فيما 6 % يدمنون الإنترنت حول العالم..استخدام الهواتف الذكية يعيد تشكيل أدمغة البشر

> «الأيام» وكالات

> منذ أن أصبح استخدامنا للأجهزة الذكية وتحديداً للهواتف الذكية بشاشاتها اللمسية مكثفاً تغيرت العلاقة ما بين عقلنا وأصابعنا، هذا ما كشفته دراسة حديثة نشرت في مجلة Current Biology العلمية والتي تفيد نتائجها بأن الهواتف الذكية أعادت تشكيل دماغنا.
ولطالما اهتم العلماء بدراسة مدى تكيف الدماغ مع ايماءات معينة بالأصابع خاصة لدى أشخاص يضطرون للقيام بها ساعات طويلة كالعازفين على أدوات موسيقية وترية أو اللاعبين عند المسك بقبضة التحكم.
ويعتقد علماء الأعصاب في جامعة زيوريخ أن الهواتف الذكية تؤمن فرصة مميزة لفهم تأثير الحياة اليومية على إعادة تشكيل الدماغ البشري على نطاق عالمي.
وبنتيجة زيادة انتشار الهواتف الذكية أصبح المستخدمون يستعملون أصابعهم وتحديداً الابهام بطريقة جديدة كلياً عما اعتدنا عليه سابقاً. وشرح أحد مؤلفي الدراسة Arko Ghosh كيف أن الهواتف الذكية التي نضعها في جيوبنا تحمل كمية ضخمة من المعلومات حول استخدام أصابعنا.
وتم إجراء دراسات على مجموعتين، الأولى تستخدم الهواتف الذكية بشكل طبيعي واخرى تستخدم الهواتف العادية بلوحة مفاتيح حقيقية، وتم تفحص كهربية الدماغ لمعرفة ردة فعله على لمسات معينة مع التركيز على أصابع الإبهام والسبابة والوسطى.
وأظهرت نتيجة الدراسة أنه عند لمس أحد تلك الأصابع لدى مستخدمي الهواتف الذكية فإنه يحصل تحسين في نشاط الدماغ الكهربائي، كما لوحظ زيادة مستوى النشاط في قشرة الدماغ مع كثافة استخدام الهواتف الذكية وتم التعرف على ذلك من خلال سجل بيانات شحن وتفريغ بطارية الهاتف.
وخلصت الدراسة إلى أن اللمسات المتكررة التي يقوم بها الابهام لدينا على شاشات الهواتف الذكية تعيد تشكيل طريقة الدماغ في معالجة الاحساس باليدين. وبالتالي هذا يشكل دليلا على أن الدماغ المعاصر يتشكل باستمرار من خلال استخدام التكنولوجيا الرقمية الشخصية كالهواتف الذكية وغيرها.
إلى ذلك كشفت دراسة حديثة أن ظاهرة إدمان الإنترنت مشكلة تؤثر على 6 % من سكان العالم، وأن أكثر المناطق تأثراً بهذه الظاهرة منطقة الشرق الأوسط، بنسبة تصل إلى 11 %، فيما تدنت النسبة إلى 2.4 % في شمال وغرب أوروبا.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة “علم نفس الإنترنت والسلوك والشبكات الاجتماعية” أن إدمان الإنترنت يؤثر سلباً على حياة الأشخاص وصحتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
فإن كنت تفضل الاتصال بالإنترنت، عوضاً عن الجلوس مع الآخرين، فأنت واحد من 182 مليون شخص، تقول أبحاث إنهم يعانون من الإدمان.
ورصدت الدراسة، التي اعتمدت على تحليل دراسات تتعلق بسلوك 89 ألف شخص في 31 دولة، أعراض الإدمان على الانترنت، والمتمثلة في زيادة عدد الساعات أمام الإنترنت، والإصابة بالتوتر والقلق في حال أعيق الاتصال بالإنترنت، وإهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية، والاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ لمشاهدة البريد الإلكتروني أو قائمة المتصلين في برامج الدردشة، فضلاً عن عدم شغل وقت الفراغ بهوايات متنوعة، وهو ما حذرت من تأثيره سلباً على حياة الأشخاص، وصحتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
ويعتقد خبراء في إمكانية علاج هذا الإدمان بالتحكم والسيطرة على استخدام الشبكة العنكبوتية، إذ يعتمد على تنظيم الوقت، وممارسة بعض الأنشطة والهوايات وتعلم مهارات جديدة، فضلاً عن الاشتراك في أعمال تطوعية وأنشطة اجتماعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى