تعددت الوسائل والقتل واحد

> صالح ناجي حربي

>
صالح
 ناجي حربي
صالح ناجي حربي
الإهداء: إلى الشهداء زين اليزيدي وخالد الجنيدي ومطلوب والسليماني.
يوم 17 ديسمبر الجاري استشهد المناضل د. زين محسن صالح اليزيدي، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، الأكاديمي والناشط البارز في الحراك السلمي الجنوبي، الأمين العام لمجلس تنسيق الجمعيات الزراعية، وكانت وسيلة القتل هي الغازات السامة.
ويوم 15 ديسمبر كان قد استشهد المناضل م. خالد الجنيدي، الشاب المتوقد حماسا وحيوية والناشط المتميز في الحراك السلمي الجنوبي، والذي لم يلبث أن خرج من المعتقل بعد سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية المطالبة بالإفراج عنه، وكانت وسيلة القتل هي السلاح، ولكن ليس بالمواجهات أو من خلال أعمال القمع التي تقوم بها سلطات 7/7 لقتل وجرح المحتجين سلميا كما هو الحال في كل الفعاليات، بل كانت هذه المرة في إطار سيناريوهات الاغتيالات التي طالت وتطال الكثير من المناضلين الجنوبيين بصورة وحشية تعكس الحقد المتزايد الذي تكنه بعض حلقات السلطات الأمنية للنظام العسقبلي المتخلف.
وخلال يومي 22 و23 ديسمبر الجاري استشهد في عتق على التوالي كل من المناضل مطلوب محمد مطلوب، والمناضل ناصر السليماني، وذلك بالرصاص الحي من قبل الوحدات الأمنية لنظام 7/7 الغاصب المتعطش لدماء الناشطين سلميا.
إنهم يقتلوننا بالأسلحة والمتفجرات والغازات السامة والكيماويات، ومن خلال توسيع رقعة الفقر والبطالة والتجهيل ومصادرة الحقوق والحريات والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة، وطمس الهوية وتهميش المواطنة وإغراق البلاد بالفساد الذي طال كل شيء، إنهم تجار الأسلحة ومروجو الحروب العبثية، وتجار الحشيش والمخدرات، الذين يفسدون أخلاقيات الأجيال في الحاضر والمستقبل، ويتاجرون بالبشر ويقلقون السكينة العامة للمواطن في تبنيهم ودعمهم للإرهاب بمختلف مسمياته، وقد أداروا عجلات التعليم والصحة إلى الخلف بخبث وعناد وفقدوا المصداقية وانعدمت ثقة المواطن بوعودهم إذ يقولون ما لا يفعلون.
إذن ماذا بقي من روابط للمواطن الجنوبي بهذه السلطات التي أزاحت عنه كل فضيلة وألبسته كل رذيلة، ومع ذلك تقول على لسان فقهائها إن الوحدة والدفاع عنها واجب ديني مقدس.
إننا ومع كل احترامنا وتقديرنا لجميع إخواننا في الشمال الذين يشاركوننا البؤس ويتعاطون بإيجابية مع قضيتنا، ونحن نكن كل التقدير لشعبنا في الشمال ولا نريد القطيعة معه إلا أننا مضطرون للمطالبة بحقنا بفك ارتباطنا مع النظام (الجديد القديم)، وبصرف النظر عن الأشخاص المتعاقبين عليه طالما لم يستطيعوا إحداث أي تغيير إيجابي في طبيعته ونهجه وجوهره، ونعتبر أن فك الارتباط مع الفاسدين المفسدين حق كفلته الشرائع السماوية، وفي مقدمتها الإسلام الحنيف، حيث قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة الكهف: “قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا، قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما، آتوني زبر الحديد...”.
إذن الفصل بين المواطنين من جهة والفساد الذي تعذر إصلاحه من جهة ثانية واجب ديني بامتياز، وهو رحمة من الله تعالى يمن بها على عباده، وليعلم القتلة والفاسدون أنهم مهما حاولوا زرع الكراهية والضغائن بين المواطنين فإن العلاقات الاجتماعية والمصالح المتبادلة بين الناس ستظل مصانة بمشيئة الله تعالى ولا عدوان إلا على الظالمين “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى