.
كان آخر اتصال من ساحة الشرف والكرامة ساحة الحرية بخورمكسر عبر تلفون الوالد الشيخ المناضل المهندس ناصر أحمد بدحيل، حفظه الله ورعاه، وتذكرنا يوم قدم إلى منزلي لأخذي للتصوير يوم الانتخابات المزيفة 2006م.
على خطاكم سائرون حتى تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب قريباً بإذن الله.
في الختام من خلالكم عبر هذا المنبر أخاطب جنوبيي صنعاء عباد المادة والجاه أقول لهم والله إن الجزاء من جنس العمل، فانتظروا قريباً بإذن الله إنها والله وصمة عار على جبينكم، كل قطرة دم شهيد أو جريح أو معتقل في سجون الاحتلال هنا وهناك ظلماً وعدواناً وبهتاناً وأنتم صامتون هي في رقابكم.
كما أدعو كل من في ساحة الشرف والكرامة في أرض الجنوب إلى أن يعطوا القيادات في الداخل والخارج مهلة حتى 13 يناير 2015م لتوحيد القيادة والصف ما لم فعليهم حرق صورهم ورفع صور الشهداء والجرحى فقط، كأول رسالة للقيادة المتخاذلة حتى اليوم.
ثورة ثورة يا جنوب حتى تقرير المصير
على خطى الشهيد نسير حتى تقرير المصير.
دعوة لإخواننا في مراكز سلطة الاحتلال، تدبروا القرآن مع قوم ياجوج وماجوج عصابات الفساد والمفسدين حين قال فيهم رب العباد في كتابه المبين: “لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتا أكل خمط واثل وشيء من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور”.
فقد كفروا بنعمة الله وتنكروا لها.. نحن اليوم مع أحفادهم مطبخ الثلاثي الأحمري والدليل المشهد اليمني اليوم.. يا أصحابي بني جلدتي حسبنا الله ونعم الوكيل.
- اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد.
- عزائي لأولاد الشهيدين ابن الجنيدي وابن اليزيدي، وكل شهداء الجنوب وأراملهم وأسرهم ومحبيهم وأهلنا وناسنا في أرض الجنوب العربي المحتل.
- اللهم ألهمني وألهمهم الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
- أدين وأستنكر ما تعرض له مدير تحرير «الأيام» محمد هشام باشراحيل من اعتداء جبان بديوان محافظة عدن.
- ألف تحية وسلام للشرفاء الأحرار، والخزي والعار للصمت الجبان والمنافقين أبواق النظام، والمجد والخلود لشهداء الجنوب الأبرار، والشفاء العاجل بإذن الله للجرحى، والحرية للأسرى في سجون الاحتلال الغاشم.. إسرائيل وصنعاء.
زامل .. قال الشاعر:
أنا الجنوبي حارس المبدأ
بركان يتفجر من أشعابه
بركان يتفجر ولا يهدأ
حتى يعود الحق لأصحابه
* حارس صحيفة «الأيام»
من خلف قضبان الظلم وطغيان الاحتلال الأحمري بسجن صنعاء المركزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى