قراءة في رواية (بالأبيض على الأسود)

> صفاء سليمان حنش

>
صفاء  سليمان حنش
صفاء سليمان حنش
هذه الرواية للكاتب الروسي روبين غونسا ليس غاليغوا تعكس مدى المعاناة التي يتعرض لها ذوو الاحتياجات الخاصة (المعاقون) والذي يصر هو على أن يطلق عليهم (المافونيين) أو الذين لا يستطيعون على تحريك أجسامهم منذ اليوم الأول لولادتهم، وهذا راجع لأسباب وراثية بحتة.
فهؤلاء دائماً ما تكون حياتهم ملبدة بالغيوم السوداء، مليئة بالشقاء سواء ممن يعولونهم، أو حتى في المراكز التي تتولى رعايتهم، أوما يعرف بـ (دور الرعاية)، ثم يأت دور المجتمع والذي هو الآخر يسلبهم أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة والتعليم، وغيرها.
وهذه الرواية هي نسيج من الألم والألم المضاد، فالكاتب عانى كثيراً من هذه النظرة السلبية القاصرة، فلقد عاش جل حياته وحيداً محروماً من والدته، يتعذب بهدوء من ظلمات وحدته غير المنتهية، فهؤلاء حقهم علينا يكمن في أن نخلق لهم الفرص للحياة، لا في تمني الموت لهم أو نسقيهم السم لتخليصهم مما هم فيه من عذاب.
حقيقة أرى مشاهد كثيرة تبرهن على أن عاطفة الحب والتضحية أقوى عند الحيوانات، مشهد من فلم وثائقي رأيته وفيه لقطة لأنثى فيل وضعت صغيرها معاقاً، وبالرغم من ذلك لم تتخل عنه، بل أعطته كل الحب والرعاية التي يساعده على التثبت بإرادة البقاء.
لاشك أننا نفتقر للكثير من الصفات الإيجابية: كالحب، والعطف، والرحمة عند أبناء جلدتنا، فلقد بتنا لا نجد منهم إلا الخداع، والأنانية وغيرها من الصفات السلبية التي باتت منتشرة في أوساط أفراد مجتمعنا.
الرواية عموماً فيها نسخة كبيرة للأمل رغم السوداوية التي تبدو عليها، وذلك لمن أراد أن يعيش بحرية، فلينس الماضي ويتسامى فوق جروحه وأوجاعه، وهذا يؤكد التضاد في عنوان الرواية فالأسود لون الموت والحزن، والأبيض لون للفرح والحياة والطهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى