المبادرة الخليجية في ظل غياب حقائق التاريخ والقانون

> صالح عكبور

>
صالح عكبور
صالح عكبور
المبادرة الخليجية الخاصة بالأزمة اليمنية صارت عقيمة ولا تلبي مطالب الجنوبيين ولا تقدم حلولا ترضيهم في إيجاد طريق آمن للخروج من مأزقهم الذي حشروا أنفسهم فيه، وتمثل في اتفاقية شراكة تم التوقيع عليها في 22 مايو 1990م بين الشطرين، أدت منذ السنة الأولى لنشوء خلافات سياسية عميقة بين الموقعين عليها، ترافقت مع اغتيالات للعديد من القيادات الجنوبية وكذلك إقصاء وتهميش ومضايقات أدت إلى احتقان في المشهد وأسهمت في إعلان وشن الحرب على الجنوب في 1994م، وتمكنت القوات الشمالية بمساندة القوات الجنوبية المتواجدة في المناطق الشمالية من تحقيق النصر.
وتمكنت القيادة في الشمال من استغلال الانشقاق بين الفرقاء الجنوبيين على خلفية ما حدث في يناير 1986م وتوظيفها لصالح مشروع الانقلاب على الجنوبيين والاستئثار بالسلطة وفقاً للمخطط الدولي المعتمد على تحالف الأطراف القبلي العسكري المدعوم خارجياً للتخلص من القيادات الجنوبية، كما تم إطلاق العنان للقيادات العسكرية والقبلية وكبار التجار والسماسرة وفئات أخرى في أكبر عملية سطو على الأراضي والعبث بالمخططات الحضرية، والإخلال بالتوازن الديموغرافي وتشويه المتنفسات والسيطرة على الثروة السمكية والبترولية وتسخيرها لصالح شركات عالمية والتفريط بسيادة الجنوب وتسخيرها لصالح الأجنبي.
وتعمدت المبادرة تجاهل كل ما أصاب الجنوبيين من أضرار مادية ومعنوية والتلويح بإيقاف الدعم المالي للموظفين وحرمانهم من مقومات العيش ما لم يقدموا الطاعة والقبول بالنصوص المتفق عليها، الموقف ليس غريباً، فنحن، العرب، كل منا يفتش عن مصالحه، ونحن كعرب فقدنا كثيرا من نقاط القوة والمثالية من شهامة وجرأة وشجاعة وأمانة وقول الحق.. وأصبحنا نعيش في محيط العولمة التي تقر وتجيز للحيتان الكبيرة أن تلتهم الصغيرة، وشريعة الغاب هي الأجدر.
فعلى الأخوة في الجوار إجراء مراجعة واقعية لحقائق التاريخ والجغرافيا والدين والمنطق، والقراءة السليمة لما يدور في الأرض من متغيرات، وعدم المراهنة على القوى الدولية التي لا تبحث إلا عن مصالحها، والتخلي عن الأنانية واعتماد معيار (أنا وبعدي الطوفان)، فكلنا على خطوط التماس.. وينبغي التنبه!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى