> احتشد الآلاف من أبناء الجنوب في ساحة الاعتصام بخورمكسر عدن لأداء صلاة الجمعة أمس، بعد أن توافدوا منذ الصباح الباكر وافترشوا الشارع المار بالساحة.
وألقى خطبة صلاة الجمعة الشيخ حسين بن شعيب، مخاطبا المصلين بقوله: «أيها الثوار الأحرار إنكم تسجلون بأحرف من نور على صفحات التاريخ النضال الجنوبي، وأنتم مرابطون في ساحتي الاعتصام بعدن والمكلا لسبعين يوميا ونيف”.
وأكد بن شعيب أن ساحة الاعتصام أثبتت من هو الصادق والمخلص والوفي والإنسان الذي لديه عزيمة لا تنكسر، كما أنها اظهرت الكاذب والمنافق، مشددا على ضرورة الحفاظ على الساحة وعدم الإلتفات للإشاعات.
وقال بن شعيب: “من لديه وجهات نظر فليأتي وليعمل معنا، لأننا نسعى لبناء وطن جنوبي من هذا الساحة ومن لديه نقد بناء فهذا من حقه، أما من يكيد أو يناكف، فليس له مكان بيننا، وعليه ان يذهب الى (...) والى اللقاء المشترك في صنعاء”.
وأضاف قائلا: “إنه من العيب أن يتحول البعض منا الى أفاكين ونمامين نكيد بعضنا بعضا، فعدونا ليس الجنوبي، فحتى الذين في سلطة صنعاء من اخواننا الجنوبيين هم منا ومكانهم شاغر في ثورتنا، وحتى إن تبرئنا من اعمالهم فلسنا ضدهم”.
ومضى بن شعيب قائلا: “نقول لمن يتأمر علينا في الداخل والخارج، أننا ماضون في ثورتنا ولن نساوم في قضيتنا حتى وان كان الثمن حياتنا، وليعلموا أننا سوف ننتصر عليهم بالسلمية الى أن يحين استخدام الخيار الآخر الذي نحدده نحن”.
وأضاف قائلا: “فبالسلمية سوف ننتصر ومن لديه مشروع آخر فلا يقودنا الى الهاوية، فالحديث عن كفاح مسلح في ظل هكذا اوضاع وفي ظل عدم وحدة العمل السياسي يعد جر لنا الى الهاوية”.
ونوه الى أن من لديه رؤى فعليه ان يقدمها لمناقشتها للخروج برؤى تمكن من التوافق على قيادة واحدة تشكل الحامل السياسي للثورة الجنوبية، منتقدا بشدة من وصفهم بأنهم يحملون وجهة التحرير والاستقلال فيما يحملون وجهة الفيدرالية بإقليمين.
وقال بن شعيب “لا مكان بيننا للهمز واللمز والمكايدات فمن يسعى لذلك فهو يسعى لما لا يحمد عقباه”، مشيرا الى أن الحراك لا يمكن ان يمشي بعدة رؤوس بل يجب ان يمشي براس واحد.
ودعا كافة الجنوبيين للسعي لإيجاد حامل سياسي للثورة الجنوبية يكون السبيل للانتقال الى خطوات أخرى في الثورة الجنوبية.
وأكد بن شعيب في ختام خطبته أن القضية الجنوبية هي قضية شعب ووطن وهوية “وليس لهذه القضية أي علاقة بقضايا اليمن”، لافتا انتباه المجتمع الدولي الى أن ثوار الجنوب المرابطين في الساحة لسبعين يوما أثبتوا أنهم شعب حضاري وسلمي.