وحدة النفط والغاز

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
قد تعجبك بعض الأقوال التي تمجد وحدة الوطن، والحب الذي يقدح شرراً لمن يخالفون هذه الوحدة أو يطالبون بالانفصال.. والوحدة كما وصفها أحد المتحذلقين بأنها الركن السادس في الإسلام، فحب الوحدة من عظائم الأمور.
عليك في هذا الزمن أن ترمي كل ما يخالف العقل والمنطق وراء ظهرك، فالوحدة ليست إلا تملك الثروات وخاصة النفط والغاز اللذين يدور صراع عالمي للسيطرة عليهما في أي بقعة من هذه الأرض، فهذه المادة استراتيجية.
آخر التقارير الدولية تحدثنا عن تزايد الصراعات في هذا القرن خاصة الصراعات على الموارد الطبيعية، ومن أجل ذلك تخصص الدول الكبرى ميزانيات عسكرية تفوق المليارات لكي تتسيد على هاتين المادتين النفط والغاز.
وتحكي تلك التقارير أن روسيا الاتحادية خصصت لميزانية عام 2015 ما مقداره 700 مليار نفقات عسكرية لقواتها المسلحة، ولهذا استدعى هذا الرقم انتباه الولايات المتحدة، إذ أن الروس بهذا المقدار من المال سوف يتفوقون في الصناعة العسكرية على الولايات المتحدة فكان اللقاء التاريخي بين الولايات المتحدة وإحدى الدول العربية الأكبر تصديرا للنفط للتفاهم على تخفيض أسعار النفط للإضرار باقتصاد روسيا الاتحادية، وقد شكرت الولايات المتحدة مؤخرا الشقيقة الكبرى على خدماتها التي قدمتها للولايات المتحدة بسبب الخسارة التي مُنيَ بها الروس والمقدرة بـ95 مليارا هددت الاستثمار في روسيا وعملت على إضعاف العملة الروسية (الروبل) وذلك بسبب سياسة تخفيض أسعار النفط.
كما تقول هذه التقارير إن خمس دول خليجية ومعها (الأردن) دخلت في اتفاقيات مع شركات أمريكية للصناعة العسكرية وبموجبها قدمت هذه الدول قرابة (500) مليار للتزود بالأسلحة العسكرية خلال عام 2015، وإذا تطرقنا إلى جنوب السودان فنجد أن أكثر من مئتي ألف عسكري صيني يقومون بحراسة حقول النفط في جنوب السودان.
كل هذه المؤشرات تشير إلى أن عام 2015 سيكون عاما للصراع على الموارد الطبيعية (النفط والغاز) وأن معظم ميادين الصراع تتركز على منطقة الشرق الأوسط، لهذا بدأت تدور عجلة الصراعات منذ قيام (داعش) وتهديدها للسلم العالمي، فكل المنظمات التي تقوم بالإرهاب ليست إلا من أجل النفط والغاز، أما باقي الأقوال يمكنك أن ترميها جانبا، فداعش وإخواتها ليست إلا للنفط.
واليمن داخل في تلك الصراعات بسبب حقول النفط والغاز في شبوة وحضرموت والحقول الاخرى المكتشفة حديثا بين عدن ومحافظة أبين، والتمسك بأهداف الوحدة ليس إلا تمسكا بالنفط والغاز.
وعام 2015 إذا لم يفق الجنوبيون من نومهم ويحسموا أمرهم بين القيادة والقاعده فإنهم قد يجوعون في المائة سنة القادمة، وقد يضيع اسم الجنوب نهائيا من جغرافيا اليمن.
وعام 2015 هو العام الذي سيحسم كل طرف أمره ضد الآخر، سواء على الصراع الحدودي أو الصراع على المياه، أو الصراع السكاني ومعهما الصراع على النفط والغاز، وسيظل الجنوب حاملا مأساته الاقتصادية والاجتماعية إذا عرفنا أن نفطه وغازه لم يجلب له السعادة وأن انخفاض أسعار النفط بمعدل 60 % وكلفة استخراج النفط 60 دولارا للبرميل، يكون اليمن يبيع نفطه بكلفة ثمن الاستخراج مع أن كلفة استخراج النفط في العالم كله لا تتجاوز 15 دولارا للبرميل.
أما المستفيد الأكبر من حصة النفط والغاز الجنوبي هي الحراسات التي تدفع لها الشركات أكثر من 200 مليون دولار شهريا لا تدخل ميزانية الدولة بل تذهب إلى جيوب المتنفذين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى