> نعم بالحب وحده نعيش يا والدي الأستاذ فريد.. نعم بالعمل بالمعروف والنهي عن المنكر نعيش.. قال تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”.
الدال على الخير كفاعله.. من على منبر صحيفة «الأيام» قلت في نفسي يجب علي أخلاقيا إعادة نشر هذا المقال الذي طالعتنا به صحيفة (14 أكتوبر) في عددها 16241 يوم الأحد الموافق 21 ديسمبر 2014 تحت عنوان “بالحب وحده” للوالد العزيز رئيس تحرير صحيفة (الزمان) الأستاذ فريد صحبي - حفظه الله ورعاه - الذي قال فيه “بالحب وحده”.
عندما هم قابيل بقتل أخيه لم يقاومه أخوه.. ليس خوفاً منه بل خوفاً من الله فما كان رد فعله سوى أن قال له “لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين”.
هذا هو الإيمان الصحيح الذي يصدقه القول والعمل الصالح، فلا إيمان بدون عمل صالح، ولا صلاة ولا صيام ولا حج بدون عمل صالح، ولا يخلو كتاب الله من ذكر الإيمان إلا ويذكر بعده العمل الصالح حتى أنه توعد المصلين الذين هم في صلاتهم ساهون بالويل.
درس عظيم قدمه لنا أول أخوين في تاريخ الإنسان.. الإنسان الذي جعله الله خليفته في الأرض خليفه الله.. ياللهول، وياللإنسان الظلوم الجهول الذي حمل الأمانة فهل حفظها.. هل تدبرنا أمرنا؟ إذن لماذا لا نوقف نزيف الدم المهدور بيننا، هل نحن مؤمنون حقاً، هل سألنا أنفسنا يوماً هذا السؤال؟ كلنا مسؤولون (كبيرنا وصغيرنا) عما يجري حولنا، لأننا توقفنا عن العمل الصالح اكتفينا بأن نتفرج على شاشة التلفاز.. ونقلب أوراق الصحف ولا نحرك ساكناً.. إلا للدفاع كل عن مصلحته الخاصة، وماذا عسانا أن نعمل.. ماذا بمقدورنا أن نفعل، قد يكون هذا ردكم.. حسناً ليس المطلوب منا أن نفعل أكثر من أن نحب بعضنا البعض، وبالحب وحده سنحقق المعجزات لن يبقى لنا جائع.. لن تتسول نساؤنا في الشوارع.. لن ينهار بيت أو تتحطم أسرة فقدت عائلها.. بالحب وحده سنجري الصدقات بطريقة عملية وعصرية بمنظمات مجتمع مدني حقيقية، صادقة وفعالة.. سنقيمها في كل شارع وفي كل حي، سنقضي على الفقر.. العدو الأول للسلام الاجتماعي والأمن الوطني، بالحب وحده سنمحو الأمية والجهل والجاهلية وسننشر الوعي والفن والثقافة.
بالحب وحده سنتعافى من أمراضنا النفسية والجسدية.. بالحب وحده سنعرف الله، بالحب وحده سندخل الجنة في الدنيا قبل الآخرة، بالحب وحده سيعود اليمن السعيد.
فيا أهل اليمن الأرق قلوبًا والألين أفئدة.. أين سلاحكم الرباني سلاح الإيمان، والحكمة اليمانية، سلاح الحب الذي خلق الله به الكون، ألم يقل لنا السيد المسيح عليه السلام “إن الله محبة”.. وقال لنا خاتم الأنبياء نبي الرحمة.. عليه الصلاة والسلام “لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا”. وبالحب سنطيعك يارسول الله.
والدي حفظك الله ورعاك من كل مكروه.. صدقت ورب الكعبة في ما قلته في حديثك هذا.. فلو عملنا بالحب وحده وبالمعروف والنهي عن المنكر لما وصلنا إلى هذه الحالة المزرية من نزيف الدم في عالمنا العربي والإسلامي، وخاصة يمن الحكمة والإيمان بين الإخوة.. ولا كنا تركنا العمل بالمعروف والنهي عن المنكر.. وأيضا لم نتمسك بكتاب رب العباد والسنة النبوية، بل تمسكنا بواقع المسلمين، وهذه هي المصيبة الكبرى في حالنا اليوم.
والدي الأستاذ فريد.. بالحب وحده نعيش.. هذا كل ما في خاطري وقلبي، فلو كان هناك حب وعمل بالمعروف ونهي عن المنكر لما ظليت حتى اليوم أنا خلف القضبان سبع سنوات عجاف يابسات ظلماً وعدوانا، بل ومحكوم بالإعدام ظلماً وبهتاناً بحكم سياسي بدرجة عالية من الامتياز جائر ظالم حتى اليوم أحاكم في محكمة الاستئناف بأمانة صنعاء، ومعي جلسة يوم الأربعاء القادم 2014/12/31م.
لعن الله سياسة بدون أخلاق لاتعرف الحب والعمل بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن خلال هذه الأسطر أدعو كل الشرفاء والأحرار في الجنوب والشمال لوقفة تضامنية معي يوم الأربعاء الموافق 2014/12/31م يوم جلسة المحاكمة في محكمة الاستئناف بصنعاء.
حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل.