> حيدرة واقس

حيدرة واقس
حيدرة واقس
في السابع عشر من ديسمبر للعام 2009 تحولت قرية قطانة في منطقة المعجلة بالمحفد التابعة لمحافظة أبين إلى مأتم بعد أن استهدفت طائرات وبوارج أمريكا وبالتعاون مع النظام اليمني الهمجي المواطنين الآمنين في تلك القرية، ليذهب العشرات إلى قبورهم بين شاب وشيخ وطفل وامرأة.
ها هي اليوم تحل علينا الذكرى الخامسة لمجزرة المعجلة التي تبرز الوجه القبيح والإجرامي لنظام همجي مارس أبشع الجرائم ضد شعب الجنوب الأعزل، واستخف بكل الشرائع والقوانين السماوية والإنسانية، ستبقى مجزرة المعجلة محفورة في جبين التاريخ، وستتداول حديثها المؤلم للأجيال جيلاً بعد جيل، لهذا ستبقى مشاهد تلك المجزرة في ذلك اليوم حاضرة في ذاكرة الإنسانية شاهدة على واحدة من أسوأ المجازر التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية وبالتعاون مع النظام اليمني التعسفي.
لم ترحم الطائرات والبارجات الأمريكية ضعف النساء ولا شيخوخة الرجال ولا رهبة وصراخ الأطفال ذات العيون الزائغة، والوجوه الفاغرة والأحاسيس الشاردة فقصفت المدافع من البحر، وأطلقت الطائرات حميهما من الجو، وبعد لحظات قليلة وجد أبناء المعجلة أنفسهم في العراء لا مأوى ولا جدار يحميهم وأصبحت الأرض محروقة، وتحولت القرية المسالمة إلى عظام نخرة وأشلاء متناثرة.
خمس سنوات مرت لليوم الذي بات هاجساً يؤرخ للأحزان ويروي النكبات ويحكي الحكايات التي ارتوت بالدماء والأشلاء، فمن المسئول عن المجازر الوحشية التي ارتكبت والتهجير الجماعي والحطام الذي عم أرجاء المعجلة وغيرها، وما من شك سيقول التاريخ كلمته في من تاجروا بدماء المواطنين العزل.